تقرير من صحيفة كريستيان ساينس مونيتور: الهجرة تهدد مستقبل المسيحيين بالعراق وتؤ

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 17, 2017, 12:42:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  تقرير من صحيفة كريستيان ساينس مونيتور: الهجرة تهدد مستقبل المسيحيين بالعراق وتؤثر في الاستقرار والتنوع الديني بالشرق الأوسط   

 
      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم/المدى برس/ بغداد

عدت صحيفة أميركية، اليوم الاثنين، أن خيار مغادرة العراق من عدمه قد يحدد مستقبل تواجد الطائفة المسيحية الآشورية في المنطقة، ويؤثر في طبيعة التنوع الديني في الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها، مؤكدة أن اقناع الكثير منهم بالعودة لمناطقهم يتطلب مساعدات خارجية وداخلية أكثر لتشجعهم على الثبات، مع ضرورة إزالة الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في مناطقهم وعودة خدمات الكهرباء ومياه الشرب إليها.

وقالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور Christian Science Monitor  الأميركية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "العائلات المسيحية المهجرة التي خرب تنظيم داعش مناطقها ومنازلها في سهل نينوى، وبينها بلدة قرة قوش الآشورية، في منطقة الحمدانية،(25 كم شرق مدينة الموصل)، في حيرة من أمرها بشأن الرجوع إلى مناطقها برغم المخاطر المستمرة أو مغادرة العراق"، مشيرة إلى أن "قسماً من تلك العوائل قرر الهجرة ليلتحق بالآخرين الذين سبقوهم خارج العراق، في حين أعربت مجموعة أخرى عن أملها بعودة الحياة لمناطقهم لاستئناف حياتهم فيها مجدداً".

وذكرت الصحيفة، أن "قرار العوائل المسيحية بين العودة لقراها ومناطقها التي تم تحريرها من قبضة تنظيم داعش من عدمه، قد يؤثر في الطبيعة السكانية (الديموغرافية) واستقرار التنوع الديني في الشرق الأوسط بأكمله"،

واستعرضت الكريستيان ساينس مونيتور، ردود فعل المهجرة المسيحية، رغد ابادا، من قرة قوش، وهي تلقي النظرة الأولى على بيتها، بعد سنتين من اجتياح (داعش) لمنطقتهم في آب 2014، عندما هربت هي وزوجها وأطفالها من البيت، حاملين معهم وثائقهم الرسمية فقط، تاركين كل شيء وراءهم في سبيل الحفاظ على حياتهم، حيث أضرم مسلحو التنظيم النار في بيتهم وسلبوا محتوياته وحطموا الأثاث الثمين بالمنزل الذي يتميز بديكوراته الجميلة.

فعندما دخلت ابادا منزلها، في بلدة قرة قوش، قالت وهي تبحث في أروقته المخربة، وفقاً للصحيفة، "لم يتركوا شيئاً إلا سرقوه أو حرقوه، حتى صور أولادي غير موجودة، لقد انتهت حياتي، وكل ما كنا نملكه اختفى، كل شيء"، مستدركة "لم اتوقع حدوث مثل هذا الشيء، لكن الحمد لله بقينا أحياء".

وقالت الصحيفة الأميركية، إن "الكثير من الذين هجروا من بلدة قرة قوش والمناطق المسيحية المحيطة بها، يقولون إنهم لن يشعروا بالأمان مجدداً إذا ما رجعوا، وإنهم يفضلون مغادرة العراق بدل ذلك"، وهو ما أعربت عنه المهجرة ابادا  أيضاً.

وأضافت ابادا، أن "كثيرين لا يريدون الرجوع مرة أخرى إلى بلدتهم ويسعون للهجرة لأية دولة كانت"، وتتابع لقد "دمروا أحلامنا وذكرياتنا، دمروا كل شيء ."

وعدّت الكريستيان ساينس مونيتور، أن "خيار المغادرة من عدمه الذي يواجهه الكثير من المسيحيين أمثال ابادا، قد يحدد مستقبل تواجد الطائفة المسيحية الآشورية في المنطقة، ويؤثر في طبيعة التنوع الديني في الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها"، مبينة أنه "لم يبق في العراق حالياً سوى أقل من نصف مليون مسيحي بعد أن كان تعداهم يقدر بأكثر من مليون ونصف المليون نسمة خلال العام 2003".

