الكنيسة السريانية هي آرامية بهويتها و لغتها و موطنها و ليست عربية
برطلي . نت / متابعة(http://www.baretly.org/uploads/14485692371.jpg) (http://www.baretly.org/)
هنري بدروس كيفا
نشر أحد الإخوة الغيورين هذا التعليق في صفحتنا :
" الكنيسة السريانية ليست فقط ارامية وانما عربية فقبائل الغساسنة الذين حكموا الجزيرة السورية وكانت سرجيو بوليس (الرصافة السورية ) وبصرى وتدمر اهم مدنهم كانوا من اتباع الكنيسة اليعقوبية , نسبة ليعقوب البرادعي ومن انصار الطبيعة الواحدة ".
هذا التعليق يذكرني بما كتب المؤرخ أسد رستم حول بطريركية إنطاكيا فهو إدعى بأنها كانت عربية و يونانية و سريانية بسكانها!
هذا إدعاء غير صحيح للأسباب التالية :
أولا - إن بطريركية إنطاكيا الجغرافية هي محددة بولاية الشرق الرومانية و كانت عاصمتها إنطاكيا : الجزيرة العربية لم تكن ضمن بطريركية إنطاكيا و حتى المنطقة المعروفة بالعربية و تقع شرقي الأردن لم تكن تابعة لإنطاكيا . مناطق فلسطين الإدارية الثلاثة كانت تابعة لبطرك القدس و ليس لإنطاكيا ...
ثانيا - إنتشار الدين المسيحي بين العرب .
لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية و ليس في سوريا و هذه القبائل قد إنتقلت الى بعض مناطق سوريا خاصة الجزيرة بعد إحتلال العرب المسلمين لبلاد سوريا و ليس قبله . سرعان ما أسلمت تلك القبائل العربية المسيحية كي تشارك جيش المسلمين في الفتوحات و المغانم !
الإدعاء بوجود مسيحي عربي في سوريا لا يتطابق مع تاريخ إنتشار الديانة المسيحية في سوريا و أغلب الإخوة الذين يرددون هذا الإدعاء يتوهمون - لأنهم يتكلمون اللغة العربية- إنهم أحفاد تلك القبائل العربية المسيحية !
ثالثا - إنتشار الغساسنة و أهمية تاريخهم .
بكل تأكيد لم ينتشر الغساسنة في الجزيرة السورية كما ذكر المعلق كما إنهم لم يتواجدوا في أي مدينة سورية :
حلب و دمشق و حمص... لقد أوكل لهم البيزنطيون مهمة مراقبة القبائل العربية في البادية السورية و كانت قبائل الغساسنة منتشرة بشكل رئيسي في شرقي الأردن و كانت بعض وحداتها تتنقل في البادية من أجل حمايتها و لكن هذا لا يعني ابدا
- كما هو منتشر بين الكثيرين - بأن الغساسنة كانوا يشكلون أكثرية سكانية في سوريا أو بطريركية إنطاكيا !
رابعا - أغلبية ساحقة من سكان سوريا هم سريان آراميين .
أ - العنصر اليوناني كان متواجدا في مطرانيات كيليكيا و خاصة في العاصمة إنطاكيا و لكن السريان الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة في بلادهم آرام التي ستعرف ببلاد سوريا .
ب - العنصر العربي كان قليلا جدا . من يطلع على الصادر السريانية مثلا قصة مار سمعان العمودي التي تذكر أن بعض الرحل كانوا يطلبون شفاعة هذا القديس .
من المؤسف إن كثيرين من المسيحيين المستعربين يتحدرون من السريان الآراميين و لكنهم عن جهل أو من أجل المصلحة يدعون بأنهم أحفاد القبائل العربية مع إنها أسلمت جميعا !
ج - نحن لا ندعي أن جميع السريان يتحدرون من العنصر الآرامي الصافي لأننا نعلم أن الآراميين قد صهروا - و ليس صاهروا – بقايا بعض الشعوب التي كانت منتشرة في الشرق .
و لكننا لا نستطيع أن ندعي أن سوريا كانت ممرا إجتازته شعوب عديدة و أن شعبها القديم هو خليط وهمي من تلك الشعوب !
ه - للأسف لنا اليوم أن أكثر رجال الدين المسيحيين لا يهتمون في الدفاع عن هوية أجدادهم الآراميين و بعضهم لا يزال يدعي بهوية عربية متوهما أن تزييف هوية الأجداد تسمح لنا في الصمود في أرض أجدادنا ...