مشاكسة ــ حيتـــــان الأمـــوال السياســــية / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 27, 2013, 09:15:15 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
حيتـــــان
الأمـــوال السياســــية



مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

على الرغم من حرائق الشكوك والتوجسات والاتهامات العنيفة المتبادلة بين معظم القوى والقوائم والاحزاب والتحالفات والتكتلات والتشكيلات والكيانات التي استبقت انتخابات مجالس المحافظات واحاطت باستعداداتها وتغلغلت في جزيئياتها ورافقتها في كل خطوة وفي كل حلقة من حلقاتها التنفيذية حتى وصلت معها الى صناديق الاقتراع ' بيد ان هذه المعركة (الديمقراطية) قد حطت اوزارها ووضعت جميع الاطراف وجها لوجه امام احكام الصناديق الانتخابية التي سترسم تضاريس خارطة العمل السياسي وافاقه واتجاهاته عبر افرازات نبض الجهد الحكومي ذاته الذي سينطلق من بودقة خطط وبرامج وارتباطات وولاءات ورؤية وتاثيرات ووعي هذه المجالس , التي يريدها المواطنون اجهزة تنفيذية لابرز واهم حاجاتهم اليومية بينما يريدها بعض السياسيين ادوات تنفيذية لايدلوجياتهم ولمصالحهم المنظورة منها وغير المنظورة وبوابات للتاثيرات المختلفة في مطابخ صنع وصياغة مختلف القرارات الستراتيجية.
بذلك ' ما ان اوصدت صناديق الاقتراع فتحاتها واغلقت المراكز الانتخابية ابوابها وحتى قبل ان تبدأ اولى عمليات فرز الاصوات ' حتى اشتعلت معارك اخرى اقوى واشد عبر اتهامات بالتلاعب والتزوير ووضع عراقيل مختلفة امام مكونات معينة لمنعها من الوصول الى مراكز الاقتراع واخراجها من ساحة المنافسة للاخلال بالمعادلة (الديمقراطية) لصالح جهات اخرى ' رافق ذلك التلويح برفع شكاوى وتقارير وطلبات بالتحقيق الى مختلف المنظمات الدولية وفي مقدمتها الامم المتحدة حول ما ادعته بعض الاطراف والجهات السياسية من اتهامات بالتجاوزات والانتهاكات والاخطاء والانحياز وعدم النزاهة وعدم الدقة وحجب حقوق قطاعات ومكونات جماهيرية في التصويت ' مما يحاول رسم ظلال واضحة لاتهامات بالتزوير.
بيد ان الاخطر والاقسى والامر من جميع تلك الدعاوى والسلبيات سواء كانت حقيقية ام مجرد ادعاءات وممارسات ضيقة واخطاء واجتهادات جرى تضخيمها لصالح هذا التحالف او ذاك ' عملية تفجير واحدة من اكبر فضائح الفساد ممثلة بالاتهامات حول الاموال السياسية التي تدفقت من دول اقليمية للاخلال بالمعادلة الوطنية عبر دعم هذا المكون او ذاك من دول'ابت عليها مسؤولياتها ومبادءها وقيمها ومصالحها واهدافها ومشاعرها (الانسانية) النبيلة النزيهة الا ان تقدم دعمها (الاخوي) لبعض الاطراف والكيانات السياسية تعزيزا للعملية (الديمقراطية) , واحتراما لحرمة(استقلالية) قرارنا الوطني, وتأكيدا للعلاقات الاخوية بعيدا عن (الانانية) الوطنية والاقليمية , وعن أي شكل من اشكال (التدخل) في شؤوننا الداخلية. 
وبعيدا عن اتهام هذه الدولة او تلك ,او اتهام هذا المكون او ذاك في غياب الوثائق الرسمية التي من شأنها ان تؤكد هذه الادعاءات والاتهامات او تنفيها والتي لم تظهر وربما لن تظهر ابدا , وبعيدا عن تسمية من الذي دفع ومن الذي قبض وهل كان الدفع باليورو او بالدولار او بالدينار او بالدرهم او بالتومان او بالفرنك او بالريال او بالليرة , وكم كانت التكاليف الحقيقية لهذه التمويلات (الاخوية) للحملات الانتخابية ' فان السؤال الاكبر والابرز والاهم (ما ثمن هذا الدعم الاخوي النزيه؟؟؟) , وهل كان مجرد دعم  (اخوي) لمؤسسات سياسية(خيرية) دون مقابل؟؟؟ في زمن لم يعد هنالك فيه أي وجود مهما كان هامشيا او متواضعا في برامج وستراتيجيات واسواق السياسة الدولية للدعم سواء كان ماديا او معنويا دون مقابل ' بل أن حتى الدول المانحة وهي تقدم مساعداتها (الانسانية) للدول الفقيرة المتسولة والمتوسلة فانها ربما تتطلع لمردودات معنوية وربما تنظر لاهداف بعيدة المدى ' وفي اضعف الايمان لتسهيلات او ربما لمواقف داخل اطار المنظمات الدولية' اما صندوق النقد الدولي فانه لا يقدم اية مساعدات اوقروض او تسهيلات دون اشتراطات معينة غالبا ما تلقي بافرازات تاثيراتها على حرية القرار السياسي من خلال الضغوطات الاقتصادية وتقليص الدعم الحكومي لسلع وحاجات محددة والتدخل بمستوى الضرائب والضغط لتقليص الانفاق الحكومي ' فما نوع وطبيعة التعهدات والصفقات والتنازلات (النزيهة)التي قدمتها الاطراف السياسية (الوطنية) المعنية بمثل هذه المساعدات (الانسانية) وهي تفتح جيوبها امام سيول الملايين من الدولارات والليرات واليوروات والتومانات والدراهم والريالات والدنانير التي تدفقت عليها لدعم حملاتها الانتخابية الوطنية (النزيهة)؟؟؟. 
بيد ان الاهم ' هل ستتحرك لجان وهيئات وتشكيلات النزاهة لتحديد مصادر الاموال السياسية وتتبع خط سيرها وحصر اقيامها وتحديد الجهات(الخيرية) النزيهة التي استلمتها ؟؟؟ ومن ثم التأكد من ان هذه الاموال لن تمس السيادة والاستقلالية الوطنية وحرية القرار السياسي او الاخلال بالاقتصاد الوطني وبالثروات الوطنية؟؟؟ ام انها ستكتفي كالعادة باصطياد الاسماك الصغيرة وترك حيتان الاموال السياسية الكبيرة تواصل انشطتها (الوطنية) على كل الجبهات من اجل تحقيق المزيد من المكاسب والانجازات   وربما السعي لمنح الدول والجهات التي قدمت دعمها (الاخوي النزيه) لها خلال الانتخابات الاسبقية والافضلية بعملية التوزيع العادل للثروات.