تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ايـــران و السعوديـــة

بدء بواسطة متي اسو, يناير 26, 2015, 02:38:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو



ايـــــــران  والسعوديـــــــــة
لن أكون مبالغا لو قلت ان كل المشاكل التي تعاني منها الاقطار العربية والاسلامية سببها هذين البلدين ( ايران والسعودية ) . ولن اكون مبالغا لو قلت ان كل العنف ضد الأقليات ، من قتل واغتصاب ( الاموال والاعراض ) وتهجير سببه الشيوخ المدعومين من أفراد وجماعات على رأس السلطة في هذين البلدين .
كلاهما بلدان نفطيان ، كلاهما مركزان اسلاميان متنافسان على الساحة الاسلامية ، وعلى الساحة العربية على وجه الخصوص . تنافسهما ليس شريفا ، إذ تربض خلف ساتر التديّن والمذهب ، أطماع شرهة خبيثة لا تتردد في استعمال ابشع الاساليب الدموية في تنفيذها . واصبحت اوربا وامريكا الشمالية ساحات لتنفقذ مآربهما مستغلين القوانين السمحة التي تحمي الحقوق والتحركات والانشطة الفردية او الدينية .
الثورة الايرانية كانت اسلامية العقيدة ، لكنها اثبتت انها كانت  " قومية التوجه " مهما حاولت تغليف توجهها القومي بشعارات دينية مذهبية . وضعت الدول العربية ، واولها العراق ولبنان ، على رأس اولياتها ، تأتي بعدها سوريا واليمن والبحرين ... والحبل على الجرار .
لقد علمتْ الثورة الايرانية منذ اللحظة الاولى لاستلامها الحكم في ايران ان مفتاح اقتحامها وانتشارها في العالم العربي والاسلامي يكمن في شعار معاداتها لأمريكا واسرائيل ... لماذا ؟؟؟... كي تمهد لمشاعرها الاسلامية هذه كي تتناغم وتتفاعل مع الشعور الاسلامي السائد  في العالم الأسلامي  الذي كان على قاب قوسين من ان يصبح منفردا في الساحة الاسلامية بفعل الحركة الوهابية السعودية ، . كان على ايران ان تُفهم الجميع  من ان الاسلام الحقيقي مع الذي يعادي  "   الكفار " و " الاستكبار العالمي " ... وليس مع الذين يتحالفون مع " الشيطان الأكبر " مثل السعودية ...وكان تقربّها وتحالفها مع حركة حماس ( السنية ) وبلدان اخرى مثل اليمن والسودان خير دليل على نجاحها في هذا المضمار . وأصبح احتفاظ حزب الله بالسلاح الذي زودته به ايران ضرورة وطنية لغرض المقاومة .. لكن في الحقيقة كان ولا يزال لغرض السيطرة على لبنان قبل كل شيء ... الشيء نفسه يكرره الحوثي الآن في اليمن . وربما نحن بانتضار ما قد يحصل في اقطار اخرى مثل البحرين .

شعار " المستضعفين والاستكبار العالمي " كان له سحره ايضا في تقوية الجبهة الداخلية وفي قمع الاحزاب التقدمية التي لم يعد لوجودها ضرورة ( علاوة على كونها كافرة ) ، لان " المستضعفين " والفقراء هم غاية الثورة الاسلامية !!! بدأ الان الشعب الايراني يحس كم كان مخدوعا . السؤال هنا هو : متى سيحس بعض العراقيين بما بدأ يحسه جيرانهم الايرانيون ؟
أسلمة المجتمعات العربية والاسلامية ، وتصدير الحركات الوهابية هو سلاح السعودية لاحكام قبضتها في الداخل وتنفيذ مطامعها في المنطقة وفي الغرب ، خاصة بعد ان وجدت ما فعله سلاح الاموال في تجنيد الشيوخ  في الداخل والخارج ( مصر واوربا وامريكا ) وحركات اسلامية جهادية بجيوش من المقاتلين ومن الانتحاريين . وكذلك ما فعله المال في شراء الذمم والاعلام وبعض اساتذة الجامعات في امريكا وفي اوربا ، ساعدتها في ذلك شركات النفط والشركات التجارية الاخرى . واصبح اللوبي الاسلامي في الغرب وامريكا بفضل السعودية اقوى من اي لوبي آخر بضمنها اللوبي الصهيوني .
التركيب النفسي والديني والعشائري للمملكة العربية السعودية يجعلنا متأكدين من ان السعودية لا يمكن ان تحب امريكا ولا ان تتحالف معها على هذا الاساس ، والعلاقات الاقتصادية والنفطية لا تأتي في المقام الاول بالنسبة لها ( لكنها في المقام الاول بالنسبة لامريكا ) .. لكن هذه العلاقة هي ضرورية لوجودها ، من دون امريكا فإن اخوانها المسلمين من العرب والعجم سيلتهمونها . لولا امريكا لضاعت الكويت ، والبقية تأتي .. راهن المغامر صدام حسين على عدم التدخل الامريكي فاحتل الكويت ...لولا امريكا لكانت ايران قد احتلت معظم دول الخليج...
هذه الحقيقة تعرفها السعودية وتعرفها ايران وتعرفها الدول العربية وتعرفها وتستغلها امريكا .. كل شيء بثمن .
مشكلة السعودية هي انها لا تستطيع ان تعادي امريكا جهارا كما تفعل غريمتها ايران .. مشكلة السعودية هي ان المنظمات الارهابية التي خرجت من عباءتها اصبحت خطرة عليها .. شيوخها يدعون دائما الى إقامة دولة " الخلافة الاسلامية " ، لكن ان يأتي خليفة عراقي ووزراء وامراء من الشيشان وغيرها وفي نيتهم اقامة شرع الله  والقضاء على اصدقاء " الكفار " يجعلهم يصرفون اموال طائلة للقضاء على هذه الحركات .. ما الذي جعل السعودية تقف ضد الاخوان المسلمين ؟؟ بلايين من الدولارات لمساعدة حركة الاخوان وانتشارها .. فماذا حدث ؟ .. لا شيء سوى شعورها بالتآمر الوشيك عليها ...
كانت هناك صراعات تحدث في دول العالم الثالث أثناء الحرب الباردة نسميها " حروب بالنيابة " .. اصبحت معظم الصراعات في الدول العربية الان " حروبا بالنيابة " بين ايران وبين السعودية .
لكن ، هل ستغير السعودية من سياستها ؟ .. كلا والف كلا .. هي تحاول الان ان تسوّق الجيل الثاني من " المجاهدين " تحت تسمية " الاسلام الوسطي " ، هذا الاسلام الوسطي الذي يقود الان حملة ضد اي اتهام غربي لـلاسلام السياسي ، يصف كل من يحاول فضحه بـ " الاسلاموفوبيا " او بـ " العنصرية اليمينية " او بـ " الفاشية " .. وستحاول السعودية  ان تجنبه الوقوع في اخطاء الجيل الاول .
قد يتبادر الى الذهن السؤال المنطقي : لماذا لا تنصرفا الدولتان الغنيتان الى شؤون شعبيهما ؟ .. الجواب ، ببساطة ، يكمن في طبيعة الانظمة الدينية الثيوقراطية الدكتاتورية  .. وكذلك في طبيعة الانظمة الدكتاتورية الغير دينية .