اجراءات الترحيل من امريكا تثير الرعب و الذعر بين الكلدان في ديترويت الامريكية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 30, 2017, 12:31:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  اجراءات الترحيل من امريكا تثير الرعب و الذعر بين الكلدان في ديترويت الامريكية   

طائرة مستأجرة تغادر الولايات المتحدة حاملة 8 عراقيين، والمواطنون يتساءلون من سيكون التالي

      
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم \ واشنطن بوست
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

ستيرلينغ هايتس \ ميشيغان. – غادرت الطائرة يوم الاربعاء حاملة على متنها ثمانية عراقيين. وفي المساء انتشرت الاشاعات في المجتمع الكبير من المهاجرين العراقيين في هذه الضاحية من ديترويت حول سبب الترحيل, وكانت اخبار الترحيل تنتشر بسرعة عن طريق الهاتف لتخلق الرعب. وكان بعض الناس يتساءلون فيما اذا كان يجب عليهم العودة الى الاختباء مرة اخرى.

وتوضح ان الرحلة التي انطلقت غي 19 نيسان كانت بسبب سياسة ادارة ترامب التي يمكن ان تؤدي الى ترحيل آلاف العراقيين الى بلادهم التي مزقتها الحرب والذي كثيرين منهم لم يروها منذ عقود. وفي اكبر المجتمعات العراقية في ديترويت، اثار التحول في السياسة هذا الرعب والذعر. وفي ضاحية ستيرلينغ هايتس والتي هي موطن لعشرات الالاف من الكلدان الكاثوليك وهم اعضاء من الاقلية المسيحية العراقية التاريخية، يخيم شعور عميق من السخرية.

عندما اصدر الرئيس ترامب قراره بخصوص حظر الدخول في كانون الثاني الماضي, استهدف في البدء سبع دول ذات اغلبية مسلمة, واشاد الكثيرون به في الولايات المتحدة بالرغم من كون العراق على قائمة الحظر, وذلك لان ترامب قدم تعهدات خاصة للمسيحيين.

الكلدان صوتوا لصالح ترامب, والكثيرون اعتبروه الرئيس الذي قد يستطيع حماية مسيحيي الشرق الاوسط من ألاضطهاد ويعطي الاولوية لتوطين اللاجئين المسيحيين في الولايات المتحدة, ويقسو على الدولة الاسلامية التي قتلت الشيعة وكذلك المسيحيين وبقية الاقليات في العراق وسوريا.

وكانت حكومة الولايات المتحدة قد اسمت ما قامت به الدولة الاسلامية بـ "الابادة الجماعية", ويشعر الكلدان بالقلق من ان العودة الى العراق ستقود الى الخطف والقتل.

وعندما ازال ترامب في شباط العراق من قائمة الحظر المعدل –الذي هو معلق حاليا بسبب تحدي المحكمة – كان ذلك بسبب اتفاق بين البلدين. ومن بين وعود كثيرة باضافة المزيد من الاجراءات الامنية الغير محددة, فأن العراق الذي فشل لعدة سنوات في التعاون مع الولايات المتحدة في موضوع الترحيل سيبدأ باستقبال المواطنين الذين لا يحملون اوراق عراقية. هذه الخطوة جعلت حوالي 4400 عراقي ممن لا يحملون وثائق والذين لديهم اوامر ترحيل عرضة للترحيل الى خارج البلاد.

اي مواطن غير حاصل على الجنسية ومن ضمنهم المقيمين بشكل قانوني ممن يرتكبون "جنايات مشددة" بموجب قانون الهجرة الامريكي –وهو مصطلح يشمل جرائم خطيرة فضلا عن العديد من الجرائم والجنح الغير عنيفة – يمكن ان يرحل.

ولا يمكلك العراقيين الذين يواجهون الترحيل التأشيرات للعيش في الولايات المتحدة, والكثيرون منهم خسروا بطاقاتهم الخضراء بسبب ادانتهم بارتكاب جرائم. وهم يندرجون ضمن الناس التي يستهدفهم الرئيس ترامب بالاستبعاد من البلاد بغض النظر عن جنسيتهم.

ويعيش الكثير من الكلدان في الولايات المتحدة لسنوات عدة منذ استلامهم اوامر الترحيل لأول مرة. تقول المحامية الكلدانية ايمان ججوني دمان " يوجد هناك الكثير من الكلدان في الولايات المتحدة ممن صوتوا لصالح ترامب لأنهم ارادوا منه ان يساعد المسيحيين, والان يقولون لي, 'لقد خانتنا ادارة ترامب'  كيف يمكنك الاعتراف باللاجئين المسيحيين من العراق وسوريا وأنت لازلت تريد ارسال البعض منهم الى الموت؟"

وتعمل ايمان دمان محامية مختصة بقوانين الهجرة وقاض محلي، وتعمل على تمثيل المهاجرين الذين يحملون اوامر الترحيل.
وقال ستيفن كاماروتا مدير قسم البحوث في مركز دراسات الهجرة – وهي منظمة تدعو الى فرض رقابة صارمة على الهجرة- " الكثير من الامريكيين يدعمون فكرة ترحيل الغير الحاصلين على الجنسية والذين ارتكبوا جرائم خطيرة "
وقال كاماروتا "يتوجب في معظم الاحيان ترحيل المجرمين الاجانب لكن الذين يشعرون بالخطر في بلادهم يمكنهم ان يقدموا استئناف امام قاض امريكي"
واضاف "هناك عشرات الالاف من المسيحيين في العراق, والبعض منهم يواجهون المخاطر. لكن هذا لايعني انه يجب علينا ان نسمح لالمجرمين الاجانب بالبقاء في الولايات المتحدة.... اعتقد ان معظم الامريكيين يقولون ان سلامة الشعب الامريكي يجب ان تكون بالمقدمة دائما, ولهذا السبب نحن نرحل المجرمين الاجانب"

