سنة 600م الراهب السرياني المشرقي بركوني يقول: إن لغة الله السريانية وأهل الجنة س

بدء بواسطة موفق نيسكو, يونيو 11, 2015, 11:35:04 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

سنة 600م الراهب السرياني المشرقي بركوني يقول:
إن لغة الله السريانية وأهل الجنة وآدم وإبراهيم سريان

تيودوروس بركوني هو راهب ينتمي للكنيسة السريانية الشرقية (كنيسة المشرق بفروعها الكلدان والآشوريين والشرقية القديمة)، وعاش هذا الراهب سنة 600م تقريباً، وذهب البعض إلى أنه كان مطران كشكر ولُقب بمعلم أو مفسر كشكر، وانشأ اسكولين أي مدرسة وتوفي ودُفن فيها، وله مؤلفات ومقالات في تفسير الكتاب المقدس والتاريخ، ومقالات ضد الآريوسيين والمسلمين، والأرثوذكس الكاثوليك، وقد وصل من مؤلفات بركوني كتاب الاسكولين وهو كتاب مهم ومشهور، وقام بطبعه المطران أدي شير بجزئيين الأول سنة 1910، والثاني سنة 1912م. 
كنت قد قرأت في كتاب آباؤنا السريان لغبطة البطريرك لويس ساكو ص9 ما يلي: وقد ذكر بروكوني: إن الله كلم آدم في الجنة بالسريانية، لذلك عدَّها أقدم لغات العالم، ولكن غبطته لم يذكر المصدر ورقم الصفحة.



إني شخصيا قد قرأتُ لمصنفات آباء سريان غربين ومنهم مار افرام السرياني أن لغة آدم هي السريانية، ولكن أن تكون لغة الله هي السريانية وأن الله كلم ادم بالسريانية، فهذا القول لم اقرأه إلاَ من قبل المسلمين الأوائل، وهناك أحاديث بهذا الخصوص، وقد قرأتُ الرأي مختصراً فيما بعد لابن الصليبي ق12، ولكن لم يدر بخلدي أن هذه هي مقولة أقدم لراهب سرياني من كنيسة المشرق السريانية وبشكل أقوى ومركز ومفصَّل وواضح، وبرغم أن مار أفرام السرياني وابن العبري وابن الصليبي وميخائيل السرياني وغيرهم، يعدُّون مرجعاً أساسياً بل من أهم المراجع العالمية في التاريخ، بمن فيهم كتاب كنيسة المشرق السريانية، وكنت استطيع سابقاً أن اكتب مقال حول الموضوع استناداً على ما قاله مار افرام السرياني في مغارة الكنوز أو ابن الصليبي في تفسيره..الخ،لكني آثرت أن اكتب المقال مستشهداً بأحد آباء كنيسة المشرق السريانية.
ويجب أن أقول إني كباحث تاريخي لا يمكنني أن أؤكد ماذا كانت لغة الله وكيف كلم آدم استناداً إلى مقولات إيمانية، بالرغم من إني استطيع أن احلل كيف استنتج هذا الراهب ذلك، ولكني هنا فقط انقل مدى اعتزاز آباء كنيسة المشرق السريانية بالسريانية أكثر حتى من السريان المغاربة، لأبيَّن أن أبناء كنيسة المشرق هم سريان بامتياز، بحيث قالوا أن لغة الله والروحانيون قبل أن يخلق آدم كانت السريانية وأنه كلم آدم بالسريانية، لذلك إني (أنقل ما قاله بركوني فقط)، ولأن الله يتكلم جميع اللغات فأني لا استطيع أقول إن بركوني يقصد أن الله سرياني (ولو أن هذا هو المعنى)، ولكني استطيع القول إن الراهب بركوني يقول إن لغة الله هي السريانية، وإن الروحانيون أهل الجنة وآدم وإبراهيم كانوا سريان، علماً أن غبطة البطريرك لويس ساكو ذكر في نفس الصفحة اعتزاز آباء المشرق السريانية بالسريانية قائلاً: إن الآباء السريان ومنهم ابن بهلول وعبد يشسوع الصوباوي قالوا إن الخط السرياني الاسطرنجيلي كشفته السماء لُيكتب به الإنجيل.
وبرغم أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر المصدر والكتاب الذي ذكر فيه بركوني أن الله كلم ادم بالسريانية، لكني كنت متأكداً أن غبطته قد استشهد بكتاب الاسكولين لأن معرفتي أن هذا الكتاب المشهور هو لبركوني، لذلك كنت استطيع كتابة هذا المقال استناداً إلى ما قاله غبطة البطريك ساكو فقط وبدون الحاجة لتدقيق المصدر، ولكن:
   أولاً لدواعي البحث العلمي الدقيق وتتبع المصدر الأصلي للرواية وهذا ما يُسمى بمصطلح تتبع الأصول التاريخية.
   وثانياً للوقوف على الرواية الأصلية ومطالعة بقية المعلومات التي قد تُغني الموضوع وتعطيه مصداقية أكثر، لهذا فقد آثرت عدم نشر المقال قبل أن أقف على المصدر الأصلي وتحليل بقية المعلومات، وفعلاً أني وجدت أن بركوني ذكر معلومات تاريخية حقيقة في زمانه، وليس إيمانية أو استنتاجيه فقط.


يقول الراهب بركوني في ج1 ص 66 من كتاب الاسكولين وبعنوان
أية لغة تحدث الله عندما خلق الخلائق أو الكون
حتى خلق الإنسان بتلك اللغة التي تعود الروحانيون سماعها، وبعد تبدل الألسنة فواضح عند البعض إن كانوا يونان أو عبرانيين أو رومان إن الله تكلم مع ادم باللغة السريانية، وهي أقدم اللغات


علماً أن بركوني كان نسطورياً وله مقالات ضد السريان الأرثوذكس وكذلك الكاثوليك في ذلك الزمان، ومع هذا فهو سرياني إلى النخاع.
ويجب ملاحظة أن هناك حقيقة تاريخية في ما قاله بركوني حيث أنه ذكر العبرانيين واليونان والرومان فقط الذين كانوا في زمانه ولم يذكر أسماء أخرى، وهذا دليل واضح وجلي على عدم وجود اسم آخر غير السرياني في التاريخ لكل أبناء الكنيسة السريانية شرقيين وغربيين، علماً أن هذا الأمر موجود في مصنفات أخرى كثيرة لآباء كنيسة المشرق السريانية.
إن  بركوني كان عالماً متضلعاً بالتاريخ واللغة واللاهوت ويعرف الفروق بين اللغات واللهجات فبعد أن يقول في ص113 من نفس الكتاب وفي عنوان تبلل الألسنة: ومن المعروف أن إبراهيم كان سريانياً أيضاً، ويضيف قائلاً: إنك لو قابلت اللغة السريانية بالبابلية القديمة فانك لن تجد واحد بالمئة من الكلمات المتشابهة).



وشكراً
موفق نيسكو