ما هو الروح القدس؟

بدء بواسطة Eng.Qutayba, نوفمبر 01, 2012, 09:42:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Eng.Qutayba

ما هو الروح القدس؟


1.  منذ البدء كان روح الله كائن منذ الأزل لأنه "في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه" (سفر تكوين 1:1 و2) ومنذ الأزل وروح الله يعمل في الإنسان لتجديده لكي يعيش في الحياة المقدسة..  لذا تكلم الأنبياء وشهدوا لعصر النعمة بالروح القدس The Holy Spirit "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (رسالة بطرس الثانية 1: 21).  وقد تكلم داود عن نفسه قبل موته قائلا في (سفر صموئيل الثاني 23: 2) "روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني. قال اله إسرائيل إلى تكلم صخرة إسرائيل إذا تسلط على الناس بار يتسلط بخوف الله وكنور الصباح إذا أشرقت الشمس كعشب من الأرض في صباح صحو مضيء غب المطر" وذلك يتماثل مع زكريا الكاهن الذي امتلأ من الروح القدس "و تنبأ قائلا مبارك الرب اله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر" (إنجيل لوقا 1: 70) وكان كل من يدعوه الرب للخدمة كان يملأه بروحه "و كلم الرب موسى قائلا انظر قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب ليعمل في كل صنعة" (خر 31:1-4) وفي كل زمن كان للرب شهود إذ يرسل بروحه القدوس فيعمل ويعلم ويرشد وفي سفر أخبار الأيام "لبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن فوقف فوق الشعب وقال لهم هكذا يقول الله لماذا تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون لأنكم تركتم الرب قد ترككم" (2اخ 24: 20 ) فهذا هو روح البنوة والعدالة والسلطة, روح الحكمة فنري صلاة بولس الرسول إلى أهل أفسس "لا أزال شاكرًا لأجلكم ذاكرًا إياكم في صلواتي كي يعطيكم اله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين" (رسالة أفسس 1:17).
2. وكان روح الله منذ الأزل يصنع قوات وعجائب علي يدي الأنبياء والقديسين و الرسل، واستطاعوا أن يقيموا الموتى مثل إيليا (1مل17: 17) واليشع النبي (2مل4:35) وان يشفوا كل مرض في الشعب كشفاء نعمان السرياني (سفر الملوك الثاني 5: 14) وان يخرجوا الشياطين والأرواح الشريرة كالرسل الأطهار (سفر أعمال الرسل 19: 11) وفي (رو15: 18) يقول بولس الرسول "فلي افتخار في المسيح يسوع من جهة ما لله لأني لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي لأجل إطاعة الأمم بالقول والفعل بقوة آيات وعجائب بقوة روح الله حتى إني من أورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح".

3. لم يكن عمل الروح القدس فقط في الأنبياء أو الرسل من خلال كتاباتهم أو من خلال أعمالهم لكن كان فعالا في قلوب المؤمنين باسم الرب، فالروح القدس يخلق نفسًا جديدة وروحا محييا وقلب نقيا لذا صرخ داود النبي بعد سقوطه في الخطية "قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة أعضدني" (مز51) وقال أيضًا "تحجب وجهك فترتاع تنزع أرواحها فتموت والى ترابها تعود ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مزمور 104: 30) وتنبأ حزقيال النبي عن عمل الروح القدس في المؤمنين بالله "وأعطيكم قلبا جديدا واجعل روحا جديدة في داخلكم وانزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم واجعل روحي في داخلكم وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها وتسكنون الأرض التي أعطيت آباءكم إياها وتكونون لي شعبا وأنا أكون لكم إلهًا وأخلصكم من كل نجاساتكم" (حز36: 26).

4. حزقيال النبي قد سرد قصة أحياء العظام الميتة وقال "فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما وأمرني عليها من حولها وإذا هي كثيرة جدًا على وجه البقعة وإذا هي يابسة جدا فقال لي يا ابن ادم أتحيا هذه العظام فقلت يا سيد الرب أنت تعلم فقال لي تنبأ على هذه العظام وقل لها أيتها العظام اليابسة اسمعي كلمة الرب هكذا قال السيد الرب لهذه العظام هاأنذا ادخل فيكم روحا فتحيون واضع عليكم عصبا وأكسيكم لحما وابسط عليكم جلدا واجعل فيكم روحا فتحيون وتعلمون إني أنا الرب فتنبأت كما أمرت وبينما أنا أتنبأ كان صوت وإذا رعش فتقاربت العظام كل عظم إلى عظمه ونظرت وإذا بالعصب واللحم كساها وبسط الجلد عليها من فوق وليس فيها روح فقال لي تنبأ للروح تنبأ يا ابن ادم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا فتنبأت كما أمرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا" (حز37: 1-7).

5.  وقد رأي حزقيال أيضا رؤيا وسردها قائلًا "وكانت إلى كلمة الرب قائلة يا ابن ادم عرف أورشليم برجاساتها وقل هكذا قال السيد الرب لأورشليم مخرجك ومولدك من ارض كنعان أبوك أموري وأمك حثية أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظف ولم تملحي تمليحًا ولم تقمطي تقميطًا لم تشفق عليك عين لتصنع لك واحدة من هذه لترق لك بل طرحت على وجه الحقل بكراهة نفسك يوم ولدت فمررت بك ورايتك مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشي قلت لك بدمك عيشي جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الازيان نهد ثدياك ونبت شعرك وقد كنت عريانة وعارية فمررت بك ورايتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي فحممتك بالماء وغسلت عنك دماءك ومسحتك بالزيت وألبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وآزرتك بالكتان وكسوتك بزا وحليتك بالحلي فوضعت أسورة في يديك وطوقا في عنقك ووضعت خزامة في انفك وأقراطًا في أذنيك وتاج جمال على راسك فتحليت بالذهب والفضة ولباسك الكتان والبز والمطرز وأكلت السميذ والعسل والزيت وجملت جدا جدا فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز16: 6-14)، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. هذا هو الإنسان الذي صار حي بعد موت الذي تجدد بمعرفه الروح القدس وأصبح إنسانًا جديدًا وبالقصة رموز كثيرة "حممتك بماء" الماء هنا هو المعمودية، "ومسحتك بزيت" الزيت هنا هو الميرون المقدس" وألبستك مطرزه" (التبرر), "وحليتك بحلي" (الفضائل)، "وأكلت السميذ والعسل" الذي هو( التناول والأغذية الروحية). هذا ما قد فعله الرب لاجانا إذ افتقدنا بخلاصه وتمتعنا ببركات فدائه.

6. وهناك الكثير من الأنبياء الذين تنبئوا بالروح القدس عن حلول الروح القدس علي الرسل في يوم الخمسين وعن عمل الروح القدس في العهد الجديد فتنبأ حزقيال كما تنبأ يوئيل (يوئيل2: 28) قائلا "و تعلمون إني أنا في وسط إسرائيل واني أنا الرب إلهكم وليس غيري ولا يخزى شعبي إلى الأبد ويكون بعد ذلك إني اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلامًا ويرى شبابكم رؤى وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء اسكب روحي في تلك الأيام" ولقد تحقق ذلك وفي عظته جاهر بطرس الرسول عن حلول الروح القدس علي الرسل مستشهدا بنبوة يوئيل النبي وقال "فوقف بطرس مع الأحد عشر ورفع صوته وقال لهم أيها الرجال اليهود والساكنون في أورشليم أجمعون ليكن هذا معلوما عندكم وأصغوا إلى كلامي لان هؤلاء ليسوا سكارى كما انتم تظنون لأنها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ما قيل بيوئيل النبي" يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة إني اسكب من روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا وعلى عبيدي أيضًا وإمائي اسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون وأعطي عجائب في السماء من فوق وآيات على الأرض من أسفل دمًا ونارًا وبخار دخان تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل إن يجيء يوم الرب العظيم الشهير ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص" (اع 2:3-21) وتنبأ زكريا النبي وقال "يكون في ذلك اليوم إني التمس هلاك كل الأمم الآتين على أورشليم وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إلى الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره" كما تنبأ داود عن فاعليه الروح القدس في الرسل وتنبأ قائلا" لا قول ولا كلام لا سمع صوتهم في كل الأرض خرج منطقهم والى أقصى المسكونة كلماتهم جعل للشمس مسكنا فيها" (سفر المزامير  19:3).

7.  تنبأ أنبياء العهد القديم عن اتحاد المسيح بالروح القدس مع الآب: فتنبأ إشعياء قائلًا "و يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه" (اش11: 1-4) وتنبأ قائلا "روح السيد الرب علي لان الرب مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأعصب منكسري القلب لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق لأنادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لإلهنا لأعزي كل النائحين لأجعل لنائحي صهيون لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد ودهن فرح عوضا عن النوح ورداء تسبيح عوضا عن الروح اليائسة" (سفر أشعياء 61:1-3) وشهد يوحنا المعمدان عنه قائلا" وشهد يوحنا قائلًا إني قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وأنا لم أكن اعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلًا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس" (يو1: 32).
8. الروح القدس نقل الأنبياء من مكان إلى آخر بحسب مشيئة الرب: فقد نقل الروح حزقيال وجاء به في الرؤيا إلي ارض الكلدانيين إلى المسبيين لكي يخبرهم بكلمه الله الذي أراه إياه (حز11: 24 ) ونقل أيضًا بالروح ألي اوروشاليم في الرؤيا (حز8: 3) ونقل أيضا إلى المسبيين في تل أبيب الساكنين عند نهر خابور وحيث سكنوا هناك وسكن معهم سبعه أيام متحير في وسطهم (حز3: 14) وفي سفر الرؤيا نجد نبوة يوحنا اللاهوتي عن موت إيليا واخنوخ ثم قيامهم بروح الرب "ثم بعد الثلاثة الأيام والنصف دخل فيهما روح حياة من الله فوقفا على أرجلهما ووقع خوف عظيم على الذين كانوا ينظرونهما وسمعوا صوتا عظيما من السماء قائلا لهما اصعدا إلى ههنا فصعدا إلى السماء في السحابة ونظرهما أعداؤهما" (رؤ11: 3-12).

9. الإيمان بالرب لن يكن إلا بالروح القدس وروح الرب يعمل فينا وتعطي مواهب متعددة "ليس احد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع اناثيما وليس احد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد ولآخر إيمان بالروح الواحد ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع السنة ولآخر ترجمة السنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 1-13) فبالروح القدس نعرف مشيئة الرب "ما لم تر عين ولم تسمع إذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه لان الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله لان من من الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه هكذا أيضًا أمور الله لا يعرفها احد إلا روح الله ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضًا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه أنما يحكم فيه روحيا وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من احد لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو2: 7-16)" أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1كو3: 16).