ذعر كبير

لم يتوقف الهاتف عن الرنين في جمعية الجالية الكلدانية التي تقدم الخدمات للاجئين ألمحليين، ونطاق الازمة يتوسع مع كل مكالمة.
وقال مارتن منا رئيس الجمعية " انه مجتمع متشابك جدا لذا انا استلم مكالمات هاتفية من اشخاص لم اسمع صوتهم منذ 20 سنة" في اشارة الى اولئك الذين يعيشون منذ سنوات مع اوامر الترحيل. "يا الهي لقد كنت في نفس الوضع". وعندما دعا منا الى اجتماع هذا الشهر حول الموضوع حضر 70 شخص.

رجل اعمال يبلغ من العمر 55 عام قال " كان هناك امهات وبنات يبكون. كان هناك اشخاص لايعرفون اي شئ حول القانون وكانوا يلقون باللوم على الحكومة". رجل الاعمال الذي رفض الافصاح عن اسمه يعيش مع امر الترحيل منذ سبع سنوات وذلك بعد ان قضى الـ 22 سنة الماضية في السجن بسبب تجارة المخدرات.

هو وكثيرون مثله تحدثوا بجرأة –دون ذكر الاسماء- عن الانتقام من سلطات الهجرة. وبين ان الناس تتساءل "ماذا نفعل بمصالحنا وأعمالنا؟؟ هل ننام في المنزل؟" انه لذعر كبير.

لم يعد لي احد في العراق

الكلدان ليسوا العراقيين الوحيدين الذين يخشون الترحيل في الولايات المتحدة, فبعض المسلمين العراقيين هنا ايضا لا يمكنهم تخيل ان يجبروا على العودة. وليد البيريحي شيعي يبلغ من العمر 30 عام كانت عائلته قد غادرت العراق عندما كان عمره سنتين وحصل على قرار الترحيل بسبب قضية حيازة المخدرات في سن الـ17. يقول وليد "بصراحة انا مرتعب من شرطة دائرة الهجرة. انا افكر بالانتحار طوال الوقت". واضاف " انت ترسلوني الى بلد اخر حيث لا اتكلم لغتهم ولا البس مثلهم.. ليس لدي احد في العراق".

وقال محمد الشرنوبي وهو محامي مختص بأمور الهجرة, قال انه قد استقبل عشرات الاتصالات من عراقيين مسلمين من السنة ممن لديهم اوامر الترحيل "لان السنة مضطهدين من قبل الميليشيات المعروفة في العراق".

لكن الكلدان الذين يعتبرون من الاقليات التي هربت من العراق بشكل جماعي منذ 2003 يقولون انهم يواجهون اشد المخاطر. في الاسابيع الاخيرة بدءوا بتقديم الالتماسات والاتصال بصناع القرار وتوجهوا الى المحامين وذلك في خطوة يائسة من اجل تفادي تأثير السياسة الجديدة.
دائرة الهجرة الامريكية قالت انه كان بأمكانها ترحيل 48 مواطن عراقي في العام الماضي بالرغم من كل المعوقات. ولكن لم يكن هناك اي كلداني من ميشيغان من بينهم, وربما كانت اوامر ترحيل طوعية او قضايا تم التفاوض بشأنها بشكل خاص وذلك بحسب دبلوماسي عراقي رفض الافصاح عن هويته تماشيا مع بروتوكول السفارة العراقية.

وتقول دمان "انها ذكرى رحلة سابقة للمبعدين التي تعتبر بمثابة مصدر الرعب لدى مدينة ستيرلينغ هايتس. في عام 2010 رحلت ادارة اوباما 52 شخصا الى بغداد ممن لم يكونوا يملكون اي وثائق  "لا احد يعلم لماذا يحصل هذا الامر" دمان تشتبه ان للامر علاقة بأنسحاب القوات الامريكية من العراق. لكن الكثيرين يتذكرون ردة الفعل العنيفة.
وقالت دمان "قدم المحامون التماسات لاعادة فتح عشرات القضايا الجنائية للمرحلين, وانتشرت الاشاعات حول شقيقين مسيحيين كانا على الرحلة وتم اختطافهم. قادة كلدان محليون في ديترويد اتهموا اوباما بأنه كان يرحل المسيحيين الى العراق ليموتوا.

وبعد ذك لم يكن هناك المزيد من الرحلات لسنوات عدة لغاية التاسع عشر من نيسان الجاري. اولئك الذين اعيدوا الى بغداد كان من بينهم متهمين بقضايا سرقة واعتداء وتهريب والمخدرات وذلك وفقا لدائرة الهجرة الامريكية.
كانت الاشاعات تدور لاسابيع, لكن حينما تحول الامر الى حقيقة, هبت رياحها على الكلدان وذلك لان احد الكلدان ممن كانوا على الرحلة تمكن من الاتصال بوالدته عندما وصل الى بغداد.

ولم تفصح دائرة الهجرة عن عدد الرحلات المخطط لها او عدد الاشخاص الذين سيتم ترحيلهم ولا عن التوقيت وذلك لاسباب امنية
واشارت الحكومة انه في الملف الذي اصدرته في اذار الماضي الى الرحلة الاولى وقالت ان دائرة الهجرة تعمل على جدولة المجموعة الثانية من المرحلين.