اللجنة المالية: تخفيض موازنة مجلس النواب

[ماهر سعيد متي]

اللجنة المالية: تخفيض موازنة مجلس النواب

 
رئاسة البرلمان: البعض استغل الأمر للتسقيط السياسي والتخصيصات «معتدلة»
بغداد – الصباح
أثارت موازنة مجلس النواب للعام المقبل 2014، والبالغة 528 مليار دينار عراقي، جدلا كبيرا في شتى الاوساط، السياسية والاجتماعية والثقافية، التي اعتبرتها موازنة" انفجارية".
الا ان اللجنة المالية كشفت امس عن التوصل الى صيغة متفق بشأنها لتخفيضها، بعد تقليص عدد كبير من ابوابها، فيما ادانت رئاسة مجلس النواب، ما وصفتها "بالحملة المضللة" التي يتعرض لها المجلس، والتي اكدت انها تقاد من قبل وسائل اعلام مغرضة، وبمساعدة عدد من السياسيين.

استهداف سياسي

وابدى بيان اصدرته هيئة رئاسة مجلس النواب، تلقت "الصباح" نسخة منه، استغرابه من الحملة، التي وصفها بـ"الظالمة"، والتي يتعرض لها مجلس النواب بشأن موازنته للعام المقبل، معتبرا ان تلك الحملة "استهداف سياسي للمجلس ومحاولة للتسقيط والتشهير بأعضائه".
ولفت البيان الى انه "وفي الوقت الذي يغض البعض ابصارهم عن الموازنة المهولة لمؤسسات الدولة والتخصيصات المالية لبعض الاجهزة التي يتراجع اداؤها يوما بعد يوم، ينبري هؤلاء لمهاجمة موازنة مجلس النواب، التي هي أقل بكثير من موازنتي رئاستي الجمهورية والوزراء، لابل انها موازنة معتدلة تنسجم واحتياجات المجلس والتزاماته المادية في القيام بمهامه الدستورية من تشريع ورقابة".واشار البيان الى ان "البعض حاول من خلال ما قدمه من معلومات ناقصة ومضللة عن الموازنة، كالتركيز على شراء الدراجات البخارية كبديل أنسب من السيارات، ايهام الرأي العام بأن هذه الدراجات هي لاعضاء المجلس في حين انها كانت لمعتمدي مكاتب المحافظات ولا تزيد قيمة المبلغ المخصص لهذا الغرض عن (25) مليون دينار عراقي لجميع المحافظات".وتابع: ان "هيئة رئاسة مجلس النواب، وفي الوقت الذي تقدر فيه عالياً الدور الوطني المسؤول الذي تنهض به وسائل الاعلام المختلفة، فانها تدعوها الى تحري الدقة والموضوعية في التعامل مع التصريحات غير المسؤولة لبعض السياسيين، والتأكد من مصادر الاخبار ومضمونها ومصداقيتها حتى لا تكون معاول للهدم والدمار".واثارت تفاصيل التخصيصات المالية لمصاريف المجلس التشغيلية لسنة 2014، جدلاً كبيراً بين الاوساط السياسية والاجتماعية، لاسيما بعد ان رصد المجلس 12 ملياراً و300 مليون دينار لمخصصات الضيافة، و 550 مليون دينار مخصصات ونفقات سفر، ومبلغ 250 مليون دينار للنشر والاعلام و 100 مليون دينار للاشتراك في الصحف، كما رصد مبلغ ثلاثة مليارات و350 مليون دينار لمخصصات ونفقات الايفاد، ومبلغ 22 ملياراً و275 مليون دينار مخصصات استثنائية لم تبين بالضبط ماهيتها، فضلا عن تخصيص مبلغ 33 ملياراً و520 مليون دينار مخصصات الارزاق.

تخفيض الموازنة

في تلك الاثناء، اعلن عضو اللجنة المالية النائب عبد الحسين الياسري تعديل موازنة مجلس النواب، بصيغة متفق عليها من قبل جميع الكتل السياسية.وقال الياسري في تصريح صحفي: ان لجنته المالية اجرت تعديلا على بعض فقرات موازنة مجلس النواب، لاسيما بعد ان شعرت بوجود مبالغات في بعض ابوابها، واحتوائها ارقاما مبهمة، حتى اصبحت بصيغة قانونية متفق عليها من قبل جميع الكتل النيابية.
ولفت الياسري الى ان لجنته تمتلك الصلاحية التي تخولها تخفيض الموازنات، وهو ما تم بالفعل حينما اقدمت على خفض موازنة مجلس النواب بعد مناقشة مستفيضة، وبحضور عدد من الخبراء والمسؤولين والمستشارين الماليين، مؤكدا انها جاهزة للتصويت عليها من قبل مجلس النواب بشكل نهائي.

إعادة النظر

بدورها، دعت النائب عن ائتلاف الحرة عالية نصيف، رئاسة البرلمان الى اعادة النظر في ميزانية مجلس النواب لعام 2014، والتي تضمنت أرقاما قالت انها"فلكية لايصدقها العقل" .
وبينت في تصريح نقله المكتب الإعلامي للائتلاف تلقت"الصباح" نسخة منه، ان ميزانية مجلس النواب للعام 2014 باتت حديث الشارع العراقي لما تضمنته من ارقام فلكية لم نجد لها تبريرا منطقيا مقنعا، وان الحديث عن هذه المليارات بلغة الارقام بات يستفز مشاعر المواطن العراقي الذي يعيش تحت طائلة الفقر والعوز.وابدت النائبة استغرابها من تضخم حجم بعض التخصيصات المالية الواردة في موازنة المجلس للعام المقبل، ذاكرة في هذا المجال ما تم رصده من مبالغ لخدمات شبكة الانترنت، التي كلفت ميزانية المجلس للعام2012 نصف مليار، فيما بلغت تخصيصاتها للعام المقبل 2014 ملياري دينار، فضلا عن وجود زيادات في تكاليف تنظيف الدائرة بمقدار 636 مليون دينار عن ميزانية 2012 ، وملابس اخرى (بدلات عمال) 350 مليون دينار، والمخصصات المالية للحواجز الأمنية  قفزت الى نصف مليار دينار في ميزانية 2014، مؤكدة ان الأجهزة والمكائن خصص لها مبلغ 680 مليون دينار في ميزانية المجلس لعام 2012 ، فيما تم تخصيص 11 مليار دينار لها في عام 2014، على الرغم من انها ذات الأجهزة والمعدات.واوضحت نصيف ان ما يثير الجدل بشكل كبير في موازنة المجلس للعام المقبل، هو حجم المنح والاعانات، فقد خصص لها في ميزانية المجلس 28 مليار دينار، فضلا عن المنح والتحويلات الاخرى التي خصص لها في ميزانية المجلس للعام 2012 مليارا دينار،والتي ارتفعت في ميزانية العام 2014 لتصبح 25 مليار دينار.وشددت نصيف على ضرورة اعادة مناقشة ميزانية المجلس للعام 2014 بشكل أكثر شفافية وأكثر إنصافا للفقراء، فكل تخفيض يتم اجراؤه في احدى فقراتها قد يسهم في إعالة عوائل تعيش تحت خط الفقر ولاتجد ما تطعمه لابنائها.
واطلعت "الصباح" على وثائق تبين جداول أسماء النواب المصوتين لصالح موازنة المجلس، والتي بلغت 528 مليار دينار عراقي، ووثائق اخرى تشير الى اسماء النواب المعترضين على الموازنة البرلمانية التي تضمنت شراء دراجات هوائية وسيارات حمل، وملابس لموظفي المجلس، فضلا عن تبويبات عديدة اخرى تضمنتها الموازنة.
وتبين الوثيقة الاخيرة ان عدد النواب المصوتين بالموافقة على تلك الموازنة بلغ 108 نواب، فيما تحفظ 24 نائباً، واعترض 54 اخرون، في حين كان عدد النواب الغائبين عن الجلسة 136 نائباً.
http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=51048