قساوسة يتسابقون لحماية تأريخ المسيحيين في العراق قطعة قطعة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 30, 2015, 12:03:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

قساوسة يتسابقون لحماية تأريخ المسيحيين في العراق قطعة قطعة


برطلي . نت / متابعة
الزوراء اليس فوردهام

في بناية غير مكتملة في مدينة اربيل بشمالي العراق، يغني الاطفال المسيحيون النازحون اغنية قصيرة حول العودة الى قريتهم. إذ كانوا يغنون "نحن عائدون" "الى منازلنا، وارضنا وكنيستنا". اما الآن فانهم يعيشون في هيكل (كونكريتي) مفتوح. وكانت جماعات داعش قد استولت على قريتهم الأم في قرقوش، وهرب بعدها المسيحيون سيراً على الاقدام خوفاً ورعباً. وحالما انهوا اغنيتهم حتى انهال عليهم التصفيق من شخصيتين غير معروفتين عندهم. الاول عراقي ذو وجه يبتسم ويرتدي ثوباً ابيض ويدعى الاب نجيب ميخائيل. اما الثاني فكان الأب كولومبا ستيوارت، رجل طويل ونحيل قادم من تكساس ويرتدي نظارات وملابس سوداء. وكلاهما راهبان. ويوضح ميخائيل بأن الكنيسة والمنظمات غير الحكومية المختلفة وفرت المأوى والمدافئ والاواني والطعام لهؤلاء النازحين. ولكن السبب الرئيس الذي دفع ستيوارت لترك ديره في مينيسوتا والمجيء الى العراق هو مشروع الانقاذ المشترك، الذي يقع في بيت سري في الجوار. ويخشى ميخائيل من كشف المكان بدقة، ولكن في غرفة باردة ومضاءة بضوء الشمس تتكدس اكوام كبيرة من الكتب. ويقول ميخائيل بفخر "انها مجموعة كبيرة من ارشيفنا، وهناك المخطوطات والكتب القديمة". وكان الأب ميخائيل قد احتفظ بجزء مهم مما تبقى من المكتبات المسيحية في العراق. وكان هناك رهبان قادمين من الدومنيكان واستوطنوا مدينة الموصل منذ 1750. وكدسوا مكتبة تحتوي على الآلاف من المخطوطات القديمة ويقولون انهم جاءوا بالمطابع الى العراق في مطلع العام 1800. وبعد ان بحث قليلاً في صندوق صغير جاء ميخائيل بمخطوطة ارامية مطبوعة.وبعد ان انتشر المسلحون في الموصل في 2008، قام الرهبان بتهريب مكتبتهم الى خارج المدينة، قطعة قطعة، الى مدينة قرقوش المسيحية. وفي الصيف الماضي، وعندما وصلت جماعات داعش الى مقربة من المدينة، اخذ ميخائيل على عاتقه المبادرة والقيام بعمل مهم. وهيأ كل شيء ووضع المجموعة التأريخية في شاحنة كبيرة في الساعة الخامسة فجراً. ويقول ميخائيل "مررنا من ثلاث نقاط تفتيش من دون اي مشكلة، واعتقد ان السيدة مريم العذراء (كان) لها يد في حمايتنا".
وكان على ميخائيل ان يهرب بالمكتبة التي تحوي اكثر من 50 الف كتاب. ويعرف تماماً ان هناك رهباناً فقدوا جميع مكتباتهم، ويعتقد ان الاديرة والكنائس كانت قد نهبت واستعملت كسجون وغرف للتعذيب من قبل المتطرفين. ولكن المخطوطات والقطع الاثرية ما تزال تحت رعايته، وجاء بها الى هنا. ويقول ميخائيل ان الاب والأم اول شيء يحاولان حمايته هو الاطفال. لذلك فان هذه الكتب هم اطفالي". وفي قرقوش كان يعمل على مشروع رقمي يترأسه متحف ستيورات هيل ومكتبة المخطوطات في مينيسوتا. وكان الاب ميخائيل قد جمع مخطوطات من جميع انحاء العراق وصورها فوتوغرافياً جميعها وبذلك اصبح بامكان الباحثين من مختلف انحاء العالم قراءتها. ويدرس ستيوارت المخطوطات المكتوبة بالسريانية، اللغة التي تختلف عن اللغة الارامية التي تعود الى عصر السيد المسيح. ويوضح الرهبان بأن هناك في الحقيقة لهجتين اثنتين: السريانية الغربية والسريانية الشرقية. ويغني ميخائيل صلاة "أبنا" في كلا اللهجتين ليشير الى الاختلافات بينهما. ويدرس الاب كولومبا الطريقة التي ينتقل فيها المصلون بين هاتين اللهجتين ويحتاجون لمخطوطة ليقوموا بذلك. وجاء بمعدات جديدة وبذلك اصبح بالامكان الاستمرار بهذا العمل.وفي كل ليلة تقوم العوائل النازحة التي تسكن في المباني غير المكتملة بغناء الصلوات القديمة معا ويأملون في العودة الى منازلهم مجدداً.
ويقول الرهبان فيما بينهم بأن موجة العنف هذه قد تقود آخر المسيحيين في العراق الى المغادرة. وهم يحاولون ان يوثقوا ما باستطاعتهم من تراثهم قبل ان يختفي هذا الارث كله.

- See more at: http://alzawraapaper.com/%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%88%D8%B3%D8%A9-%D9%8A%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D9%88%D9%86-%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A/#sthash.DYBZgl5V.dpuf