قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني: نستغرب الصمت الحاصل من القيادات الروحي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 23, 2014, 08:30:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني: نستغرب الصمت الحاصل من القيادات الروحية والمدنية والمراجع الإسلامية حيال ما حدث ويحدث في الموصل.. عشتارتيفي كوم ينشر نص الرسالة التي وجهها قداسته حول أحداث الموصل


برطلي . نت / متابعة
عشتارتيفي كوم- خاص/

بتاريخ 23 تموز 2014، دعا قداسة سيّدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني ممثلي الكنائس المتواجدة في الموصل إلى لقاء في المقرّ البطريركي في العطشانة، بكفيا – لبنان للتشاور حول الوضع الراهن في الموصل إثر موجة التهجير والتهديدات الأخيرة. وقد حضر اللقاء أصحاب السيادة: مار يوحنا جهاد بطّاح، النائب البطريركي للأبرشيّة البطريركية للسريان الكاثوليك، المطران ميشال قصارجي رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان، والأب يترون كوليانا، راعي كنيسة المشرق الأشورية في لبنان، والأب ميشال جلخ الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والأب كارلو يشوع، والشماس جيمي دنحو والأستاذ إلياس الحلبي الأمينين العامين المشاركين في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وسماحة السيّد رحيم أبو رغيف الموسوي بالإضافة إلى السفير العراقي في لبنان الدكتور رعد الألوسي والقنصل العراقي في لبنان الدكتور وليد عبد القادر العيسى بحضور مطارنة كنيستنا السريانية الأرثوذكسيّة في لبنان: مار ثاوفيلوس جورج صليبا ميتروبوليت جبل لبنان وطرابلس والأمين العام للمجمع المقدّس، ومار يوستينوس بولس سفر، النائب البطريركي في زحلة والبقاع، ومار إقليميس دانيال كورية، ميتروبوليت بيروت، ومار ديونيسيوس جان قوّاق، مدير الديوان البطريركي في دمشق، ومار خريسوستوموس ميخائيل شمعون، مدير المؤسسات البطريركية الخيرية في العطشانة والأستاذ حبيب أفرام، رئيس الرابطة السريانية في لبنان ورئيس إتّحاد الرابطات المسيحية في لبنان والإعلامي غسان الشامي.

وكان صاحب القداسة قد اتّصل بصاحب النيافة مار نيقوديموس داود شرف، مطران الموصل وتوابعها ليسمع منه آخر المستجدّات والوقوف إلى الحاجات الملّحة للمؤمنين المهجّرين من الموصل والتأكيد على أنّ قداسته والكنيسة كلّها تستنكر التهديدات والاعتداءات الحاصلة.

وفي بداية اللقاء، تلقّى قداسته اتصالاً هاتفياً من معالي وزير الخارجية اللبناني الأستاذ جبران باسيل، طلب منه قداسته إيصال صوتنا عبر وزارة الخارجية إلى المحافل الدولية ولا سيما الأمم المتّحدة.

ثمّ اتصل صاحب القداسة البطريرك أفرام الثاني أيضاً بصاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة وبصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس للتشاور معهما حول هذا الموضوع والتباحث بالخطوات التي يمكنهم القيام بها لدعم المسيحيّين في الموصل والمساهمة في إزالة هذه الضيقة وهذا الاضطهاد عنهم وعن مسيحيي المنطقة.

وبعد اللقاء، خرج قداسة البطريرك أفرام الثاني برسالة إلى أهل الموصل ونداء موجّه إلى المعنيّين في المنظمات الدولية ودولة العراق بشكل خاص ألقاها أمام وسائل الإعلام في مؤتمر صحفي كبير.

وينشر عشتارتيفي كوم نص الرسالة



الرسالة التي وجّهها

قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني

بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسيّة في العالم

إثر اللقاء الذي دعا إليه ممثلي الكنائس المتواجدة في الموصل

في المقرّ البطريركي في العطشانة، بكفيا – لبنان بتاريخ 23 تمّوز 2014



أبناءنا وأهلنا في العراق

أبناءنا المهجّرين من الموصل

الإخوة الحضور



إنّ ما حصل ويحصل في الموصل من عملية تهجير ممنهج للمسيحيين وبعض المسلمين مرفوقاً بعبارات وإشارات عنصرية وإهانات وسرقات قامت بها داعش بعد استيلائها على قسم عزيز من دولة العراق التي تشكّل مهداً للإنسانيّة عموماً ولنا على وجه الخصوص، يُعَدّ عملاً وحشيّاً وغير مسبوق في العلاقات التاريخية بين مسيحيي هذه المنطقة ومسلميها. لذلك، ندين وبأشدّ العبارات هذا العمل مع إصرارنا على أنّ هذا النوع من الأعمال وهذا الشكل من المتأسلمين لا يمثّل الإسلام الذي أمضينا وإيّاه ثلاثة عشر قرناً ونيفاً.

