الفلاح البرطلي يؤدي ما عليه والرب يُعطي / تقرير

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, مارس 17, 2014, 10:28:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

الفلاح البرطلي يؤدي ما عليه والرب يُعطي / تقرير




برطلي . نت / خاص
ليس هناك ما يمنع من ان ترتسم البسمة على وجوه الفلاحين والمزارعين من ابناء برطلي والمناطق المجاورة في هذه الايام ، فكل المؤشرات والظروف تبشر بموسم زراعي وفير هذه السنة .
ولكي يضمن الفلاح نتاج حقله ويرفع من انتاجيته ، لا بد من القيام ببعض اشكال الخدمة الاضافية لمزروعاته التي باتت تتجاوز عمليات الحراثة الجيدة واستخدام البذور المنقاة والتسميد .
في السابق لم تكن تتعدى هذه الخدمات عن مكافحة القوارض ( الفئران ) واذا ما كان الحقل عزيزا وهو الوحيد للفلاح ، كان يقوم بانتشال الادغال من حقل الحنطة عبر نفير جماعي تقوم به العائلة ، او طرد العصافير والطيور عبر قرقعة صفائح التنك .
اما الان وبعد توفر المكننة الحديثة واتساع معرفة الفلاح واطلاعه على اساليب الزراعة الحديثة اصبحت هذه العمليات من الضروريات وتشمل مساحات واسعة وقد تستمر اياما لسعة مساحة الحقول . للوقوف على احدى هذه العمليات لا بد من متابعة الفلاح وهو في حقله .
تنقلنا السيارة خارج البلدة بعد ما اخذت الاطفاءات مساحات واسعة من اراضي برطلي الزراعية متخذين من طريق عين الصفراء ( اورخا دْبَقيما ) مسار لنا لتكون وجهتنا نحو المنطقة المسماة ( قورا دْبَسّو kora dpasso ) ولا ادري ما قصة هذا القبر ومن تكون صاحبته ، ( ربما يحمل تاريخ برطلي حكاية لها نتمنى ان يرويها لنا الشيوخ للوقوف على قصتها ) ، مخترقين حقول الحنطة والشعير التي شَكَّلت بساطا اخضر يمتد على مدى البصر لا يعيق امتداده غير جبل مار دانيال المنتصب شامخا والمشرف على برطلي والقرى المحيطة بها ، مارّين ب ( تلولتة دْجّانو ) التاريخية و( تْوارتا دْتَلمي ) التي تحمل كل أمرأة برطلية قصة لها من هذا المكان بسسب تكسُر جرارها عند المرور عبره ، ثم يأتي ( مار كَبولا ) و ( غدير كَتّو ) و ( بيرا دْحامد ) و ( عين غزال ) وكلها تسميات لمناطق بعضها تاريخية واخرى مرتبطة بحادثة معينة استخدمت للدلالة ولوصف المكان . مناطق متموجة تكثر فيها الوديان وتبدع الطبيعة بجماليتها . ثم نسلك الطريق المسمى ( أورخا دْكورنايي ـ طريق الاكراد ) لنلتقي بالمجموعة الاولى من الفلاحين والتي يقودها الفلاح ( سالم اسحق ال هدايي ) الذي يحدثنا عن عملهم الذي يقومون به وهو ( رش المبيدات والمنشطات الزراعية ) ويقول بانها اجراءات حديثة تساعد على القضاء على الادغال وفي نفس الوقت تضاف المنشطات لتساعد في تقوية الزرع والاسراع في نموه ، هذا بالاضافة الى الاسمدة التي نقوم باضافتها في بداية الزراعة وما بعدها .
لقد اثبتت هذه العملية فعاليتها في السنوات الماضية ، هذا اذا لم يتم الغش في المواد التي نستخدمها ، لاننا دائما ما نقوم بشرائها من السوق المحلية . يُطلعنا زميليه ( رائد باسيليوس وباسم قرياقوس كْجو ) على نماذج من هذه المبيدات والمنشطات واسمائها ومناشيء صنعها ، ويضيف ( رائد باسيليوس ) بانهم لا يستلمون شيئا منها من الدوائر الزراعية فليس هناك برنامج لذلك وان تم فتكون باسعار اغلى من السوق هذا بالاضافة الى الروتين القاتل في اجراءات الاستلام ، يحضر ( التراكتور ) الذي يربط خلفه ( مرشَّة ) ليتم ملؤها بالماء واضافة المبيدات والمنشطات بينما يؤكد الفلاح ( سالم اسحق ) بانه افضل وقت للقيام بعمليات المكافحة حيث تكون الادغال في بداية نموها .
نترك المجموعة لنواصل طريقنا نحو ( قورا دْبَسّو ) حيث المجموعة الاخرى والتي بدأت تلوح لنا من بعيد لتدلنا الى الطريق الصحيحة في الارض الوعرة . يستقبلنا الفلاح ( اسعد بهنام حياة ) قائد المجموعة والفرحة لا تسعه وزملائه وهو يشير بيده الى حقول الحنطة والشعير والخير الذي يمكن ان تعطيه اذا ما سلمت الزروع حتى وقت حصادها ، ليؤكد لنا بانها سنة جيدة والحاصل سيكون وفيرا خصوصا ونحن والكلام للفلاح ( اسعد بهنام حياة ) نقوم بالاهتمام بحقولنا ومنها ما نقوم به اليوم من رش مبيدات الادغال واضافة منشطات النباتات . يضيف زميله ( رائد جميل ال هدايي ) في السابق لم تكن هذه العمليات معروفة بل كان الفلاح يستعيض عنها باراحة الارض لسنتين ثم يقوم بزراعتها في السنة الثالثة وهذه ما تعتبر خسارة اقتصادية اذا لم يتم استغلال الارض سنويا ، يتوجه ( رائد ) ويرافقه شقيقه ( عدي جميل ) لملىء المرشة وهو يُطلعنا على انواع المنشطات والمبيدات التي يستخدمونها ، لينطلق ( رعد بهنام حياة ) بالتراكتور بعيدا وهو يرش ما يحمله من مبيدات ومنشطات .
نعود ادراجنا انا ومرافقي ( وعد بهنام حياة ) الى البلدة مصادفين لمجموعات تبحث عن نبات الكمأ ( كامي ) حيث يؤكد ( وعد بهنام حياة ) تواجده في هذه المنطقة .












































