مسؤولان مسيحيان: المطالبة بمحافظة في سهل نينوى لا تعني انشاء كانتون عرقي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 28, 2011, 09:42:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسؤولان مسيحيان: المطالبة بمحافظة في سهل نينوى لا تعني انشاء كانتون عرقي

أصوات العراق

اعتبر مسؤولان بتنظيمين مسيحيين، ان المطالبة بانشاء محافظة للمكون المسيحي في سهل نينوى، لا تعني انشاء كانتون على اساس طائفي أو عرقي لأنها ستكون محافظة لكل المكونات في المنطقة، مبينين ان التحديات التي تواجه الوجود المسيحي تفرض الاسراع في تنفيذ المطلب، فيما أعرب مراقب مسيحي عن شكوكه بامكانية تحقيق ذلك الهدف، مشيرا الى ان المكون المسيحي في طريقه "للانقراض من أرض أجداده".
ويقول مساعد رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري جونسن سياويش لوكالة (اصوات العراق) ان "المطالبة بانشاء محافظة في سهل نينوى للمكون القومي الكلداني السرياني الاشوري، لا يعني انشاء كانتون على اساس طائفي أو عرقي، بل ان المحافظة المقترحة ستكون لكل المكونات في المنطقة من ايزيديين وشبك وعرب وكرد، فنحن لا نريد الانفصال عن باقي المكونات، كما ان انشاء كانتون على اساس قومي او ديني هو مخالف للدستور العراقي".
ويضيف: "نحن لا نريد من خلال انشاء محافظة في سهل نينوى تجميع المسيحيين من كل انحاء العراق في رقعة واحدة".
وكان البيان التأسيسي "لتجمع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية" الذي أعلن قبل فترة، طالب بانشاء محافظة في منطقة سهل نينوى و تفعيل المادة "35 من مسودة دستور اقليم كردستان العراق"، والعمل على ترسيخ جذور هذا المكون على ارض الرافدين في مواجهة عدد من التحديات في مقدمتها الهجمات الارهابية ونزيف الهجرة والتغيير الديمغرافي لأماكن تواجدهم التاريخية.
ويضم التجمع الذي انبثق بعد سلسلة لقاءات واجتماعات اعقبت حادثة تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد، 14 حزبا قومياً "كلداني سرياني اشوري"، ويهدف الى توحيد الخطاب السياسي وايجاد الحلول لمعاناة المكون المسيحي في العراق.
ويتابع سياوش أن "الحكم الذاتي مقر في مسودة دستور الاقليم ولا خلاف حوله، ونحن ننتظر اقرار الدستور من خلال الاستفتاء الشعبي، وبالتاكيد فان الحكم الذاتي سيكون داخل حدود الاقليم، وبعد اقراره سنطالب بوضع قوانين خاصة له  لا تتقاطع مع الدستور العراقي من خلال ممثلي شعبنا في برلمان الاقليم".
ولا يخفي سياوش صعوبة استحداث محافظة للمكون المسيحي في سهل نينوى، متحدثا عن آلية عملهم لتحقيق ذلك الهدف بالقول: ان "هناك تجاذبات سياسية والمنطقة أصلا هي منطقة نزاعات بين عدة اطراف، نحن نحتاج الى جهود كبيرة لتحقيق هذه الغاية، وبالفعل كتجمع قدمنا اربعة مذكرات الى الرئاسات الثلاثة ورئاسة اقليم كردستان نوضح فيه مطالبنا المشروعة ضمن ما يكفله الدستور العراقي، والتقينا مؤخرا باسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي وقدمنا شرحا مفصلا عن ذلك وهو تفهم تلك المطالب، ونحن مستمرون وعلى كل الجبهات والصعد لتحقيق الهدف، وهناك تجاوب من الكتل السياسية العراقية لمسناه من خلال لقائاتنا واجتماعاتنا معها".
وكان عدد المسيحيون في العراق يقدر بنحو مليون نسمة في السنوات التي سبقت احتلال العراق عام 2003، لكن هذا الرقم انخفض إلى نحو 400 الف الان بحسب ارقام غير رسمية تردها تقديرات مؤسسات مسيحية.
من جانبه، يقول السكرتير العام للمجلس القومي الكلداني ضياء بطرس، ان "محاولات جدية جرت للتغيير الديمغرافي والسكاني لأبناء منطقة سهل نينوى، وما جرى اخيراً في منطقة برطلة مثال على ذلك عندما قرر مجلس القضاء بناء اكثر من 2000 وحدة سكنية لأناس من خارج القضاء ومحاولة توطينهم فيها، وهذا بالتاكيد أمر غير مقبول من طرفنا، وقد نجحنا كتجمع في وقف هذا المشروع بعد تدخلات ومحاولات عديدة ولقاءات كثيفة مع المسؤولين في المنطقة".
ويضيف "لذلك نحن اليوم في حاجة الى تطوير مناطقنا للحفاظ على شعبنا فيها، ولن يتم هذا الا من خلال توسيع السلطة الادارية لتلك المناطق التي شهدت كذلك زيادة سكانية كبيرة".
لكن مراقبين للشأن المسيحي ينظرون بكثير من الشك لامكانية تطبيق تلك الأفكار على ارض الواقع.
ويعرب الدكتور سمير خوراني، وهو كاتب مستقل، عن عدم تفاؤله بتطبيق ما جاء في بيان تجمع التنظيمات المسيحية، قائلا: "لا أظن ان البيان او هذه الأحزاب المنضوية تحت التجمع قادرة على معالجة ولو جزء يسير من هذه المشاكل التي يعاني منها شعبنا، لأسباب كثيرة منها ضعف اداء هذه التنظيمات، وعدم امتلاكها لقرارها السياسي فأغلبها خاضع لأحزاب كردية او عربية متنفذة، أضف الى ذلك عدم جديتها في طرح هذه القضايا والمطالب، مع افتقادها للرؤية الواقعية القادرة على الخروج بهذا الشعب من مأزقه".
ويشير خوراني أن "الواقع السياسي العراقي، واقع طائفي بامتياز، وهناك ثلاث قوى طائفية (مذهبية وقومية) تهيمن على المشهد السياسي العراقي، وفي ظل هكذا واقع لا مكان للأقليات مثل الشعب المسيحي الذي يتجه الى الانقراض في ارض اجداده".
ويتابع: "لا اعتقد ان هذا التجمع قادر على احداث تغيير في هذا الواقع، او انتزاع حق مسلوب من حقوق شعبنا".
وهذا الشعور باليأس من مستقبل المسيحيين في العراق، لا ينحصر بخوراني، بل يشاركه في الكثير من المثقفين المسيحيين والمواطنين العاديين.
فيما يقول المواطن يوخنا ايشو، مدرس مسيحي من الموصل، انه "رغم تحسن الأوضاع الأمنية نسبيا في بغداد ونينوى، الا ان هجرة المسيحيين مستمرة من العراق، وهذا مؤشر على عدم تفاؤلهم بالمستقبل، ويوضح لنا ان وجود شعبنا صار مهددا فعلا في هذا البلد".
ويضيف: "لا اعتقد ان الأحزاب المسيحية قادرة على انقاذنا من هذا الوضع، ومسألة تمكنها من تأسيس محافظة في سهل نينوى او الحصول على حكم ذاتي امر صعب جدا، خاصة ان الدول التي لها تأثير في العراق لا تتحرك جديا في دعم المسيحيين وبقائهم في البلد وهذا الموضوع لا يهمهم في وطن كل طرف (طائفة او قومية) يحاول الحفاظ على مصالحه وتحقيق مكاسب على الأرض ويجد من  يساعده في تحقيق ذلك".
ويستطرد: "لذلك تجد ان الخيار الأول لدى معظم المسيحيين عندما يواجهون اي مشكلة سواء امنية (كما حدث بعد الهجوم على كنيسة سيدة النجاة) او اقتصادية او سياسية صار الرحيل عن البلد الذي يملكون فيه اكبر عمق حضاري".
وكان مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة قد اقتحموا كنيسة سيدة النجاة في 31/10/2010 التي تقع  في حي الكرادة وسط بغداد، حيث احتجزوا عشرات الرهائن الذين حضروا قداس يوم الأحد، وانتهت تلك العملية بمقتل نحو 50 مسيحيا وأكثر من 70 جريحا.
ويشعر المسيحيون الذين يعيشون في الموصل وبغداد بمخاوف امنية كبيرة، كونهم الحلقة الأضعف والأسهل في الاستهداف من قبل الجماعات المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، وهو ما صار يهدد استمرار وجودهم في المدينتين، خاصة مع اضطرار الآلاف منهم الى الهجرة خارج البلاد او النزوح نحو مناطق شمال شرق نينوى والتي تعرف بسهل نينوى حيث تنتشر البلدات والقرى ذات الغالبية المسيحية التي تخضع عمليا لسيطرة السلطات الكردية ما يجعلها أكثر امنا.