رويترز: المسيحيون في سوريا مع الحوار ودفع البلاد إلى الإصلاح دون استخدام العنف

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 30, 2011, 08:21:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

رويترز: المسيحيون في سوريا مع الحوار ودفع البلاد إلى الإصلاح دون استخدام العنف


يلتزم السواد الأعظم من المسيحيين في سوريا دور المتفرج إزاء الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ منتصف آذار الماضي وسط تأكيد بعضهم وفق ما نقلت عنهم وكالة "رويترز" على دعم مطالب الإصلاح، ولكن من دون تغيير النظام خشية وصول جماعات متشددة إلى الحكم قد تهدد حريتهم الدينية مستقبلاً.

وقال المطران يوحنا ابراهيم، مطران السريان الأرثوذكس في حلب "بالتأكيد المسيحيون بشكل عام هم مع الرئيس بشار الأسد ومع النظام العلماني ويتمنون ألا تمتد هذه الزوبعة كثيراً".

بينما قال حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية وأمين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية "أن المسيحيين هم مع الحوار ودفع البلاد في طريق الإصلاح دون استخدام العنف الذي يمكن أن يولد فعلاً وردود أفعال في كثير من الحالات، والمشكلة مع الاضطرابات الأخيرة هو أن الأمر يأخذ بصورة غير مباشرة الهوية الدينية أكثر من المدنية".

وأوضح افرام قائلاً "المسيحيون في سوريا على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم أو قومياتهم أو لغاتهم يعتبرون أنفسهم أولاً مواطنين، أبناء الأرض، من روم أرثوذكس إلى سريان إلى أرمن إلى موارنة إلى إنجيليين إلى أشوريين إلى روم كاثوليك". وأضاف "نعم هناك خشية من سقوط النظام، وأي انقسام طائفي أو مذهبي في أي وطن ليس في مصلحة المسيحي الذي يهمه أولاً دولة قانون ومساواة وأمن واستقرار.. أكيد يتمنى مزيداً من الحريات ومن الإصلاحات ومن النهضة ومن حقوق الإنسان واحترام التنوع والتعدد وحقوق الجماعات بكل أبعادها، لكنه يدرك ان هذا التطور مرهون بظروف معقدة".

ويعتقد وفق إحصاءات شبه دقيقة أن المسيحيين يمثلون ستة في المئة من سكان سوريا. ويتمتعون بحقوق متساوية مثل المسلمين وللقيود ذاتها. وقال مصدر كنسي "ربما لا تكون المجموعة العرقية التي ننتمي لها أو لغتنا معترفا بها ولا يسمح لنا بتشكيل حزب لكن هذا هو حال كل السوريين"، وأضاف "التغيير الذي جاء على يد الجيش الأميركي في العراق لم يحم المسيحيين والتغيير الذي جاء على يد الشعب في مصر غير قادر على حماية المسيحيين.. الأقليات هي التي تدفع ثمن تلك الثورات".

وقال سامر لحام مدير العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية الروم الأرثوذكس في دمشق "إن مسألة انطلاق الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة أدى إلى إضفاء هوية دينية على التظاهرات"، وأضاف "أن المسيحيين لا يمكن ان يكونوا جزءاً من مثل تلك الممارسات، لكنهم يؤيدون إجراء إصلاحات ملموسة على مختلف المستويات وأن تكون تلك الإصلاحات ببطء ومتواصلة". وأضاف "أن المسيحيين يخشون من أن تكون الخطة هي تحويل سوريا إلى نظام ديني يحكمه من ليس لديهم ثقافة احترام الآخر".

وقال المطران إبراهيم "إن الكنائس لا تشجع الناس على المشاركة في التظاهرات ولا المشاركة في ممارسات ينظر لها على أنها معادية لحكم الأسد"، وأضاف "إن المسيحيين لهم نفس رأي المحتجين فيما يتعلق بمعارضة الفساد والرشوة وضرورة إجراء إصلاحات لكن كل تلك المطالب يجب ألا تجعل الناس يدمرون منازلهم وبلدهم بأيديهم".

من ناحية أخرى أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بانضمام المسيحيين الأشوريين في مدينة القامشلي إلى المظاهرات التي تخرج كل يوم جمعة في أنحاء البلاد وتطالب بالحرية، حيث قامت عناصر الأمن السوري في جمعة أزادي "الحرية" بمداهمة مقر المنظمة الآشورية الديمقراطية، واعتقلت العشرات من الأشوريين، وعلى رأسهم الدكتور ملك يعقوب، نائب مسؤول المكتب السياسي بالمنظمة. بينما أكدت مصادر مشاركة المسيحيين أيضاً، في مدينة حمص، خاصة بعد قتل شاب مسيحي على يد القناصة حين كان يقوم بتصوير المظاهرات بهاتفه الجوال.

ويقول أحد الباحثين في شؤون الأقليات في سوريا لصحيفة الشرق الأوسط أن "خشية النظام من مشاركة المسيحيين والعلويين والدروز والإسماعيليين وبقية الأقليات في المظاهرات مبررة، حيث تدحض هذه المشاركة ذريعة السلفيين وقصص إماراتهم المزعومة التي يبرر بها النظام سحقه للاحتجاجات، كما تضفي هذه المشاركة طابعاً تعددياً طالما خشي منه وسعى لإخفائه تحت أيديولوجياته القومية الوهمية".

ويضيف الباحث الذي رفض ذكر اسمه أن "الأقليات تتعرض لخطاب تهويلي يريد إقناعها بأن البديل عن نظام البعث سيكون الفوضى أو التطرف، مما يعني تعرض وجودها للتهديد، هذا الخطاب يسعى النظام إلى ترويجه وتجسيده على الأرض".