تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المواضيع المنقولة

بدء بواسطة متي اسو, يوليو 01, 2015, 07:49:39 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

المواضيع المنقولة
رغم ان " نقل مقال " من موقع الى موقع يبدو وكأنه عملية سهلة مقارنة بـ " كتابة المقال " ، إلا ان الأمر لا ينبغي
ان يكون كذلك .
ان قراءة المقال والغوص في مفهومه وهدفه لا يقل اهمية عن كتابة المقال الذي يختاره الكاتب اسلوبا في إبداء وجهة نظره او المفاهيم التي يتبناها ....
فمثلا ، اني اعتبر نفسي قاريء جيد ، لكني لستُ كذلك في الكتابة ، وهذا يعبّر ( في نظري ) عن اهمية قراءة المقال ، خاصة اذا إرتأى القاريء نقله .
ما اريد ان اقوله هو ان على القاريء ، خاصة الذي يهوى نقل ما يقرأه الى الموقع، ان يكون غيرمتسرع في نقل كل ما تقع عليه عيناه دون ان يرى حجم الفائدة او حجم بلبلة افكار المتلقّي .
ان مواقع الانترنيت اصبحت لا تُعّد ولا تُحصى لكثرتها ، تعجّ هذه المواقع ب " كتّاب " و " انصاف كتّاب " وحتى "شبه اميين "، بعضهم مهذّب في اسلوبه ، مستنير في فكره ، وأنيق في التعبير عن هدفه . أما الصنف الآخر فهو  " سوقي الكلام " لا يتردد في استعمال كلمات الشتم والتخوين بحق من يخالفونه الرأي . الصواب والخطأ لا يعنيان شيئا له مادام كل ما يعنيه هو محاولة إسكات المخالفين لتسود فكرته وحده ومن ثم ليشعر بالزهو و" الغُلب " " تماما كأي بدوي الذي لا يهتم إلا " بالعشيرة " و " الغلبة " ..
بعضهم يحاول جادا نقل الحقيقة  ولو من وجهة نظره ، والاكثرية للأسف لا تحاول ، بل تتجاوز الحقيقة عامدة متعمدة لغرض الدفاع عن فكرة سياسية ( اصبحت في معظمها دينية وطائفية ) ، تفعل هذه الفئة ذلك وكأن الحقيقة تتجلّى في الانتماء البدوي والعشائري ( كما يقول الراحل علي الوردي )  والذي تحوّل في معظمه الى  انتماء ديني وطائفي . ان الاخلاص للعشيرة ( السياسي او الطائفي ) لديه هو وحده " الحقيقة الكاملة " ، ولا يهمه أكانت " العشيرة " على خطأ ام صواب..
ولمّا كانت شعوبنا لا تؤمن إلا بالتفوّق العددي ، لذا فإن غزو المواقع العددي يأتي في المقام الاول لإغراق " سوق الانترنيت " بالبضاعة الفاسدة . يراهنون في ذلك على " سذاجة القاريء " كما أسلفتُ سابقا في احدى مقالاتي .
لكني يجب ان اعترف ، ان هؤلاء ليسوا بالبساطة التي نتصورها ، معظمهم محترفون ويتقنون فن الكتابة .. يغمروننا بسيل وافر من الارقام والاسماء والحوادث والشعارات ... وتبقى الغاية واحدة ... وهي الدفاع عن الانتماء العشائري  ( السياسي والطائفي ) دون ان يخطر بباله ، ولو للحظة ، " الانتماء الوطني " رغم انه يستعمل شعارات الانتماء الوطني بإسهاب كأداة لازمة للترويج عن بضاعته ولوصم الاخرين بالخيانة والعمالة. ولوشئنا ان نصدق كل ما يُقال من مختلف الاطراف لتوصلنا الى حقيقة غريبة وهي ان كل العراقيين خونة وعملاء!!!!
في الموضوع الواحد ، نجد تقاطعا وتضادا الى أقصى مداه ... نحن لسنا بصدد فلسفة " شكسبير " التي خلاصتها تقول " الحقيقة نسبية " تعتمد على الزاوية التي تقف منها ... إننا هنا بصدد أكاذيب وافتراءات مع سبق الاصرار والترصد دون وازع من ضمير .... الفساد الذي عشعش فينا نخر في اخلاقنا وقيمنا ثم أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم .
قد يجادل الذي يهوى نقل المقالات فيقول : اننا ننقل للقاريء شتى المواضيع ومختلف الاراء ليقف القاريء على حقيقة ما يجري من الاحداث وما يقوله الآخرون بهذا الشأن سواء أكان صدقا ام كذبا ..
هذا صحيح الى حد ما ... لكن ، ما فائدة القاريء من مقالات منقولة من مواقع طائفية معروفة ؟ او من مواقع سياسية ديدنها الكذب ومحاولة الوصول الى السلطة بأي ثمن وبأية وسيلة حتى لو أدى ذلك الى قتل اكثر من نصف العراقيين ؟ ما الذي سيجنيه القاريء سوى التشويش على فكره ؟ وهنا " مربط الفرس" كما يقولون ...... هنا يجب ان تتجلّى قدرة " الناقل " في رفد الموقع ، وهو التروّي والتمعّن قبل النقل ... العبرة ليست بكثرة ما يُنقل ، بل بنوعية ما يُنقل ، يجب ان لا نجعل من انفسنا " مسوّقين " للبضاعة الفاسدة هذه.
....إذا إرتأى " ناقل المقال " ان يطلعنا على اراجيف الآخرين ( التي في اعتقادي لا طائل منها ) فالأفضل ان لا يتردد في كتابة ردّ بنفسه في آخر " المقال المنقول " ليفضح مآرب كاتب المقال وبذلك يكون قد خدم القاريء في التعرّف على أحابيل كاتب المقال ..