منتديات برطلي

منتديات برطلي الدينية...ينشر في هذا المنتدى كل ما يتعلق بالايمان المسيحي شرط ان لا تكون مخالفة لتعاليم الكنائس الرسولية => مقالات دينية ... => الموضوع حرر بواسطة: Eng.Qutayba في نوفمبر 01, 2012, 09:56:58 مسائاً

العنوان: لماذا كان عقاب الخطية هو الموت؟
أرسل بواسطة: Eng.Qutayba في نوفمبر 01, 2012, 09:56:58 مسائاً
لماذا كان عقاب الخطية هو الموت؟






لأن الخطية تحمل الموت في طبيعتها:

1- فالخطية والله في طرفيّ نقيض.  فالخطية ظلمة ودنس ومادية جسدية، أما الله فنور وقداسة وروحانية.  والنقيضان لا يجتمعان أي أن الخاطئ والله لا يجتمعان.  إذا من يخطئ يفصل نفسه عن الله فيصير في موت لأنه انفصل عن الله مصدر حياته.

2- والخطية باعتبارها تعدٍّ على وصايا الله فهي تحمل عدم اعتبار لسيادة الله وسلطانه الذي يوجب طاعته والخضوع لوصاياه.  وعدم الاعتبار هذا يحوي في داخله كبرياء الإنسان وتعاليه على الله ووضع نفسه ندًا له ونظيرًا مستقلًا عنه.  وهذا الكبرياء يفصل الإنسان عن الله مصدر حياته يصير الإنسان في موت.

3- كما تحمل الخطية أيضًا عدم إدراك محبة الله فيما أعطاه من وصايا.  فالله باعتباره خالق الإنسان، والذي يخلق كائنًا يحيطه برعايته، ومن واجبات الرعاية التوجيه والإرشاد والتزويد بالنصائح اللازمة لحفظ الحياة.  فيكون إعطاء الوصية نابعا من محبة الله للإنسان ومن واجبات رعايته له.  لذلك من يهمل هذه الوصايا أو يعصاها فإنه يشير إلى أنه لم يدرك بعد محبة الله له في إعطائه الوصية لرعايته أو أنه هو بذاته لا يحب الله، لأنه لو كان يحبه لصار حريصًا على حفظ وصاياه.  ومن لا يحب الله أو لا يحس بمحبة الله له فلا سبيل لتعايشه معه.  ومن ضل معايشة الله ضل طريق الحياة، ومن ثم يحيا في موت.

4- كذلك تحمل الخطية عدم استساغة وصايا الله للحياة بها بسبب مستواها الروحاني السماوي.  وذلك نتيجة الاكتفاء بمستوى الحياة العادية والجسدية والارتياح لها، وعدم التطلع أو الطموح إلى حياة الروح الكامنة في الوصية، والتي تعد النفس للحياة في السماء مسكن الأرواح الملائكية وأرواح الأبرار والقديسين.  فمن لا يقبلون حياة الروح فسوف لا تناسبهم حياة السماء.  وإن كانت السماء هي مسكن النور مع الله وملائكته فخارجها تكون الظلمة وهي مسكن الأبالسة حيث الموت الأبدي.  هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

5- وتحمل الخطية أيضًا عدم قبول وصايا الله لأنها تتمركز جميعها حول المحبة.  أما الخطية فهي أنانية وتمركز حول الذات لإشباعها وتضخيمها بغير حدود.  والأنانية وتضخيم الذات لا تتفق مع الحياة وسط السمائيين حيث المحبة والخدمة وإفناء الذات.  ومَنْ لا يحتمل حياة المحبة والخدمة لا يقبل بطبيعته الحياة في السماء، فلا يكون له نصيب فيها ويكون نصيبه خارجها، وخارج السماء لا توجد حياة بل موت.

6- وإن كانت الخطية تقوم بجملتها في العصيان، فالله لا يقبل العصاة والمتمردين على وصاياه في ملكوته السماوي.  لأنهم إن كانوا هم هكذا في تمردهم وهم على الأرض، فسوف يكونون كذلك في السماء.  وخصوصًا أنهم بعصيانهم لله يكونون قد باعوا أنفسهم لإبليس واستغنوا به عن الله خالقهم.  ومن باع أبوه الله واستطاب صُحبة إبليس فسوف تدون صُحبته له في النار الأبدية وهذا هو الموت الأبدي.

من كل هذه النتائج التي للخطية والناجمة عن عصيان وصية الله، يتضح كيف تحمل الخطية الموت في ذاتها.  وكأن حكم الله بالموت على الخاطئ إنما هو تقرير من الله للنتيجة الحتمية للخطية وليس حكمًا جائزًا من الله على الخاطئ.



( نقلا عن موقع الأنبا تكلا)