تركيا و حلم الامبراطورية العثمانية /عابد عزيز ملاخا

بدء بواسطة matoka, مارس 25, 2015, 08:55:26 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

تركيا و حلم الامبراطورية العثمانية






برطلي . نت / خاص لبريد الموقع

     
  عابد عزيز ملاخا




إنَّ تأريخ تركيا معروف. فهوتأريخ أسود بحق شعبنا السورايا الكلدوآشوري السرياني عبر التأريخ. والآن ومن خلال الظروف الحالية للمنطقة العربية، و خاصةً سوريا و العراق عبر الخلافات و النزاعات الطائفية بين السنة و الشيعة، إستغلت تركيا الظاهرة العنصرية المقيتة هذه في محاولتها لتصعيدها و تبنّيها للمنظمات ألإسلامية الإرهابية المتشددة كداعش و جبهة النصرة و غيرها بإعتبار هذه المنظمات سنية تحارب الشيعة هدفها إضعاف السلطة السورية وإسقاطها و تحجيم دورالعراقيين الشيعة في آن واحد.
إنَّ تركيا شريك أساسي لكل ما يجري في سوريا والعراق،وتلعب تركيا دوراً خطراً و مزدوجاً فهي تعلق تضامنها مع التحالف الدولي في محاربة المنظمات ألإسلامية ألمتطرفة و من جانب آخر تساعد هذه المنظمات ألإرهابية بكل ما تحتاجه.  ومن المفيد أن نُذكر القراء بأن لهذه ألمنظمات مكاتباً خاصة بها في تركيا حسب ما تتناقله ألأخبار أليومية. فمن أين لداعش آلاف المسلحين مع سياراتهم رباعية الدفع، وتجهيزاتهم العسكرية الممتازة، وأسلحتهم ورشاشاتهم الثقيلة المتطورة؟ هل هبط كل ذلك عليهم بالمظلات؟ نقول: كل تلك التجهيزات الحربية والمواد التموينية والطبية والرجال المقاتلين والنساء المُجندات، والخبراء في ميادين مختلفة، قد دخل تركيا بعلمها، و منها إلى سوريا و العراق، بهدف نشر الخراب والدمار بين شعوب المنطقة، فتحكم تركيا سيطرتها بشكل أقوى وأعمق. فهي(تركيا) حينما تفتح عيناً للحد من تسريبات الرجال والعدد العسكرية بسبب الضغوط الدولية عليها؛ تُغمض ألعين أُلأخرى، ليتسنى وصول كل الإحتياجات اللازمة لتمكين وهم إنشاء دولة إرهابية تُساهم من حيث تدري أولا تدري في دعم الهيمنة التركية لتصبح اللاعب الأقوى في المنطقة.
في أحد ألمؤتمرات ألصحفية لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان سأله أحد ألصحفيين: تركيا متهمة بإدخال منظمات داعش و النصرة إلى سوريا و ألعراق!... فأجابه أردوغان: يدخل تركيا سنوياً ألملايين من السواح ألاجانب،فمن أين لنا أن نعلم من هو إرهابي منهم؟! كان هذا جواب أردوغان؟؟؟؟ وأنا بدوري أوجّه سؤالي إلى هذا الصحفي و أقول: يا أيها الصحفي الشاطر صاحب هذا السؤال ، أوَ لم تستطع أن تعود و تسأل أردوغان و تقول له: هل تسمح الجهات الرسمية التركية للسواح ألأجانب بزيارة تركيا و هم مدججين بالأسلحة والعتاد و بسيارات رباعية الدفع ألتي تستخدم للأغراض العسكرية، ومدافع رشاشة من النوع الثقيل والضخم؟.... هل هذا الجواب منطقي يا رئيس وزراء تركيا؟!..
كانت داعش تحتجز في الملحقية التركية في الموصل ديبلوماسيين أتراك و كان عددهم بحدود ستين فرداً مع عوائلهم، وكُلّنا يقلق على مصير أولئك الأشخاص الأبرياء، سيما وأن سيط داعش والقاعدة ملون بالدماء بهذا الخصوص، وغالباً ما، ترفض أية دولة أي نوع من المساومة تستفيد منها المنظمة الإرهابية. ولكن الذي حصل من مهادنات ومساومات بيت تركيا وداعش إنفضح أمرها أمام الملأ في وقت لاحق،ففي مسرحية كوميدية لتبرئة تركيا عن أية مساومات مع التظيم ألإرهابي، تفاجأ العالم، بعد فترة قليلة حينما أوردت ألأنباء إطلاق سراح المحتجزين وعودتهم إلى تركيا!... والسؤال الأهم: لقاء ماذا تم إطلاق سراح المحتجزين؟
