الجزء الثاني من البائع المتجول بين اليوم والبارحة

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أكتوبر 29, 2012, 11:09:18 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO


البائع المتجول
بين اليوم والبارحة!


الجزء الثاني والاخير 

استغرب عمو داود من كلام "مروان".. مرت لحظات من الصمت ثم سال ولده:

- كيف في يوم وليلة اتساوى مع"يوسف" الذي انهى دراسته الجامعية في الهندسة من جامعة الانكليز!! وكيف لا احتاج الى استحصال موافقة الشرطة للدخول الى حي عرفة بعد الان.. قاطعه ولده:
- يا والدي تستطيع ان تدخل بدون ان يسالك احد الى اين ذاهب وهؤلاء الشرطة سوف يتغيرون وسوف يغادر الانكليز الوطن وتكون شركة النفط التي نهبت اموال الشعب لسنوات طويلة ملكا للعراقيين، علت الدهشة والاستغراب محيا عمو داود من كلام ولده الذي يسمعه منه لأول مرة، وصمت لحظات ومر بذهنه كلام قريبه فؤاد عندما كان يزور بغداد قبل ان يعتقل بتهمة انتمائه الى حزب هدام وخطر، وفجأة صرخ في وجه ابنه:
- ان كلامك يشبه كلام قريبنا فؤاد، فهل انت ايضا تحمل افكارا هدامة مثله .. اجابه ولده:
- لا يا ابي، ان هذه الافكار ليست هدامة، وانأ تعلمتها من احد زملائي الذي اعتقل والده قبل سنتين في سجن نكرة السلمان ولم يتنازل عن مبادئه رغم كل ما قدم له من مزايا لتركها، وان ما حدث في العراق هو اتتصار افكار ابو زميلي وافكار قريبنا فؤاد اي ان حدثت ثورة ... قاطع عمو داود ولده مرة اخرى قائلا:
- المهم يا ولدي لا احد يطالبني بموافقة الشرطة عندما اروج عن بضاعتي، واذا كان ذلك سوف اشتري عربة واضع عليها اصناف اخرى من البضاعة لكي يكون الرزق اوفر، ولهذا سوف اذهب الى الموصل لجلب بضاعة اخرى كما اوصي بعربة توفي بالغرض.
بعد اسبوع حمل سلتيه واتجه الى عرفة وعند وصوله الى نقطة الشرطة اوقفه "العريف طرفة" الى اين يا عمو داود:
- الى عملي اليومي.
- ان الموافقة لتجولك انتهى مفعولها بعد ثورة الشعب في 14 تموز وعليك باستحصال موافقة جديدة.
- اي موافقة،!؟ والسلطة اصبحت بيد الشعب وأنت تقول ثورة الشعب وانأ ابن الشعب الذي اسقط النظام البائد,, تقدم نحوه الشرطي قائلا:
- عد الى حيث اتيت وإلا سوف اصادر ما تحمله ولا اريد ان اراك مرة اخرى هنا.
وعندما احتد الجدال يينهما خرج "مفوض شرطة" ذو شارب كث وعينين كبيرتين تبرق كالصقر لم يراه عمو داود سابقا ونظر الى العريف طرفة ليساله:
- ما هي المشكلة؟
روى العريف طرفة حول الموافقة قبل الثورة والتي تسمح بالتجول في حي عرفة،، ثم قال للمفوض:
- وانت يا سيدي بلغتنا بإلغاء كافة الموافقات التي صدر ت من المركز قبل الثورة.
نظر"مفوض الشرطة" الى عمو داود بشزر وصرخ بوجه:
- عد يا عميل الاستعمار من حيث اتيت والا سوف ادعك السجن.
حمل عمو داود سلتيه وقال للمفوض:
- ما اشيه اليوم بالبارحة.
ثم ادار ظهره لمركز الشرطة وحي عرفة متجها الى غرفته التي تبعد حوالي 45 دقيقة سيرا على الاقدام.
عاد عمو داود الى بلدته الصغيرة في سهل نينوى والتحق به ولديه بعد انتهاء السنة الدراسية ليتحقا بعدها في ثانوية المستقبل في الموصل. وانقطعت اخبار عمو داود وعائلته عنا منذ ذلك التاريخ الا ان شاءت الصدفة ان التقي ابنه مروان في احدى دول الشتات، وعلمت بانه جاء من الوطن لزيارة ولده الذي سماه باسم جده داود والذي يقيم في هذه المدينة الاغترابية منذ خمسة سنوات، والتقينا معا عدة مرات حيث عدنا فيها الكثير من ألذكريات وعلمت منه بأنه سوف يعود الى الوطن بعد أسبوع وسالته:
- كيف هو الوضع العام.
ابتسم وتوقف لحظات عن الكلام ثم سالني:
- هل تتذكر ما قاله المرحوم والدي لمفوض الشرطة عندما منعه من دخول حي عرفة في كركوك، قلت له:
- نعم حيث قال ما اشبه اليوم بالبارحة.
- بدون تعليق !


الجزء الاول

http://baretly.net/index.php?topic=18801.0

الاول والثاني
http://panoramanews.com.au/oldsite/index.php?option=com_content&view=article&id=2319:2012-10-21-02-56-50&catid=36:mati-kalo-articles&Itemid=80