ورأت الصحيفة، أن "هجرة المسيحيين تهدد أيضاً بوضع نهاية لتأريخهم الطويل الذي يعود لعدة آلاف من السنين في العراق، حيث أن نسبهم يعود للعرق الآشوري المعروف أيضاً بالكلدانيين الذين يرجعون للحضارة الآشورية"، مؤكدة أن "اقناع الكثير من المسيحيين بعدم المغادرة والمهاجرين منهم بالعودة يتطلب مساعدات خارجية وداخلية أكثر لتشجعهم على الثبات، إذ أن أغلب مدنهم قد تحولت إلى خراب، فالأبنية مدمرة والمتاجر والبيوت منهوبة ومحروقة، مع ضرورة إزالة الألغام والعبوات الناسفة المزروعة في مناطقهم وعودة خدمات الكهرباء ومياه الشرب".

وتابعت الكريستيان ساينس مونيتور، أن "الكثير من الذين هجروا فقدوا كل شيء وليس لديهم ما يدفعوه لإعادة اعمار بيوتهم، وهناك حاجة ملحة تستوجب مساعدتهم على نطاق واسع لإعادة الحياة لأيّ مظهر حضاري في مناطقهم ".

ومضت الصحيفة الأميركية قائلة، إنه في "محاولة أخيرة منهم للحفاظ على بقاء تواجد الآشوريين في أرضهم وعدم مغادرتها، لجأ بعض القادة المسيحيين للتفكير بإقامة إقليم خاص بهم يضم المسيحيين في سهل نينوى، مدعين أن ذلك قد يمنح درجة من الثقة للأهالي بضرورة البقاء، فضلاً عن تشكيلهم قوة عسكرية محلية تضم 500 مقاتل من أهالي المنطقة تدعى بوحدة حماية سهل نينوى، التي حصلت على اعتراف رسمي بها مؤخراً من قبل حكومة بغداد، وشمولها بالرواتب والتجهيزات العسكرية أيضاً" .

ونقلت الكريستيان ساينس مونيتور، عن قائد قوات وحدة سهل نينوى، الجنرال بهنام عبوش عبد المسيح، وهو ضابط سابق في القوة الجوية العراقية، قوله إن "المسيحيين لم يشكلوا هذه القوة لمقاتلة الآخرين بل لمساعدة أهلهم وحمايتهم من أي تهديد مستقبلي واسترجاع الثقة لديهم لكي يعودوا إلى بيوتهم".

وقالت الصحيفة، إنه برغم ذلك فإن هذه "القوة لا تمتلك أسلحة ثقيلة أو قوة نارية تمكنها من الوقوف أمام هجوم مقابل واسع النطاق، سوى المناوشات البسيطة بالأسلحة الخفيفة التي وقعت خلال الأسابيع الأولى من استرجاع قرة قوش بين عناصر قوات سهل نينوى وجيوب من مسلحي داعش" .

إلى ذلك، أوضحت الكريستيان ساينس مونيتور، أن "عمار حبيب وهو صاحب مزرعة في منطقة قرة قوش، يخطط للعودة إلى مزرعته التي خربها داعش في العام 2014 التي اعتاد أن يربي فيها الدجاج، ويزرع الحنطة، مشترطاً توفر الجانب الأمني لذلك" .

ونقلت الصحيفة عن حبيب، قوله "لو كنت أثق بأن الوضع سيعود كما كان عليه مع توفر الأمن لحياتنا وحصولنا على حماية من المجتمع الدولي فإنني سأرجع إلى مزرعتي".

أما المسيحي الآشوري الآخر، ولسون يوسف جلو، وهو صاحب مطعم وبار (ليالينا) في قرة قوش، فقال، بحسب الكريستيان ساينس مونيتور، بعد أن زار مطعمه المحطم في البلدة المحررة، إنه "سيعود مرة أخرى لإعادة بناء مطعمه الذي افتتحه في العام 2003 وقضى سنوات في بنائه وتأثيثه" .

وذكر جلو، متحسراً وهو ينظر إلى الدمار الذي لحق بمطعمه، لقد "قضيت سنين طويلة في بناء المطعم والآن فقدته"، مؤكداً انه "سيعود للمنطقة مجدداً وافتتاح المطعم مجدداً رداً على تنظيم داعش والمتطرفين الدينيين".

يذكر أن القوات الأمنية حررت غالبية مناطق محافظة نينوى، مركزها مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، وأنها أعلنت تحرير قضاء الحمدانية في (الـ18 من تشرين الأول 2016 المنصرم).