صرح أردوغان مرة و قال: إنّ تركيا لا تستطيع منع جماعة داعش و النصرة العبور من تركيا نحو سوريا، و حوّل إتهامه إلى دول أوربا لعدم ألتدقيق في هويات القادمين إلى تركيا؟؟؟؟؟؟؟ و هذا إعتراف علني من تركيا في ألسماح للإرهابيين للدخول إلى سوريا و العراق مع أسلحتهم و إنّ ألعملية أصبحت (مافيوية)...
كثيرٌ هي ألأدلة ألتي تثبت تورط تركيا في هذه ألعملية القذرة ألتي أدت و تؤدي إلى قتل ألآلاف البشر و سبي النساء و خراب المدن و تشريد الناس من ديارهم... لابل رفضت أنقرة المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة ألإرهابيين من داعش و نصرة ... أوَ لم تكن تركيا عضواً في حلف شمال ألأطلسي؟
إنّ الزيارات ألتي قام بها كثير من رؤساء الدول ومسؤولين كبار في الحكومات و بابا الفاتيكان، كلها كانت لمناشدة تركيا للتوقف في مساعدة المنظمات ألإرهابية ألتي تسمح بدخولها إلى سوريا و من ثم إلى العراق. وكثير من المعلقين وألإعلاميين السياسيين يقولون إنّ عملية تركيا النجسة هذه تمثل حاجة أمنية و إقتصادية و سياسية لأنقرة حيث تساهم في إحياء حلم تركيا في تحقيق أهدافها في المنطقة للعودة إلى زمن ( ألإمبراطورية العثمانية ) ........ فبعد أن خسرت تركيا إمبراطوريتها بعد الحرب العالمية ألأولى،جرى تقسيم إرثها بين الدول ألتي ربحت الحرب و منها بريطانيا و فرنسا. حينها طلبت تركيا من الحلفاء تكون ولاية الموصل تابعة لتركيا، علماً إنّ تركيا كانت قد قسمت العراق إلى ثلاث ولايات هي بغداد و البصرة و الموصل. إنّ مطالبة تركيا للموصل كان ألهدف منه، ألإستفادة من نفط كركوك و نفط عين زالة. و لكن الحلفاء لم يوافقوا و اقترحوا أن يتم إجراء إستفتاء لأهل ألولاية، و فعلاً جرى ألإستفتاء و كانت ألنتيجة رفض ألسكان ألإنضمام إلى تركيا.
و لا زالت تركيا طامعة في الإستحواذ على الموصل(ولاية الموصل) كما تسميها. فعندما تصدر تركيا الميزانية السنوية تضع الموصل ضمن جدول الميزانية و بجانبها تكتب (صفر) و هذا مؤشر حيث تعتبر تركيا الموصل ضمن (ممتلكاتها) الرسمية لحد الآن!..
إنّ تركيا تستفيد من دعم و مساعدة داعش إلى أقصى حد في محاربة ألأكراد في تركيا و العراق و سوريا للحؤول دون تنامي أحلام ألأكراد في إقامة كيان سياسي مستقل لهم، وكلنا شاهد بأم عينيه تدمير المنطقة الكردية في سوريا على يد داعش، والمعارك الطاحنة في كوباني لضرب الأكراد بشكل حاسم ونهائي، الأمر الذي تسعى من أجله تركيا التي يُقلقها تنامي قوة الأكراد الساعين من أجل تحقيق حلمهم في إنشاء دولة كردية... كما تستفيد تركيا  إقتصادياً و تجارياً من ألظروف الغير طبيعية جراء سيطرة داعش على أجزاء من سوريا و من مناطق شمال العراق و منها الموصل الغنية بالنفط العراقي والسوريعبر وسائل غير شرعية، و إنّه من أحد أسباب إنخفاض أسعار النفط عالمياً، هو إقبال تركيا شراء النفط العراقي والسوري عن طريق داعش بأسعار زهيدة، كما و إنَّ ألهدف ألآخر لأردوغان هو محاربة أوربا لأنَّ ألاوربيين أسقطوا حلم أردوغان للإنضمام إلى الإتحاد ألاوربي...
إنّ تركيا تتحكم بقوة داعش المنفلتة عن أي ضوابط والتي باتت رقماً خطراً في المعادلة ألأقليمية و ألدولية.






Matty AL Mache

matoka

Matty AL Mache