القامشلي تغرق في ظلام دامس بسبب التقنين والانقطاعات المستمرة للكهرباء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 12, 2012, 12:09:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

القامشلي تغرق في ظلام دامس بسبب التقنين والانقطاعات المستمرة للكهرباء



القامشلي – عنكاوا كوم (خاص)

تعيش القامشلي في ظلام دامس منذ حوالي شهر - حالها كغالبية المدن السورية - بسبب الأعطال المستمرة للكهرباء التي زاد الطلب عليها مؤخراً وبسبب التقنين المفروض على البلاد منذ بدء الحراك الشعبي قبل عام.

وتشهد سوريا احتجاجات شعبية مناهضة للنظام الشمولي منذ منتصف شهر آذار الماضي، راح ضحيتها - وفقاً للأمم المتحدة - حوالي 7500 قتيل وآلاف الجرحى بالإضافة إلى آلاف المعتقلين، فيما تنفي دمشق ذلك وتقول إن العدد أقل من ذلك وبأن "جماعات مسلحة" - تظهر تزامناً مع خروج المتظاهرين - تقوم بأعمال "قتل وترويع للسكان واعتداء على نقاط أمنية وعسكرية".

وبالإضافة إلى تعرض الكثير من منشآت الدولة للتخريب بسبب أعمال عنف طالتها في عدة مناطق ساخنة في البلاد، فرضت دول غربية وعربية جملة عقوبات اقتصادية طالت عدد من الشخصيات الاقتصادية والسياسية والكيانات الاقتصادية في سوريا التي تعاني من أزمة اقتصادية متفاقمة حيث وصل سعر الدولار الأمريكي لمستويات قياسية بلغت 100 ليرة سورية قبل أيام فيما كانت قيمته حوالي 47 ليرة قبل عام ما يعني أن الليرة السورية خسرت نحو 100 في المائة من قيمتها في السوق.

ومثل جميع مناطق ومدن سوريا ولكن بدرجات متفاوتة بين منطقة وأخرى، يتم تطبيق نظام التقنين اليومي على القامشلي -  بنظام 3 ساعات كهرباء و3 ساعات انقطاع، بالإضافة إلى أعطال كثيرة لا تحتسب من زمن التقنين في حال حصولها، وقد تستمر انقطاعات الكهرباء جراء الأعطال لعدة ساعات وأحياناً لأيام في بعض المناطق.

وقال موظف حكومي من أبناء القامشلي لموقع عنكاوا كوم "أصبح هناك ضعف في أداء القطاعات الخدمية بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر أثناء الدوام الرسمي.. ويجب إيجاد حل سريع لمشكلة الكهرباء لأن الأمور تتجه نحو التأزم".

ويعكر ضجيج مولدات الكهرباء هدوء مدينة القامشلي التي لم تعتد من قبل على استعمال هذه الآلات ذات الأصوات المزعجة والتي تعمل بواسطة المازوت أو البنزين إلا بعد أشهر من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنة.   

وقال صاحب متجر "اضطررت إلى شراء مولدة كهرباء بسعر 25 ألف ليرة علماً أن سعرها قبل عدة أشهر كان أقل من 10 آلاف ليرة.. فأنا مضطر لتوصيل الكهرباء إلى البرادات التي تحفظ المواد الغذائية في متجري".

وتقول شركة الكهرباء الحكومية في القامشلي إنه لا يوجد طاقة كهربائية  تلبي حاجة القطر من الكهرباء على مدار الأربع والعشرين ساعة مثلما كانت الأوضاع قبل سنة بسبب نقص مادة الفيول، وزيادة الطلب على الكهرباء التي يستخدمها المواطنون للتدفئة لعدم توفر وقود التدفئة (المازوت) بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على الدولة وبسبب أعمال التخريب التي طالت خطوط الغاز التي تولد الطاقة الكهربائية.

وصرح تقني كهرباء أن الدولة لم تقم بإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية لتلبية الطلب المتزايد عليها.

وقال أب لخمسة أطفال "اضطرت لشراء مولدة كهرباء لأنه من غير المعقول أن يدرس أطفالي على ضوء الشموع أو الشواحن التي نورها ضعيف وقد يؤذي أعينهم".

وبعد أن راجت تجارتها بشكل واسع وملفت في الأشهر الأخيرة، ارتفعت أسعار جميع مصادر توليد الطاقة الكهربائية في سوريا وخاصة المولدات الكهربائية بنسب كبيرة جداً تجاوزت حدود المعقول.

وقال صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية إن أسعار شواحن ومولدات الكهرباء ارتفعت لعدة أضعاف في الأشهر الأخيرة وبشكل مبالغ فيه، وذلك نتيجة جشع التجار في كل من حلب ودمشق الذين استغلوا الطلب الكبير عليها والسبب هو عدم وجود رقابة عليهم... الموضوع لا يرتبط كثيراً بارتفاع سعر الدولار فلو كان هو السبب لكان ارتفاع الأسعار 100 بالمائة أي ضعف واحد وليس 5 أضعاف أو 6 أو 7 أضعاف أحياناً.
ويتناقل أهالي القامشلي بشكل شبه يومي أخباراً عن عمليات سرقة أو خطف أو حتى سطو مسلح لم تكن تعرفها المدينة قبل عام فقط.

وقال مواطن غاضب إن حالات السرقة والسطو المسلح "زادت بسبب ضعف هيبة الدولة" خلال الأزمة التي تشهدها البلاد، و"يحدث كل ذلك خلال انقطاع التيار الكهربائي الذي يستغله هؤلاء المجرمين".