مسيحيو الغرب لا يهمهم أمر مسيحيي الشرق

بدء بواسطة متي اسو, مارس 20, 2015, 06:18:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

مسيحيو الغرب لا يهمهم أمر مسيحيي الشرق
في منتدى "  أخبار شعبنا المسيحي ( سوراي ) " نقل لنا موقع برطلي خبرا مفاده :
"  ذكر الكاتب الأمريكي "جوني مور" في كتاب جديد له أن المسيحيين في الغرب لا يعنيهم ولا يكترثوا لذبح المسيحيين في أي مكان  آخر في العالم ....الخ "
كي يهتم مسيحيو الغرب بأمر مسيحيي الشرق يجب ان يعرفوا أولا ان هناك مسيحيون في الشرق... معظم الغربيين ، والى وقت قريب ، لا يعرفون بوجود مسيحيين في الشرق العربي .
ان تعريف المجتمع الغربي بالوجود المسيحي في الشرق والمشاكل المصيرية التي تهدد وجوده أمر مهم جدا ، لأن التعتيم الذي يلف المجتمع الغربي في هذا الخصوص يسهل العمل الانتهازي الذي يمارسه السياسيون في الغرب لخدمة سياساتهم النفعية بعد ان ضمنوا عدم دراية شعوبهم بما يجري في مثل هذه الامور .
ان الاعلام  اصبح السلاح الأمضى في هذه الايام ، وبدون هذا السلاح لا تملك أية قضية وجودها مهما كانت خطورتها ، ليس للمسيحيين إعلاما منتشرا في العالم يشرح مأساتهم بنزاهة وحيادية ... ما يتناقله الاعلام العربي في هذا الخصوص هو تدليس في تدليس.
أول ما فعله مؤسس الحركة الصهيونية ثيودورهرتزل هو إنشاءه لصحيفة " دي ولت"    Die Welt  في فيينا عام 1897 ، تبع ذلك مؤتمرات وشرح لقضيتهم في عموم الغرب             
. أبناء عمومتهم من الاسلاميين ، ونظرا لأعجابهم بهم ، ساروا على نفس المنهاج ..  أنشأوا إعلاما مميزا تقوده المحروسة " الجزيرة "، واشتروا معظم الاعلام الغربي فأصبح اللوبي الاسلامي المدعوم بمليارات من الدولارات النفطية أقوى اللوبيات في امريكا والغرب . أستطاعوا خداع الغرب ( تماما كما فعلت الصهيونية ) وحمله على إصدار قوانين تصب في مصلحته وتسهل حركته ، بل واصدار ما يتلائم مع النصوص الاسلامية رغم معارضتها للمباديء العلمانية التي يؤمن بها الغرب . جعلوا من أنفسهم ضحايا ، وعتّموا على جميع قضايا ضحاياهم .
منذ الستينات والاقباط مستهدفون في مصر، وفي دول اسلامية اخرى مثل باكستان ، وما فعلته اندنوسيا من قتل وتهجير بحق مسيحيي تيمور الشرقية ، السبعينات كانت لاستهداف المسيحيين في لبنان ، حتى في العراق ( الذي يوصف زورا بالعلماني ) كان هناك إستهدافا من نوع آخر ، كان استهدافا إستئصاليا خبيثا دون الحاجة الى القتل العلني ، توزيع اراضي المسيحيين على المسلمين .. بات ترحيلهم مسألة وقت .
اسرائيل تملأ الدنيا صراخا من ان جيرانها القريبين منها والبعيدين يريدون القائها في البحر ... المسلمون ينتفضون من اجل محجبة واحدة قُتلت ، من اجل مسلمي الهند ، مسلمي الصين ، مسلمي البوسنة والشيشان ، مسلمي الفلبين ، مسلمي افريقيا الوسطى ، مسلمي انكولا ... وفي هذه الايام مسلمي بورما ومسلمي تايلند ...
ماذا نفعل نحن المسيحيين لأنفسنا ؟ .. لا شيء ... أنشكر داعش لانها قتلتنا  وهجرتنا وأصبح امرنا " مفضوحا " لا نستطيع بعده تغطيته وكتمه لندعي بعدم وجوده ؟ ... عندما كنا نحاول الاشارة الى ما يتعرض له المسيحيين منذ أمد طويل ، كنا نتعرض الى هجوم من المسيحيين انفسهم  !!! والغريب في الامر، كان هناك مسلمين اصحاب ضمير يكتبون عما يتعرض له اخوانهم من المسيحيين ، لكن غالبية المسيحيين ينكرون ولا يؤيدون ... كيف تريد من مجتمعات العالم ان تتعاطف معك وانت نفسك تنكر ؟ .. اليهودي يشخّص من يستهدفه ... المسلم يشخّص من يدعي بإستهدافه ... لكن إن سأل الانسان في الغرب مسيحيا من الشرق من يستهدفه ، لأجابه بسرعة وبدون تردد : " الاستعمار والصهيونية " ... يقف الغربي امامك حائرا لا يدري بماذا يجيب ، الى الآن لا يزال هناك الكثيرمن المسيحيين يرفضون تسمية الاشياء بأسمائها ... تسأله من يقتلكم ؟ يجيبك: مؤامرات عالمية ...أليس هذا بالضبط ما يفعله الرئيس الامريكي بإحجامه عن تسمية الارهاب بالارهاب الاسلامي ؟ لماذا إذا نلومه ؟ ولماذا نلوم الغرب من انه لا يفعل شيئا لنا ونحن انفسنا ننكر وجود الاضطهاد في بلداننا ؟
يقولون : لا يموت حق ورائه مطالب ... وهناك الكثير من المسيحيين تعوزهم القدرة على رؤية هذا الحق .
بعد داعش تململت كنيستنا مضطرة لتشرح ما يصيب المسيحيين في الشرق ...جاءت متأخرة لعدة عقود .