تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

بعض كتّابنا..والقومية ,, والكنيسة

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 03, 2015, 11:58:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

بعض كتّابنا..والقومية ,, والكنيسة
رغم ما تعرّض وما يتعرّض له المسيحيون في الشرق الأسلامي عامة وفي العراق وفي سوريا تحديدا ، فإن بعض الأشخاص يمعن في الأصرار على تعتيم هذه الصورة وعلى " صرف الأنظار " عنها بإختلاقه خلافات داخل البيت المسيحي بحجة الأنتماء القومي ...
المصيبة ليست بما أصاب ويصيب المسيحيين بسبب انتمائهم الديني ، لكن المصيبة الأعظم تكمن في قابل الأيام وفي مستقبل المسيحيين في المنطقة ، لكن الأخ يصرّ ( إصرارا ) على المضي في دربه الذي إستكشفه وفطن اليه حديثا ...
سيُكابر البعض ويصرخ ( الصراخ ، وأحيانا السباب ، مهم لإسماع الصوت ) إننا كنا الوحيدين الذين وقفوا ... الى آخر " القوانة " ........... كتبتُ في أيام " الغيمة السوداء التي جاءت بهذا المطر " في خانة القومية " سرياني ".... هل هذا يجعلني أفضل من أخي الذي كتب في خانة القومية " عربي" ؟؟؟ فالذين كتبوا في خانة القومية  " عربي " كثيرون جدا ... مسيحيون وشبك وتركمان وحتى اكراد ... كتبوا لأسباب مختلفة ، ومنها عدم الاهتمام والتدقيق اصلا امام ظروف الحياة الصعبة والضغط القومي العربي الذي حوّل نصف الافارقة الى عرب !!!!!
قُل له ، إقرأ ما كتبه العلامة وعالم الآثار الراحل طه باقر( الرجل مسلم ) عن اللغة التي يتحدث بها المسيحيون حاليا ، سيغضب ويجيب ويجيب ... لا اريد الأسترسال والأنجرار الى موضوع اني احاربه ...لكني اقول ذلك فقط  لأفضح اولئك المغالين الذين لا يدّخرون جهدا في تضخيم ادعاءاتهم في وقت يكون وجودهم  مهدد لانهم " مسيحيون  " فقط ... وكما قلت سابقا : " الموتى لا تهمهم اللغة ولا القومية "
محو قوميتنا جزء من مؤامرة عالمية صهيونية ، اليهود لا ينسون التاريخ الذي أذلّهم فيها الآشوريون ، وها هم يحاولون محو قوميتنا وينتقمون ... مؤامرة صهيونية منذ ان سباهم نبوخذنصر وجاء بهم الى ارض الكلدان وها هم يطمسون تاريخنا وينتقمون ... تماما كإخوانهم المسلمون الذين " عاشروهم اكثر من 40 يوما "  والذين يقولون ان الصهيونية تنتقم لما جرى في خيبر ...
لماذا نلوم الاخوة المسلمون وهم يقتلون بعضهم بعضا ويلطمون على امور حدثت قبل 1400 سنة ؟
الأخطر من هذا ان احدهم قال لي في معرض جداله : ان " المسيحية " هي السبب الرئيسي في تقويض قوميته !!  لأن الدعوة الى السلام في الأنجيل جعلت منهم منكسرين !!! انه يريد سببا مهما كان ، حتى لو كان ذلك على حساب  دينه !!!..قلتُ له : كنت اعتقد ان دولتكم القومية قد إنكسرت قبل مجيء المسيح ، لكن يبدو ان التاريخ لديك مختلف .
لنكن واقعيين للحظات فقط ... ما حجم  قوتنا ليخافنا الآخرون ويتآمروا علينا ؟؟ هل نحن نحلم ام نثرثر ؟؟؟ ان كان بعض اليهود المتعصبون  والأسلاميون قاطبة  يكرهوننا ويتعمّدون ايذاءنا ، فإنهم يفعلون هذا بسبب " الكره الديني " وليس غيره ...
لدينا قوة ؟ ، حسنا ، لنوحدها كي ننجو من الافخاخ القذرة الذي يحاول المجرمون نصبها لايقاعنا واطفالنا ونسائنا فيها  ....
فخور بـ " عَلَمه القومي " الخالي من اية دلالة مسيحية فيه ... لا استطيع ان اجزم بأنه لا يحب مسيحيتيه .. لكني واثق من انه لا يرغب ان يشاركه مسيحي آخر في عَلَمه !!!!!! ... هل هذا معقول ؟؟؟
بدو الصحراء قبل  الف واربعمائة عام كانوا أذكى وأشطر ، غزوا العالم بأسم الدين ... ولم يظهر الشعور القومي إلا حديثا  .. ظهر بعدما اتعبهم وأذلّهم اخوانهم المسلمون من العثمانيين والعجم بأسم الدين ... كان لهم القوة ( العددية على الأقل ) ، وبمساعدة الدول " الكافرة " استطاعوا الخلاص من الذين يستعبدونهم  بأسم الدين .
أبطالنا القوميون حاليا ( في رأي ) ، هم افراد ( معظمهم يسكن في الخارج ) يركضون نحو بناء " مجد شخصي " حتى لو كان هذا على حساب معاناة وازمة المسيحيين في الداخل ، فهو لا يكترث للخلافات التي قد تحصل ، ولا للجهود التي تُبعثر ، ولا للذي قد يقع على المسيحيين ككل .. أمامه ما هو أسمى وأفضل ... القومية وهو بطلها بلا منازع ... على الأقل الشعور بالبطولة في اواخر العمر....
وإلا ، فما تفسيرك عندما يقوم رجل يعيش في الخارج  له كل المواصفات ... دكتور.. اكاديمي .. عالم ... ناشط ،  بتغذية هذه الخلافات ثم تكتشف انه يكتب في صحيفة " سعودية " يهاجم فيها " التطرّف المسيحي " الذي يهدف الى القضاء على العروبة وعلى الأسلام بحجة التطرّف ؟؟؟ ..لم يبق إلا ان يقول ان الجناة والمتطرفون في العراق هم المسيحيون !!!! ... لا ادري ما الدافع ، ولا يهمني إن كان الأمر هو " الثلاثون من الفضة " .. لكن ، هل يحتاجها فعلا ؟ .. ام انه يحاول جلب الأنظار وتحقيق المجد الشخصي الزائف في اواخر العمر ؟
كل هـــــــــــــــــــــــــــذا في جانــــــــــــــــــــــــــــب  ، وأقحــــــــــــــــــــام الكنيســــــــــــــــــــــــة في جانــــــــــــــــــــــــب أخر.
وكما طغى الشعور القومي على البعض فجأة وتمدد ، كذلك هطلت حرارة الأيمان على البعض  فجأة .. لا اقصد حرارة الايمان التي تقف عند الحالة الروحية للشخص ، بل تلك التي  تجاوزت ومنحت لهذا البعض الحق في التشويش على الكنيسة وعلى رجال الدين .. والرجل إنما يدين اعمال رجال الدين بآيات من الأنجيل كي يثبت لنا انه من " المؤمنين الغيورين " ... يبدو ان الرجل قد حفظ الكثير مما في الانجيل إلا واحدة منها " لا تدينوا كي لا تدانوا " .
أيعقل ان نسمح لهؤلاء ان يقوموا بأعمال التحزّب والانشقاق والتخريب حتى داخل الكنيسة الواحدة ؟ ؟؟
لا عمل لديه إلا ليضع الرجل الديني الفلاني تحت " مايكروسكوبه " لينتقده في كل شيء ، لا لسبب إلا لأن رجل الدين هذا صرح بما لا يعجب الأخ .... بعدها ، لو صرّح رجل الدين هذا شيئا ، حتى لو كان ايجابيا في نظره  ، لأجابه " مؤمننا الغيور " : وأين كنت لحد الآن ؟ ... لو لم يصرّح ، رغم ذلك ، يجيبه مؤمننا : لماذا أنت صامت عن الحق ؟ ... الحق ؟ .. الحق في تعريف مؤمننا هو الامر الذي يحبذّه .
من فضائل رجال ديننا انهم لا يصرّحون بـ " الفتاوي " الخطيرة التي تمس انسانية وحياة الآخرين ، من فضائلهم انهم يقومون بخدمة الكنيسة رغم الصعاب التي اودت بحياة الكثير منهم او من تعرض منهم للاختطاف . في مقدمة فضائلهم هو تمجيد اسم الفادي يسوع المسيح عاليا ... لكنهم بشر ، قد يخطأون ، خاصة في السياسة لأنهم يكرهون مزاولتها منذ ان علّمهم رب المجد " مملكتي ليست في هذا العالم " ... اني احيانا اتمنى ان لا يصرّحوا سياسيا عنما يُطلب منهم ، بسبب انهم مسالمون ( ربما اكثر من اللازم ) .. ربما انتقد ما يقولون .. لكني حاشا ان اجعله منهجا شخصيا للانتقاص والانتقاد ، مهما كانت طائفة الرجل ... بعضهم جعل صراعه مع رجال الدين " صراعا طبقيا " ، وما على مؤمننا العتيد إلا ان يقف الى  جانب الفقراء !!!!
من حقنا ان نطلب من الكنيسة ، كمؤسسة عامة وليس كنيسة معينة ، ان تفعل شيئا لدى المجتمع الدولي من اجل كنائسها ( مؤمنيها ) المهددة ، لنا ان نطلب بإلحاح من رجال ديننا ، على نحو عام وليس من فئة معينة ، ان يبذلوا كل الجهد لتوحيد اعيادنا وكنيستنا الجامعة ، المؤمن الحقيقي هو الذي يتحدث شخصيا مع رجال الدين في الكنيسة بهذه الأمور .... لكن الدخول ودس الآنوف في شق الكنائس او الكنيسة الواحدة على صفحات الجرائد خاصة ، في الانتقاد والتقليل من شأن احد من رجال الدين سيكون عملا مخزيا مهما كانت دوافعه .