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "

أمير بولص ابراهيم

تقرير رائع ... أعادنا إلى أيام الصبا والشباب حين كنا نتأبط كتبنا المدرسية ونسير نحو تلك الحقول لنتنفس عطر الأرض وعطر الزروع  حتى  نبدأ قراءة دروسنا استعدادا للإمتحانات ..حيث كانت تلك المناظر الطبيعية للحقول وعطرها تفتح الذهن ليكون قادرا ً على أستيعاب المادة العلمية أو ماشابهها من المواد الدراسية .. أما الآن كل ذلك تلاشى لأسباب كثيرة منها كثرة أنشاء المباني  فوق تلك الحقول ولتصبح الحقول الظاهرة في الصور بعيدة بعض الشيء عن الوصول إليها إلا عن طريق السيارة ..
شكرا استاذ بهنام لهذا التقرير الذي أعاد ذاكرتنا لتلك الأيام الخوالي ..وهنيئا لفلاحنا البرطلي خيرات أرضه التي تستحق أن يهتم بها ..والف حسرة على ما ذهب هباءا ً من تلك الحقول نتيجة الإطفاء أو نتيجة بيعها من قبل أصحابها دون معرفة قيمتها ...

رائد باسيليوس

شكرااا أستاذ بهنام المحترم على الجولة الميدانية ومتابعة أمور الفلاحين والمزارعين في كافة اوقاتهم في الحراثة وفي وقت رش المبيدات وكذلك في وقت الحصااد ...

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة