صحيفة أمريكية تحذر: مستقبل المسيحيين في العراق على المحك

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 18, 2017, 02:28:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

صحيفة أمريكية تحذر: مستقبل المسيحيين في العراق على المحك   

      
برطلي . نت / متابعة
عشتارتيفي كوم- أسرار الأسبوع/
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن هناك صعوبات كبيرة ما تزال تعترض عودة مسيحيي الموصل (شمالي العراق) إلى مدينتهم، التي تشهد حالياً معارك ضارية لتحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الذي سيطر على المدينة عام 2014، وهجر الآلاف من سكانها المسيحيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسيحيي العراق يبحثون عن إقامة محافظة مستقلة في سهل نينوى؛ لحماية أنفسهم، ومنع تكرار عملية التهجير التي وقعت عليهم.

بعض من سكان مدينة قره قوش المسيحيين بدؤوا بالعودة إلى المدينة عقب تحريرها من قبضة تنظيم داعش، إلا أنهم لا يجدون ما يساعدهم على البقاء والاستمرار، فرغدة التي عادت إلى مسقط رأسها برفقة زوجها لأول مرة منذ عام 2014، وجدت أن المدينة تعاني من تدمير هائل؛ فبعض المنازل تحولت إلى ركام، في حين لم تترك النيران شيئاً من بيتها دون أن تلتهمه، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأضافت الصحيفة أن عديداً من المسيحيين الذين نزحوا عن مدينة قره قوش لا يرغبون بالعودة إليها حالياً؛ فالمدينة من وجهة نظرهم لا تزال تعاني من غياب الأمان، بل إن بعضهم يفكر جدياً بترك العراق إلى دول أخرى بدلاً من العودة إلى منازل دمرتها الحرب.

وأشارت إلى أن "مستقبل المجتمع المسيحي في العراق على المحك؛ فمنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وأعداد المسيحيين بالعراق آخذة بالتناقص؛ إذ غادر الآلاف منهم العراق بفعل عمليات التهجير والقتل الطائفي التي اجتاحت بغداد، إلا أنه منذ عام 2014 وعقب سيطرة تنظيم الدولة على الموصل ارتفعت وتيرة المغادرين من المسيحيين".

وبحسب إحصائيات غير رسمية، فإن عدد مسيحيي العراق قبل الاحتلال كان يتجاوز مليوناً ونصف مليون مسيحي، إلا أن هذا العدد أخذ بالتضاؤل بعد مغادرة أكثر من نصف مليون مسيحي العراق.

خروج مسيحيي العراق من بلادهم، بحسب الصحيفة، يمكن أن يمثل نهاية حقبة تعود إلى آلاف السنين؛ فمعظم مسيحيي العراق ينحدرون من العرق الآشوري ويعرفون أيضاً بالكلدان، وتعود أصولهم إلى حضارة آشور القديمة، وبعضهم ما يزال يتحدث لغة محدثة عن الآرامية لغة السيد المسيح.

ووفقاً لـ"كريستيان ساينس مونيتور"، فمن أجل إقناع العديد من المسيحيين الذين فروا إلى خارج العراق،

فإن الأمر يتطلب مساعدات خارجية وجهوداً داخلية، تتمثل في تنظيف المناطق من العبوات الناسفة، وأيضاً الإسراع بعملية بناء تلك المدن التي دمرتها الحرب، وإعادة الخدمات الأساسية إلى المدينة.

وأضافت: "المشكلة أن الكثير من مسيحيي العراق في الموصل لم يعد لديهم ثقة بالقوات العراقية، فهم يتحدثون عن أن تلك القوات قد تنسحب فجأة كما فعلت عام 2014 لتتركهم مرة أخرى يواجهون الموت".

وبينت الصحيفة أنه "في إطار سعي القادة المسيحيين في العراق لإعادة الفارين إلى مناطقهم، يطالب أولئك القادة بإنشاء محافظة جديدة في سهل نينوى، تتمتع بالحكم الذاتي، ويكون لها قوة أمنية خاصة؛ الأمر الذي قد يسهم في إعادة المسيحيين إلى مدنهم في شمالي العراق".

وتستدرك الصحيفة الأمريكية موضحة "لكن، وفي ظل غياب الحماية الدولية، فإن فكرة إنشاء محافظة للمسيحيين والأقليات الأخرى لا تبدو ممكنة، خاصة في ظل الصراعات السياسية التي يعيشها العراق، وأيضاً مع تزايد مطالبات أقليات عراقية أخرى بإنشاء أقاليم خاصة بها".