النيويورك تايمز: السجون الأمريكية بالعراق "جامعة ارهابية" تُخرج المتطرفين

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أكتوبر 02, 2014, 06:24:19 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

النيويورك تايمز: السجون الأمريكية بالعراق "جامعة ارهابية" تُخرج المتطرفين


ترجمة احمد علاء

الإرهابيون من تنظيم "الدولة الإسلامية" الداخلون من سوريا الى العراق، قضى كثير منهم في سجون القوات الأمريكية عندما كانت بالعراق بعد عام 2003 ، وعلى سبيل المثال بقي زعيم "الدولة الإسلامية" ابو بكر البغدادي خمس سنوات في معسكر بوكا جنوب العراق، مع مجموعة من السجناء الخطرين في التنظيم المسلح بما في ذلك المدعوين، ابو مسلم آل تركماني وابو لؤي وابو قاسم وابو شيماء وابو سجى.

قبل اعتقالهم، كان البغدادي ومجموعة من المتطرفين يعتزمون مهاجمة امريكا ويخططون لذلك من زنزانتهم، بعد تعاملهم مع الامر بتطرف تام، مما اتاح لهم توسيع نطاق عملهم في معسكر بوكا بعد ان عقدوا كثيراً من الاجتماعات مع مجرمين كانت قد اعتقلتهم القوات الامريكية في وقت سابق، فكثير منهم من منظمي الجريمة المحترفة واصحاب سجون سابقين. اذ اثمرت الاجتماعات على اعتماد مراكز لتجنيد المقاتلين وتدريبهم أملاً في الخروج بعدها وتنفيذ مخططهم.

وبدأت قوات التحالف الامريكية اثناء وجودها بالعراق، بشن حملة اعتقالات واسعة بعد عام 2003، وايداعهم في سجون القوات المعروفة في العراق. الجيش الامريكي وعلى الرغم من التشديدات الامنية، الا انه اضاع ملابسات واسباب اعتقال الارهابيين، فكثير منهم خرجوا من السجن بعد تواطؤ العاملين ولاسيما المترجمين الذين لعبوا دوراً هاماً في التخفيف من القسوة التي حظوا بها في بداية اعتقالهم.

الادارة الامريكية، اساءت تقدير السجناء في العراق، او بمعنى اصح، لم تقدم جهداً كبيراً لحماية اخطر الارهابيين المعتقلين عندها، مبررة ذلك انها لا تستطيع حراسة 26 الف ارهابي معتقل، فضلاً عن عدم تقديم اوراق تثبت ان الافراد المعتقلين في معتقلات بوكا وكروبر والتاجي، كانوا خطرين الى درجة انهم دبروا عملية هروب محكمة من المعتقل غفل عنها الامريكيين.

من اخطاء الادارة الامريكية، انها فصلت المعتقلين في سجونها على اسس طائفية، فهي وزعت الارهابيين الخطرين في جهة، وآخرين في جهة أخرى، في محاولة منهم لزج الخطرين مع المعتقلين المتورطين مثلاً في جرائم صغيرة، وعند لقائهم بهم بالتأكيد سيتأثرون. كثير من هذه السيناريوهات لم تطبق على بعض النزلاء، فكثير منهم كان يرفض جمعه مع المعتقلين المتطرفين لاسيما المتطورطون بأعمال ارهابية، اذ زاد الاحتقان لدرجة الانتقام بين بعضهم البعض.

في معسكر بوكا، تعمدت الولايات المتحدة، اجبار المتطرفين الاستماع الى رجال الدين المعتقلين المتهمين بقضايا الارهاب، فأنشأت هناك حلقات نقاشية تتحدث عن "الجهاد" ضد الولايات المتحدة، بوصفها قوة غربية، فضلاً عن اهتمام الكثير من المعتقلين الاميين بالحلقات تلك، لتنتج بعدها نماذج ارهابية قادرة على انشأء تنظيمات خارجة من رحم تنظيم القاعدة الرئيسي.

ويمكن القول، ان السجون الامريكية، كانت جامعات ارهابية تنشأ بها اخطر الافكار المتطرفة من خلال معتقلين لعبوا دوراً مهماً في السجن. في عام 2007 غير الولايات المتحدة من سياساتها، اذ بدأ قادتها العسكريون بالتركيز على فهم عدد المعتقلين وكيفية فصلهم وفق المعتدل والمتشدد، فاكتسب المعتقلون المهارات المهنية من خلال محو أميتهم وتقديم نسخة معتدلة عن الاسلام، لأن ذلك وجهه الحقيقي.
http://www.faceiraq.com/inews.php?id=3108235
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير