في ظل "داعش" خمسة اجراءات سمحت بها بغداد في الموصل

بدء بواسطة jerjesyousif, أغسطس 18, 2016, 02:52:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

في ظل "داعش" خمسة اجراءات سمحت بها بغداد في الموصل



2016/8/17 - و1ن نيوز


منذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل في حزيران العام 2014، وقعت الحكومة في بغداد بمأزق تمثل بالتعامل مع التنظيم والأهالي المتبقين في المدينة، خصوصاً وإن التنظيم يستخدم الأهالي كدروع بشرية، ويرفض خروجهم الى المحافظات الأخرى الا بكفالة تكون في الغالب هي "رهن اهل المغادر لدى التنظيم لحين عودته".
وحيّر الوضع في الموصل الحكومة ودائماً ما وضعها بين خيارات مثل (قطع الرواتب عن الموصليين، أو ايصالها إليهم)، بالنظر الى الانباء القادمة من داخل المدينة، والتي تقول باستقطاع التنظيم لمبالغ بنسب ثابتة من أصحاب الرواتب، لتغطية جزء من مصروفاته.
وبالرغم من نظرة الحكومة الى التنظيم على انه العدو الأول للعراق، الذي يسيطر على أراض واسعة من البلاد، ويحتجز عراقيين في سجون تحكمها السيطرات، والعنف، الّا ان الحكومة وفرت "مجبرةً" خمسة أشياء تمكنهم من التمتع بها الى جانب ضرورة عدم قطعها عن الأهالي.




1- خدمة الانترنت


فبالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي الموصل، مع سيطرة التنظيم على المدينة، اّلا ان خدمة الانترنت لم تزل متوفرة فيها، ويستخدمها التنظيم والأهالي على حد السواء، ويدير التنظيم من داخل الموصل صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً تويتر، كما ويقوم بنشر ثقافته عبر هذه الصفحات التي تمثل جزءاً كبيراً من صوته الى الخارج، الى جانب استخدامها في التجنيد، وانتداب عناصره.
والى جانب نشاط التنظيم عبر الانترنت، ينشط مدونون من داخل الموصل ايضاً من خلال نشر الانتهاكات التي يقوم بها عناصر داعش ضد المدنيين العزّل، من قبيل "مدونة موصلية"، و "ماوريس موليتون".
وتواجه الحكومة صعوبة في سلب خدمة الإنترنت من الموصل بكاملها، بسبب طبيعة شبكة الانترنت ومراكزها الاهلية، الى جانب حاجة القوات الأمنية ذاتها للخدمة، من أجل المتعاونين معها من داخل المدينة، والعناصر التي زرعتها في الداخل.






2- تزويد المدينة بالكهرباء


وبعد أربعة أشهر من سيطرة التنظيم على المدينة، وافقت وزارة الكهرباء على تزويدها بـ30 ميغا واط من الكهرباء عن طريق محطة تازة لحين إصلاح خط الكهرباء الطوارئ.
وفي العام 2015، اعترفت وزارة الكهرباء ان تزويد مدينة الموصل بالكهرباء يأتي لتفادي شح المياه في المحافظات الجنوبية، وحماية سد الموصل من الانهيار، فيما أشارت الى أن تزويد الموصل بالكهرباء لا يتعلق بدعم الوزارة لتنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم الوزارة آنذاك، محمد فتحي، في بيان، ان "موضوع تزويد الموصل بالكهرباء يعود لأسباب تتعلق بتفادي شح المياه التي من الممكن ان تتعرض لها المحافظات الجنوبية من جهة وحماية سد الموصل من الانهيار من جهة اخرى"، نافيا "الاسباب التي تتعلق بدعم الوزارة لداعش كما يصرح البعض".
وتوقفت محطة كهرباء الموصل بعد سيطرة التنظيم على المدينة لعدة أيام، لكن الموارد المائية أعلنت عن اعادتها الى العمل بعد ذلك بايام.
وتشير المصادر من داخل الموصل الى ان الكهرباء مستمرة فيها طوال اليوم، وذلك بسبب حاجة السد للكهرباء للحفاظ على مناسيب المياه في جسده، لكن الوزارة نفت في حينها تزويد الكهرباء لـ24 ساعة، وقالت ان التزويد يتم لساعات محدودة بسبب الوضع الاستثنائي فيها.



3- الرواتب تصل من الحكومة المركزية





وتستمر الحكومة بدفع الرواتب لأهالي الموصل حتى بالتزامن مع وجود التنظيم، الذي يقول مسؤولون ونواب عنه بأنه يقتطع جزءاً من هذه الرواتب لتغطية مصروفاته، الأمر الذي وضع الحكومة في حرج أمام الأصوات التي قالت بأن "داعش يمول عملياته من الحكومة".
وقالت الحكومة عبر رئيسها حيدر العبادي، ومكتبه الإعلامي في أكثر من مناسبة سابقة، ان "الهدف من تزويد الموصل بالرواتب هو الحفاظ على حياة وكرامة المواطنين هناك"، لافتةً الى ان "التنظيم يقوم بقتلهم، ونحن لا نستطيع ان نؤدي الدور نفسه من خلال قطع الرواتب وحرمانهم من حقوقهم".
وطلب العبادي بعد تعرّض البلاد للأزمة المالية منتصف العام 2015، من الجهات المعنية، "مراجعة قوائم أسماء الموظفين في المدينة، بغية التأكد من ارسال المبالغ المستحقة، لا أموالاً طائلة قد يسلبها التنظيم للإفادة منها في مواجهته للقوات الأمنية".



4- إذاعة وقناة التنظيم

وقام التنظيم بتأسيس إذاعة له تبث داخل الموصل فقط، قبل ان يقوم بفتح قناة مشابهة للإذاعة، تبث على نطاق المدينة ايضاً، عبر البث الأرضي، من أجل التواصل مع الأهالي، وبث الخطب والتعليمات التي تصدرها "الدولة"، وكبار قادة داعش.
وتبث الإذاعة عبر مركبات متحركة لا يمكن تحديدها بسهولة من قبل سلاح الجو، ما أدى في النهاية الى استمرارها بالبث، والتأثير على صورة القوات الأمنية، والعمليات العسكرية، في سبيل احكام انقطاع الموصليين عن التواصل مع القنوات والاذاعات العراقية، حيث تبث إذاعة تابعة للقوات الأمنية ايضاً في الموصل، غالباً ما تخاطبهم بقرب انطلاق العمليات العسكرية لتحريرهم، وضرورة تعاملهم معها.
وتعمل القناة والإذاعة الى جانب وكالة انباء خاصة بالتنظيم، لكنها على نطاق أوسع، هي وكالة انباء "أعماق"، والتي تتركز أنبائها على نشاطات التنظيم الإرهابية في العراق وسوريا وليبيا، وكافة الدول الأخرى التي تنشط فيها خلايا داعش.





5- تهريب النفط

وحتى وقت ليس بالبعيد، كان تهريب النفط العراقي سارياً عبر الأراضي التركية، والسورية، وصولاً الى ميناء جيهان التركي، وبالتالي الى دول مثل إسرائيل أو غيرها.
وناقشت الأمم المتحدة عملية التصدير التي يقوم بها تنظيم داعش عبر اجتماعاتها، لتتوصل الى قرار يقضي بمنع تداول هذه الكميات من السائل الأسود، واعتبار استيرادها خرقاً للاتفاقات الدولية، لتضع حداً لعمليات التصدير غير المشروعة.
وقرر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بعد ذلك، استهداف المركبات التي تقوم بنقل النفط العراقي وتصديره، خصوصاً وإن الأسعار كانت تقل عن نصف سعره في أسواق النفط.
ومن جانبها، تنكرت أنقرة لأمر النفط وقالت بان "القائلين بتصدير داعش لنفط العراق عبر ميناء جيهان التركي الى إسرائيل، لا يملكون سوى الأحاديث التي تفتقر الى الأدلة"، رافضة اتهامها بـ "التعاون مع التنظيم فيما يتعلق بالنفط أو أي جانب آخر".
ويشار الى ان القوات الأمنية قد توجهت بعد التخلّص من تطهير الفلوجة، نحو تحرير الموصل، حيث وصلت القوات الى ناحية القيارة (60 كم جنوب الموصل)، والتي تخوض فيها حتى اليوم معاركاً مع نخبة عناصر التنظيم التي هيَّأها لمواجهة القوات، وتمكن جهاز مكافحة الإرهاب من التوغل في مركز الناحية، ليعلن عن انطلاق الصفحة الثانية من العمليات، لكن التنظيم لجأ الى إعاقة سرعة تقدمها عبر حرقه لآبار النفط، وتفخيخ الأبنية والشوارع في الناحية.




منقول من المواقع العراقية/ جرجيس يوسف/ 18/8/2016