قلب نقي أم جسد جائع/ خالد مركو

بدء بواسطة matoka, مارس 05, 2014, 04:37:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

قلب نقي أم جسد جائع





   
      خالد مركو
برطلي . نت / خاص للموقع


الصوم هو فترة روحية يقضيها الجسد والروح معاً في عمل روحي , يشترك فيه الاثنان معاً في الصلاة والعشرة الإلهية, فيصلي الإنسان ليس فقط بجسد صائم, أنما أيضاً بنفس صائمة, بفكر صائم , وقلب صائم من الشهوات والرغبات, وبروح صائمة من محبة الماديات, الصوم بهذا الشكل هو الوسيلة الصالحة للعمل الروحي, وهو الجو الروحي الذي يحيا فيه الإنسان بقلبه ونفسه وجسده وروحه,وبحواسه وفكره وعواطفه, كل ذلك في مشاعر مقدسة, والصائم الحقيقي ليس هدفه أن يعذب جسده , بل هو يقصد عدم السلوك حسب شهوات الجسد, فيكون إنسانا روحياً وليس جسدانياً, والصوم الذي ليس هدفه التقرب من الله هو صوم باطل, الله هو الهدف فنحن من أجل الله نأكل ومن أجل الله نصوم, ونحن من أجل الله نجوع, لكي نخضع الجسد فلا نخطىء إلى الله, ولكي يكون الجسد تحت سيطرتنا, ولا نكون نحن تحت سيطرة الجسد,الصوم البعيد عن التوبة هو صوم غير مقبول, والله تبارك أسمه يريد القلب النقي أكثر مما يريد الجسد الجائع,والإنسان الذي يصوّم فمه عن الطعام,ولايصوّم قلبه عن الخطايا,ولايصوّم لسانه عن الأباطيل,فصوم هذا الإنسان باطل, بل أن الخطيئة التي يرتكبها الإنسان وهو صائم تكون عقوبتها أشد , لأنها تحمل كذلك الاستهانة بقدسية أيام الصوم, أن أخطر ما يتعب البعض في الصوم , أن يكون الجسد بلا غذاء والروح لاتجد ما تتغذى به, ويصبح الصوم مجرد فترة من الحرمان,غذاء الروح هو الصلاة والتأمل في كلام الله, وعمق وصاياه, فالصوم ليس مجرد فترة تمر وتنتهي معها فضائلها ومشاعرها, بل من عمق روحيات الصوم يأخذ الصائم طاقة روحية تستمر معه بعد انقضاء الصوم أيضاً, والتوبة التي كانت له في صومه ليس من السهل أن يزول تأثيرها, فأن تخلصت من خطيئة في فترة الصوم, أثبت في ذلك ولاتعد إلى ممارسة الخطيئة فيما بعد.
ليكن هذا الصوم مبارك في حياتنا وأمثولة يقتدى بها.








Matty AL Mache