إنّ هذا النوع من الإسلام لا يُقيم حرمةً لا للنص الديني ولا للعلاقة الإنسانية العامة. ولذلك، ندعو الإخوة المسلمين وقياداتهم لاتخاذ موقف واضح من هذا العمل وهذه الظاهرة المخالفة للنص القرآني وفي الوقت عينه نستغرب الصمت الحاصل حتى الساعة إلا من بعض القيادات الروحية والمدنية والمراجع الإسلامية حيال ما حدث ويحدث في الموصل.

إنّ تهجير شعبنا والاستيلاء على كنائسنا وتدمير مقدّساتنا وسرقة أمتعة ومستقبل ومنازل أهلنا لن يثنينا عن حمل رسالتنا في هذا المشرق العزيز. وإنّ هذا الظلم الذي يخالف أولى الشرائع السماوية والإنسانية لا يدفعنا تحت أيّ مسوّغ لطلب الحماية أو المساعدة من الدول الغربيّة، لا عن ضعف ولا عن خوف، بل لأنّنا مؤمنون أنّنا ملح هذه الأرض والشاهدون على القيامة إلى أبد الدهر، لكنّنا نطلب من شركائنا في الوطن أن يكونوا أوفياء للقيم الدينية والحضارية والإنسانية المشتركة بيننا عبر دعم وتوطيد الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم وعدم الاكتفاء بكلمات التضامن من خلال دعوة الأنظمة التي تدعم وتسلّح وتموّل داعش وغير داعش إلى وقف ما تقوم به لأنّ هذا التعصّب وهذه الأعمال سوف ترتدّ على مَن يقوم بها ويدعمها عاجلاً أو آجلاً.

من جهة ثانية، نعلن أنّنا سنقصد أعلى المرجعيّات الدولية في الأمم المتحدّة وهيئة حقوق الإنسان لمطالبتها بأن تقف مع الشِّرْعَةِ التي تدّعي بأنّها تعمل بها. ولا نطالب الغرب بأكثر ممّا تقتضيه شِرْعَةُ حقوق الإنسان وعدم استعمال الانتقائيّة في تطبيقها بين بلد وآخر ومكوّن اجتماعي وآخر.

وإنّنا نصرّ على أنّ ما وقع على شعبنا في الموصل هو جريمة حرب؛ فالتهجير على أساس ديني، إسلامياً كان أم مسيحياً، هو جريمة إنسانية تقتضي معاقبة مَن قام بها. كما نطالب الدولة العراقيّة ورغم ما يحصل لعراقنا الحبيب الذي نريده موحّداً وجامعاً لكلّ مكوّناته ومؤمّناً لحقوقهم، تأمين حقوق المسيحيين للبقاء في أرضهم وحمايتهم وتأمين مستلزمات حياتهم الكريمة. كما نطالب الإخوةَ الأكراد، شركاءنا في الوطن، بالعمل معنا على حماية هذا الوجود المسيحي حفاظاً على التنوّع وقيمته التاريخية والحضارية.

من جهة أخرى، نقول لأهلنا في الموصل وسهل نينوى والعراق بشكل عام: إنّنا سنحاول وبشتّى السبل تأمين مستلزمات حياة كريمة لكم من خلال أبنائنا في المشرق وعلاقاتنا الدولية في محاولة منّا للمساعدة على بقائكم في أرض آبائكم وأجدادكم مع مطالبتنا بإعادة كلّ الممتلكات والمسروقات.

أخيراً، إنّنا نعمل لعقد اجتماع طارئ مع إخوتنا بطاركة المشرق في أقرب الآجال للتباحث والتشاور واتخاذ القرارات حيال ما حصل في الموصل وما يحصل لمسيحيي المشرق وتشكيل وفد مسيحيّ مشرقيّ لطرح هذه القضية في الأمم المتّحدة وفي المحافل الدولية حيث تقتضي الحاجة.

نشكر أصحاب السيادة ممثّلي الكنائس السريانية الكاثوليكيّة والكلدانيّة وكنيسة المشرق الأشوريّة والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط والأمناء العامين المشاركين وسعادة السفير العراقي لتلبيتهم دعوتنا هذه وحضورهم معنا للتشاور والعمل من أجل مصلحة شعبنا المتألّم في الموصل.

شكراً لكم

شكراً للأخوة الإعلاميين الذين لبّوا دعوتنا