صحيفة أميركية: أقليات سهل نينوى تتحرك لإنشاء إقليم خاص بها

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 18, 2017, 03:15:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   صحيفة أميركية: أقليات سهل نينوى تتحرك لإنشاء إقليم خاص بها   
      


برطلي . نت / متابعة

ترجمة: المدى برس

تقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، في تقرير لها تابعته (المدى برس) إن "العائلات المسيحية المهجّرة التي خرب تنظيم داعش مناطقها ومنازلها في سهل نينوى، وبينها بلدة قره قوش الآشورية في حيرة من أمرها بشأن الرجوع إلى مناطقها برغم المخاطر المستمرة أو مغادرة العراق".

وأشار إلى أن "قسماً من تلك العوائل قرر الهجرة ليلتحق بالآخرين الذين سبقوهم خارج العراق، في حين أعربت مجموعة أخرى عن أملها بعودة الحياة لمناطقهم لاستئناف حياتهم فيها مجدداً".

وذكرت الصحيفة، أن "قرار العوائل المسيحية بين العودة لقراها ومناطقها التي تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش من عدمه، قد يؤثر في الطبيعة السكانية (الديموغرافية) واستقرار التنوع الديني في الشرق الأوسط بأكمله".

رغد ابادا، من قره قوش، تقول وهي تلقي النظرة الأولى على بيتها، بعد سنتين من اجتياح داعش، "عندما هربت مع زوجي وأطفالي من البيت، حاملين معنا وثائقنا الرسمية فقط، وتركنا كل شيء وراءنا في سبيل الحفاظ على حياتنا".

وأضرم مسلحو التنظيم النار في بيتهم وسلبوا محتوياته وحطموا الأثاث الثمين الموجود في المنزل.

وعندما دخلت ابادا منزلها، قالت وهي تبحث في أروقته المخربة، "لم يتركوا شيئاً إلا سرقوه أو حرقوه، حتى صور أولادي غير موجودة، لقد انتهت حياتي، وكل ما كنا نملكه اختفى، كل شيء. لم اتوقع حدوث مثل هذا الشيء، لكن الحمد لله بقينا أحياء".
وقالت الصحيفة الأميركية، إن "الكثير من الذين هُجّروا من بلدة قره قوش والمناطق المسيحية المحيطة بها، يقولون إنهم لن يشعروا بالأمان مجدداً إذا ما رجعوا، وإنهم يفضلون مغادرة العراق بدل ذلك".

وأضافت ابادا، أن "كثيرين لا يريدون الرجوع مرة أخرى إلى بلدتهم ويسعون للهجرة لأية دولة كانت. ، دمروا أحلامنا وذكرياتنا، دمروا كل شيء ."

وقد يحدد خيار المغادرة من عدمه الذي يواجهه الكثير من المسيحيين أمثال ابادا، مستقبل تواجد الطائفة المسيحية الآشورية في المنطقة، ويؤثر في طبيعة التنوع الديني في الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها.ولم يبقَ في العراق حالياً سوى أقل من نصف مليون مسيحي بعد أن كان تعداهم يقدر بأكثر من مليون ونصف المليون نسمة خلال عام 2003، بحسب الصحيفة الأميركية.ورأت الصحيفة، أن "هجرة المسيحيين تهدد أيضاً بوضع نهاية لتأريخهم الطويل الذي يعود لألاف السنين في العراق، حيث أن نسبهم يعود للعرق الآشوري المعروف أيضاً بالكلدانيين الذين يرجعون للحضارة الآشورية"، مؤكدة أن "اقناع الكثير من المسيحيين بعدم المغادرة وعودة المهاجرين يتطلب مساعدات خارجية وداخلية أكثر لتشجعهم على الثبات، إذ أن أغلب مدنهم قد تحولت إلى خراب، فالأبنية مدمرة والمتاجر والبيوت منهوبة ومحروقة، مع ضرورة إزالة الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في مناطقهم وعودة خدمات الكهرباء ومياه الشرب".وتابعت كريستيان ساينس مونيتور، أن "الكثير من الذين هجروا فقدوا كل شيء وليس لديهم ما يدفعوه لإعادة اعمار بيوتهم، وهناك حاجة ملحة تستوجب مساعدتهم على نطاق واسع لإعادة الحياة لأيّ مظهر حضاري في مناطقهم ".
ومضت الصحيفة الأميركية قائلة، إنه "في محاولة أخيرة منهم للحفاظ على بقائهم في أرضهم وعدم مغادرتها، لجأ بعض القادة المسيحيين للتفكير بإقامة إقليم خاص بهم يضم المسيحيين في سهل نينوى، مدعين أن ذلك قد يمنح درجة من الثقة للأهالي بضرورة البقاء، فضلاً عن تشكيلهم قوة عسكرية محلية تضم 500 مقاتل من أهالي المنطقة تدعى بوحدة حماية سهل نينوى، التي حصلت على اعتراف رسمي بها مؤخراً من قبل حكومة بغداد، وشمولها بالرواتب والتجهيزات العسكرية أيضاً".

ونقلت كريستيان ساينس مونيتور، عن قائد قوات وحدة سهل نينوى، الجنرال بهنام عبوش عبد المسيح، وهو ضابط سابق في القوة الجوية العراقية، قوله إن "المسيحيين لم يشكلوا هذه القوة لمقاتلة الآخرين بل لمساعدة أهلهم وحمايتهم من أي تهديد مستقبلي واسترجاع الثقة لديهم لكي يعودوا إلى بيوتهم".

وقالت الصحيفة، إنه برغم ذلك فإن هذه "القوة لا تمتلك أسلحة ثقيلة أو قوة نارية تمكنها من الوقوف أمام هجوم مقابل واسع النطاق، سوى المناوشات البسيطة بالأسلحة الخفيفة التي وقعت خلال الأسابيع الأولى من استرجاع قره قوش بين عناصر قوات سهل نينوى وجيوب من مسلحي داعش".عمار حبيب هو صاحب مزرعة في منطقة قره قوش، يخطط للعودة إلى مزرعته التي خربها داعش في عام 2014 التي اعتاد أن يربي فيها الدجاج، ويزرع الحنطة، مشترطاً توفر الجانب الأمني لذلك.

ويقول حبيب "لو كنت أثق بأن الوضع سيعود كما كان عليه مع توفر الأمن لحياتنا وحصولنا على حماية من المجتمع الدولي فإنني سأرجع إلى مزرعتي".

أما المسيحي الآشوري الآخر، ولسون يوسف جلو، وهو صاحب مطعم وبار (ليالينا) في قرة قوش، فقال، بعد أن زار مطعمه المحطم في البلدة المحررة، إنه "سيعود مرة أخرى لإعادة بناء مطعمه الذي افتتحه في عام 2003 وقضى سنوات في بنائه وتأثيثه".
وذكر جلو، متحسراً وهو ينظر إلى الدمار الذي لحق بمطعمه، لقد "قضيت سنين طويلة في بناء المطعم والآن فقدته"، مؤكداً انه سيعود للمنطقة مجدداً وسيفتتح مطعمه مجدداً رداً على تنظيم داعش والمتطرفين الدينيين.