خمس عائلات باقية في الموصل تصلّي لمضطهديها

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 24, 2014, 11:00:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

خمس عائلات باقية في الموصل تصلّي لمضطهديها كيف لأميركا أن تستنفر وكنائسها تتحوّل الى ملاهٍ ليليّة؟ وكيف للعرب أن يتحرّكوا وهم من موّلوا الحركات التكفيريّة؟

 

عيسى بو عيسى
وصل «تنظيم الدولة الاسلامية في العراق» الشام الى الشمال السوري على خلفية محاربة النظام في سوريا تحت راية «الثورة السورية» وما لبثت «داعش» ان اكلت «الثورة» واطاحت بالجيش السوري الحر ومضغت اخواتها في «جبهة النصرة». اذن الهدف الاساسي هو الذي تحقق الان عند الحدود التركية بتهجير المسيحيين من محافظة الرقة وبعض ارياف دير الزور والحسكة، وتمدد هذا التنظيم نحو الحدود العراقية وبلمح البصر استطاع السيطرة على محافظة نينوى وبعض المدن المجاورة دون مقاومة تذكر وكأن بالمهاجمين كانوا يعرفون سلفا ان الطريق مفتوح ومتاح وراح هذا التنظيم يطبق شريعته الخاصة تحت مسميات عدة وعمد الى ترحيل المسيحيين من مدينة الموصل والقرى المجاورة تحت ضغط التهديد قطع الرؤوس فهاجر الى مناطق الاكراد اكثر من ستين الف مسيحي تاركين وراءهم كنائسهم واديرتهم وتراثهم الذي يعود الى اكثر من 1700 عام وعمدت «داعش» الى حرق الكنائس والتمركز في الاديرة وتخيير الاقليات الاخرى بين القتل او الرحيل.
وتذكر مصادر مسيحية كانت ترافق بطريرك السريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني الى ان من تبقى هناك بضع عائلات لا يتعدى عديدها اصابع اليد الواحدة الا ان عائلة احد الاساتذة واسمه فادي رفض المغادرة مع زوجته واولاده وهو يعرف ان كلفة هذا الرفض هو القتل الا انه وحسب المصادر اعترف انه في الاساس ميت انسانيا ولم يتبق لديه سوى هذه الروح واذا ارادت «داعش» قطع هذه الروح فهو مستعد لذلك لكنه لن يغادر مدينته التي ولد وتربى فيها، اذن هذا الرجل الاستاذ سار على طريق معلمه الاكبر السيد المسيح رافضا الخنوع وحامل رسالة المحبة حتى الاستشهاد.
وتقول هذه المصادر ان موقف فادي الذي في مطلق الاحوال سوف يكون الفادي بروحه لاخوانه الذين سبقوه في الرحيل وهو يشكل امثولة على التمسك بالارض والدين وعدم مغادرتها بل ان يتم دفنه في ارض الموصل حيث ولد وعاش، وذكرت هذه المصادر ان هذا الاستاذ حسب آخر اتصال جرى معه ومنذ اسبوع مصمم على البقاء ليشكل قدوة بصلاته من اجل مضطهديه وعندما سأله احد الكهنة: هل تصلي لتنظيم «داعش» كي يغفر الله لهم فعلتهم فرد بالايجاب وبشكل يومي.
اعطى هذا الرجل الاستاذ والمؤمن بالشراكة مع كافة الاديان امثولة للتعايش القائم منذ مئات السنين مع المسلمين وقالت هذه المصادر: ان تعامل المسيحيين مع المسلمين ابان المحن التي مروا فيها كان خير مثال على تعامل الاخ مع اخيه في السراء والضراء وهي اي المصادر ليس لديها عتب على اهل القرآن لان من يقوم بمثل هذه الافعال ليس له من الاسلام شيء ولا يمت الى دين محمد الذي في كتابه الكثير من الايات التي تدعو الى التآخي واحترام اهل الكتاب الا ان عتب المصادر يأتي على المحافل الدولية والاقليمية واللبنانية وفق التالي:
1- لم يتحرك اي من المسؤولين او حتى مجرد الادانة من قبل الحكام في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية لما حصل لاهل الموصل بل كان السكوت قائما وفق المصالح الغربية التي عمدت الى الطلاق مع المسيحيين وكنائسهم في الشرق والغرب على حد سواء - وتقول: كيف لاميركا ان تقيم الدنيا ولا تقعدها اذا تم خطف يهودي واحد في العالم ولا ترمش عينيها لتهجير منطقة مسيحية بكاملها والتنكيل بأهلها، وكيف يتم تفسير ذلك للشعوب الاميركية والاوروبية؟ ولكن هذه المصادر تعرف، ان كنائس الغرب فارغة من مؤمنيها منذ زمن بعيد، بل يتم بيع بعض الكنائس الاثرية في وسط لندن لتحويلها الى ملاهٍ ليلية وما الصورة التي تم نشرها لرجل وامرأة يمارسان الجنس على المذبح سوى خير دليل على اتجاهات الشعوب الغربية نحو الاكتفاء بالملذات وعيش الدنيا على الارض بعيدا من السماء.
2- على الصعيد الاقليمي كان هذا السكوت المريب للانظمة العربية ليشكل صدمة للمسيحيين في الشرق وباتت العروبة عندهم مجرد وجهة نظر متناسين ان نبيهم محمد هو عربي والقرآن انزل عليه باللغة العربية وان الاسلام مكمل لمعنى العروبة اقله من هذه الناحية، ولكن هذه الدول تغاضت بل مولت هذا التنظيم لدواع سياسة آخذة بدربها كل ما هو مسيحي وشيعي وبعض المذاهب الاسلامية الاخرى، ولكن هذه المصادر تؤكد ان من يربي الشر والافاعي والسموم سوف ترتد عليه دون ادنى شك، وان المستقبل القريب سوف تسمع فيه اصوات الاستغانة ممن عمدوا الى تربية هذه التنظيمات وما يحصل في معظم الدول العربية دليل ساطع على ان داعش واخواتها ليس لديها شريك سوى السيف والقتل.
3- على الصعيد اللبناني فان ردات الفعل لم تكن على مستوى فعل الترحيل للمسيحين في الموصل وغيرها بل ان الخجل والتردد ما زالا سيدي الموقف ولولا بعض تصاريح القليل من القادة المسيحيين لما كانت هناك معرفة بما جرى وكأن المسيحيين في لبنان على رؤوسهم خيمة تحميهم من الاتي وسط هذا الصمت الدولي والعربي المريب، وتتساءل هذه المصادر: اذا كان تهجير المسيحيين طال العراق وسوريا فما المانع من الوصول الى مسيحيي جبل لبنان بالتحديد، ومن هو الضامن للبقاء في هذا الجبل، هل الدول الغربية، ام العربية ام قوة المسيحيين الذاتية المضمحلة، واذا قالت هذه المصادر «ان الخطر على الابواب»، فانها تفصح عن ذلك بناء على التجاوب والمشاهدات التي شاهدوها بام العين لما حصل في بلدانهم، اليس المطلوب الاتعاظ والدعوة الى:
أ- اجتماع مسيحي عام مشرقي يضع جدول عمل للسفر الى دول القرار وشرح ما يحصل؟
ب- اجتماع عاجل لمجلس البطاركة في الشرق الذي كان يلتقي في اقل من هكذا مناسبات والتوجه نحو الفاتيكان وروسيا.
ج- تحصين الساحة المسيحية وهي الوحيدة المتبقية على ادنى حدود الوجود قبل فوات الاوان.

http://batnaya.net/forum/showthread.php?t=202752
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة