البرلمانيات العراقيات.. أصوات عالية أثمرت وأخرى مجرد "جعجعة" إعلامية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 14, 2018, 07:22:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

البرلمانيات العراقيات.. أصوات عالية أثمرت وأخرى مجرد "جعجعة" إعلامية     

         
برطلي . نت / متابعة

بغداد/ الغد برس:
تميزت الدورة البرلمانية الحالية، والتي شارفت على الانتهاء، بصوتٍ عالٍ لبعض البرلمانيات جعلهن الأبرز تحت قبة البرلمان وعلى شاشات القنوات الفضائية من غيرهن، ومن بينهن نساء كانت لهن حصة الأسد من الحضور السياسي والإعلامي والجماهيري.

"الغد برس" تسلط الضوء على دور برلمانيات لعبن دوراً مؤثراً وفرضن وجودهن بقوة.
يبلغ عدد النساء اللاتي حصلن على مقاعد برلمانية في الدورة الحالية 83 نائبة من مختلف الكتل السياسية من اصل 328 مقعداً برلمانياً، أي ما يعادل نسبة 25% التي أقرها قانون تعديل قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم (45) لسنة 2013 في المادة مادة (13) اولاً التي تنص "يجب ان لا يقل عدد النساء المرشحات عن 25% في القائمة، وان لا تقل نسبة تمثيل النساء في المجلس عن 25%".
من بين الـ83 برلمانية، حصلت 22 برلمانية أصوات كاملة أهلتهن لعضوية مجلس النواب من دون الاستعانة بـ"الكوتا"، أبرزهن النائبة حنان الفتلاوي رئيسة حركة إرادة، تليها النائبة عن ائتلاف دولة القانون، وزميلتها النائبة عالية نصيف، وكذلك برزت عن التحالف الكردستاني رئيسة الكتلة النيابية للاتحاد الوطني الكردستانية آلا طالباني، والنائبة الإيزيدية فيان دخيل.

الأصوات المرتفعة

معظم البرلمانيات يظهرن على شاشات القنوات الفضائية ونقرأ لهن تصريحات في وسائل الاعلام المختلفة، لكن ليس جميعهن مؤثرات، في حين كان لعدد محدود منهن أصواتاً مرتفعة واستطعن أن يحصدن جماهيرية واسعة عبر وسائل الاعلام، والبعض منهم لم تقتصر أصواتهن على ذلك فقط بل استطعن أن يقدمن شيئا لجمهورهن، وأخريات نجحن في إقالة وزير أو مسؤول أو استضافتهم تحت قبة البرلمان على أقل تقدير.

حنان الفتلاوي

ومن بين البرلمانيات البارزات، تأتي النائبة عن محافظة بابل حنان الفتلاوي رئيسة كتلة إرادة النيابية التي أسستها بنفسها، التي حصلت على أكثر من 90 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة لتحتل بذلك المركز الأول على النساء، وجاء تسلسلها سابعاً على مستوى مجلس النواب بأعلى عدد من الأصوات.
لم يقتصر تأثير الفتلاوي على ما حازته من أصوات، بل لعبت دورا واضحا في مجلس النواب من خلال عدد الاستجوابات النيابية لوزراء ومسؤولين تمت استضافتهم في البرلمان بناء على طلبات تقدمت بها، من بينهم وزير المالية المقال هوشيار زيباري، ووزير الدفاع المقال خالد العبيدي، ورئيس هيئة الاعلام والاتصالات المقال صفاء الدين ربيع، وغيرهم من الوزراء والمسؤولين.
وتعد الفتلاوي صاحبة أكبر عدد من طلبات الاستجواب والاستضافة للوزراء والمسؤولين في البرلمان، فضلا عن ان تصريحاتها الاعلامية لا تمر مرور الكرام وتأخذ صداها في الاوساط الجماهيرية.
تعتبر الفتلاوي الصوت النسائي الأعلى في مجلس النواب وطالت انتقاداتها معظم الكتل السياسية، وبالأخص الكردية والسنية منها، إلى جانب عدد من الكتل الشيعية في التحالف الوطني، على الرغم من أنها تردد في بعض لقاءاتها التلفزيونية أنها صديقة لجميع المكونات السياسية.
تتصدر الفتلاوي قائمة البرلمانيات المدافعات بشدة عن الحشد الشعبي، وقد تفوقت في أحيان كثيرة على قادة الحشد والمتحدثين باسمه في هذا الجانب.
ومن المرجح أن تحصد الفتلاوي في الانتخابات البرلمانية المقبلة عدداً أكبر من الأصوات التي حصلت عليها في انتخابات 2014.

هدى سجاد

تحتل النائبة عن محافظة الديوانية هدى سجاد المرتبة الثانية في قائمة أعلى الأصوات الانتخابية حيث حصلت على نحو 30 ألف صوت، وتصدرت الفائزين في محافظتها بفارق كبير.
تعد من أبرز النواب المطالبين بتشريع قانون الحماية الاجتماعية، وقد نجحت بذلك حيث تم تشريعه من قبل مجلس النواب في دورته السابقة، ويحقق هذا القانون، عند تطبيقه، حالة من التكامل المجتمعي لما يوفره رواتب لكل الذين يقعون تحت خط الفقر، إلى جانب الخدمات الصحية والدراسية وغيرها لكل المشمولين به.
وكذلك تشريع قانون هيئة ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة، الذي يؤمن الكثير من الامتيازات الجيدة للمعاقين والتي لا يسع المجال لذكرها، كما ركزت أيضاً على تشريع قانون الضمان الاجتماعي للعاملين في القطاع الخاص، وكذلك قانون العمل والذي عجز وتكاسل مجلس النواب عن تشريعه سابقاً.
ونشطت سجاد في رعاية شريحة النساء الارامل والمطلقات والايتام، والاهتمام بالجانب الرقابي للوزارات والدوائر المرتبطة بهذه الوزارات، وهي رئيسة لمنظمة مدنية تعنى بـ10 آلاف أرملة ويتيم.
لكونها عضو في لجنة الخدمات والإعمار النيابية، فقد كشفت النائبة هدى سجاد عن شبهات فساد كبيرة في وزارة الاتصالات، وقد نجحت في المجيء بوزير الاتصالات حسن الراشد تحت قبة البرلمان لاستجوابه على الرغم من المحاولات العديدة والضغوط الكبيرة للحيلولة دون ذلك.

عالية نصيف

النائبة عن دولة القانون عالية نصيف كان لها حضور واضح في مجلس النواب خلال الدورة الحالية، وقد قدمت العديد من طلبات الاستجواب التي تحققت بعضها وأخرى لم تتحقق، لكن أبرزها استجواب وزير الدفاع المقال خالد العبيدي والذي شهدت جلسة استجوابه مشادات كلامية مع رئيس المجلس سليم الجبوري وعدد من النواب، وهو ما سرع بسحب الثقة منه واستبداله بوزير آخر للدفاع.
كذلك شنت نصيف حملة متواصلة على وزير التجارة وكالة سلمان الجميلي، انتهت باستضافته في مجلس النواب لكن الجلسة لم تثمر عن شيء يذكر وبقي الجميلي في منصبه وزيرا للتجارة بالوكالة ووزيرا للتخطيط بالأصالة، ورغم ذلك وما زالت نصيف تطالب بإعادة استجوابه.
وتشكل نصيف مع حنان الفتلاوي وهدى سجاد ما يمكن تسميته "جبهة نسوية" في البرلمان يتحاشى أغلب النواب والمسؤولين الاقتراب منها تجنباً لما قد ينطلق منها من نيران إذا لم تصب بمقتل فهي تثير ضجة وتسلط الأضواء الساطعة على من تطاله.

آلا طالباني

تعد النائبة آلا طالباني من القيادات المخضرمات في الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، ومن السياسيات الكرديات اللاتي يحظين باهتمام سياسي وإعلامي وجماهيري.
في الدورة الحالية شغلت طالباني منصب رئيس كتلة الاتحاد الوطني في مجلس النواب على الرغم من وجود قيادات يعتد بها داخل الكتلة نفسها، إلا أنها استطاعت أن تفرض وجودها.
تميزت طالباني بدفاعها الشديد عن "كردستانية" محافظة كركوك ومن أوائل المؤيدين لقرار المحافظ السابق نجم الدين كريم ومجلس المحافظة برفع علم إقليم كردستان على الدوائر والمؤسسات الحكومية في كركوك، وهو أمر أثار حفيظة الحكومة الاتحادية والكتل السياسية وتسبب بأزمة سياسية انتهت إلى اضطرار بغداد إلى القيام بعملية عسكرية لاستعادة السيطرة على المحافظة.
وعلى الرغم من التوجه القومي لطالباني إلا أنها في الوقت نفسه تتمتع بعلاقات جيدة مع الكتل السياسية من المكونات الأخرى، حتى أن البعض يحسبها من "حلفاء" رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والمقربين من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.

فيان دخيل

سجلت النائبة عن المكون الإيزيدي فيان دخيل حضورها منذ الدورة البرلمانية السابقة، إلا أنها برزت بقوة في صيف العام 2014 وتحديداً بعد اجتياح تنظيم داعش لقضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية، وقد لعبت دوراً مؤثراً في تسليط الضوء على ما حل بالايزيديين وجذبت أنظار الانظمة العالمية والمنظمات الدولية نحو سنجار.

ضجيج اعلامي

وعلى خلاف البرلمانيات المذكورات آنفاً، اقتصر حضور بعض البرلمانيات عبر وسائل الاعلام، ومعظمهن اتخذن من التوجه الطائفي والقومي وسيلة لجذب الانظار نحوهن، والبعض منهن لجأن إلى الخطاب التحريضي بغية كسب الاصوات من دون ان يحققن أي مكسب للمكون الذي ينتمين إليه، بل أنهن كن في بعض الحالات عاملا سلبيا ضد المكون.