العشاء الاخير وحديث يسوع الجزء الاخير

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, أبريل 19, 2016, 01:42:23 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

العشاء الاخير وحديث يسوع
الجزء الاخير
يسوع وقبل القبض عليه ليلة الخميس وبعد أن الانتهاء من عشاء الفصح وغسل أقدام التلاميذ الاثني عشر أراد التحدث الى تلاميذه ليعطيهم تعاليم ووصايا وأرشادات . يوحنا يذكر في الفصل الثالث عشر والى السابع عشر هذأ الحديث ما لا يذكرونه الاناجيل الاخرى وكان الحاضرين هم فقط التلاميذ . الحديث كان الاطول في هذه الفصول كان كلاماً عن العشاء وسبقه غسل ارجل التلاميذ وبعدها تحدث يسوع عن الكرمة والثمر والاغصان وفي نهاية الخطبة كانت صلاة يسوع الاصحاح 17 من أنجيل يوحنا صلاة يسوع كان يصلي للاب من أجل وحدة كنيسته .
يسوع في هذه الليلة أحبة أعداد تلاميذه وتعزيتهم قبل موته وقيامته . أحبهم منتهى الحب . الفصح هو أخر شيء يعبر به يسوع عن محبته للبشرية والتي حملت الخلاص لهم بفدائه على الصليب . التلاميذ في هذه الليلة المحزنة لهم كانوا مضطربين وخائفين بسبب معلمهم سوف يتركوهم . 
يوحنا في الاصحاح الثالث عشر لم يذكر رتبة كسر الخبز وشرب الخمر كما فعل متى ومرقس ولوقا .
يوحنا كان هدفه هو أهتمامه باقوال يسوع وتعاليمه وتوصيلها الى البشرية جمعاء ولم يهتم بامور تخص السنن اليهودية . حديث يسوع كان يدور عن المحبة والتي وردت هذه الكلمة أكثر من ثلاثين مرة من الفصل 13 والى 17 .
يسوع تحدث عن الحياة الابدية وعن مجيئه الثاني وعن التواضع . يسوع كان نموذجاً لتلاميذه لما غسل أرجلهم . هذا العمل كان من عمل الخادم الذي يغسل أرجل الضيوف عند وصولهم الى البيت . يسوع جاء لخدمتنا وفعلاً قام بالخدمة الكبيرة وهي غسل ارجل التلاميذ وعليه نحن الذين نتبع يسوع يجب علينا وأن نكون مستعدين لخدمة الجميع بأي طريقة كانت من أجل أن نمجد أسم الله . فهل أنت مستعد أن تتبع يسوع وتقوم بالخدمة كما فعل هو أيضاً . التقليد اليهودي كان غسل أرجل الضيوف كان لا يفرض على العبد ولكن بدافع وباسم المحبة . هذا العمل أصبح بعدها للتعبير أحترام الضيوف وتقديرهم وكما تفعل الام مع أبنها والزوجة مع زوجها يسوع هكذا فعل مثل ما فعل هؤلاء .
يسوع في حديثه الانفرادي مع تلاميذه أحبهم كثيراً الى ما لا نهاية والدليل على ذلك الرب يسوع عرف وعلم من هو الذي يسلمه وأخر سوف ينكرنه والتلاميذ الباقين يتركونه لكن يسوع ظل يحبهم ولم يتركهم أبداً . يسوع يبدأ بغسل أرجل التلاميذ ولما وصل الى بطرس أبى أن يغسل أستاذه ومعلمه رجليه لان في نظر بطرس كان هذا العمل مذلاً كان يعارض الصورة الفكرية التي رسمها بطرس عن يسوع . بطرس أختاره يسوع أن يكون هو القائد على التلاميذ وعليه أن أراد بطرس هذا الشيء فعليه أن يغسل رجليه يسوع وكما قال له أن لم أغسلك فلا نصيب لك معي . بطرس فهم معنى كلام معلمه فسمح له بان يغسل رجليه . يسوع أراد غصل بطرس من خطيئته لكي يتحد معه ويقوده الى حياة جديدة .
يسوع أظهر طريق التواضع والمحبة ليس بغسل أقدامهم فقط لكن نهض بعد اتكاءهم كلهم ثم لم يغسل أرجلهم على بسيط الحال لكنه غسلها بعد خلع ثيابه واتزر بإزار وملأ المغسل بنفسه ولم يأمر آخر أن يملأه مارس أعمال الغسل بنفسه كلها لكي يعلمنا أن نمارس أعمالنا لا في شكليات بل بكل نشاطنا . من يريد أن يكون هو القائد عليه أن يخدم الجميع قبل كل شيء وهذا الشيء لا يقبله الكثير من المسؤلين فيعتبره أنه مذله ولا يليق في مقامهم ومركزهم أمام المجتمع . بطرس لم يفهم ما كان هذف يسوع ولكنه سيفهمها عند الصليب وبعد قيامة يسوع من بين الاموات . يسوع يعلم الجميع أن نكون متواضعين الى أدنى درجة وعدم التكبر على الاخرين . يسوع يتحدث مع تلاميذه ويقول لهم أن كنت ُ أنا المعلم والرب غسلت أقدامكم فيجب عليكم أنتم أيضا أن يغسل بعضكم أقدام بعض لاني جعلت من نفسي قدوة لكم . نعم يسوع أصبح لنا القدوة في كل شيء في المحبة والتواضع والعذابات والضرب والشتم والجلد والطرد وفي الاخلاق والمصالح والفادي ولولا يسوع كنا قد بقينا في خطايانا . أن اردنا أن نسير في طريق يسوع يجب علينا العمل بوصاياه وأقواله وأفعاله وأن نكون أولا من يخدم الاخرين كما خدمنا هو أيضاً . يسوع هو أكبر من كل المعلمين في العالم اليهودي المعروفين . هو الرب وهو الله تنازل وغسل أقدام تلاميذه . يسوع في عمله هذا مارس المحبة والتواضع وضحى بنفسه من أجل خلاص البشر .
العلامة أوريجينوس يقول يسوع لم يغسل قدمي يهوذا إذ ليس له نصيب معه بسبب إصراره على شره.
القديس يوحنا الذهبي الفم السيد المسيح بدأ بغسل قدمي يهوذا أولًا ليقدم له كل عمل محبة حتى اللحظات الأخيرة قبل قيامه بالخيانة لعله يراجع نفسه ويتراجع عن شره .
بدون يسوع ما معنى حياته ونحن نعيش في هذه الحياة . أكيد ليس لها أي معنى وطعم . طهارتنا من الخطايا تمت بدم المسيح بالمعمودية والتوبة . يسوع يوصينا من يتضع مثله يكون تلميذاً حقيقياً ورسولاً حقيقياً . 
والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز