مسيحيو الحسكة تحت نيران تنظيم الدولة الاسلامية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 22, 2015, 02:55:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو الحسكة تحت نيران تنظيم الدولة الاسلامية

برطلي . نت / متابعة
كمال شيخو- بلدة تل تمر-ريف الحسكة

قرر أيليا (70 سنة) عدم مغادرة بلدته تل تمر كباقي أبناء جلدته، الذين فروا إلى مدينتي الحسكة والقامشلي بعد تجدد المعارك بين قوات سوتورو التابعة للمجلس العسكري السرياني، المتحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردية، وبدعم وغطاء جوي من طيران التحالف من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة ثانية.

أيليا أب لثلاثة أبناء، وكان سائق دبابة في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، مما يزيد إصراره على التمسك بالبقاء. أحد أبنائه لا يزال يخدم في الجيش السوري- خدمة إلزامية - وقد احتفظ به منذ أربعة أعوام، والثاني متطوع في قوات سوتورو المدافعة عن البلدة، أما ابنه الثالث فقرر السفر بعد تجدد المعارك الأخيرة وقصد دولة السويد، التي قدمت تسهيلات للجوئه بعد أن ساءت الأوضاع في مسقط رأسه.

أجراس لا تقرع
وكانت الاشتباكات العسكرية طالت المنطقة التي تقطنها الأقلية السريانية الآشورية في شمال غرب سوريا، فشوارع البلدة فارغة، وأبواب المنازل مغلقة، ونوافذها تنتظر عودة أصحابها. أجراس كنيسة السيدة القديسة وسط البلدة لم تعد تقرع.

وقد شن مقاتلو تنظيم الدولة هجوما واسعا نهاية فبراير/شباط الماضي على قرى تلك الأقلية ببلدة تل تمر، والتي تبعد نحو 46 كيلومترا شمال غرب محافظة الحسكة. وتتبع البلدة 33 قرية يدين قاطنوها بالسريانية الآشورية المسيحية.

وتقع هذه القرى جنوب نهر الخابور، وسيطر التنظيم على 16 قرية وخطفوا 260 من سكان تل القرى، وبعد عدة أيام أفرج عن 30 سريانيا من قرية تل كوران جلهم من النساء والمسنين، واحتفظوا بجميع الرجال والشباب والأطفال.

ولم يتبق من المدنيين في بلدة تل تمر وقراها المسيحية، إلا عدد قليل من المسنين من بينهم إيليا. ولدى حديثه للجزيرة نت وضح سبب بقائه قائلا "إلى أين سأسافر، أنا ابن هذه المنطقة، نحن والمسلمون جيران من مئات السنين، نحن شعب أصيل من المنطقة، سوف أبقى هنا إلى حين عودة أبنائي ومن أجل أن يعود جميع الأهالي لمنازلهم".

الدفع للهجرة
أما العم جورج والذي فر من قرية تل مغاص ونزح إلى مدينة الحسكة، فيؤكد أنه "صباح يوم الاثنين 23 شباط/ فبراير وعند قرابة الساعة الرابعة صباحا سمعنا أصوات القذائف تنهال على قرية تل مساس المجاورة لنا. اعتقدنا في البداية أنها ستهدأ بعد قليل، لكن ما لبثت أن تزايدت أصوات القصف أكثر".

ويضيف للجزيرة نت "بعد حوالي ساعة شاهدنا عددا من أهالي قرية تل كوران الواقعة على الضفة المقابلة لقريتنا على نهر الخابور وقد عبروا النهر بقارب صغير، وقالوا لنا: أهربوا حالاً فإن عناصر التنظيم تجتاح قرى الخابور وتخطف الأهالي، وعند الساعة السادسة فجراً من ذات اليوم الاثنين غادرنا البلدة".

أما الدكتور سعد من مسيحيي مدينة الحسكة، فقال "جهزنا حقائب السفر، فأوضاع المنطقة غير مستقرة، فمنذ شهرين ونصف ونحن مهددون، لأن مسيحيي سوريا على خط النار"، وينتظر ما ستؤول إليه معارك بلدة تل تمر، ومحيط مدينة الحسكة.

رجل دين مسيحي طلب عدم الإفصاح عن اسمه خوفا على سلامة المختطفين لدى تنظيم الدولة، يقول للجزيرة نت إن "حالات الخطف طالت المكون السرياني الآشوري لأنهم من المسيحيين، وأكثر المكونات المجتمعية التي تعرضت لعمليات الخطف المنظم في مدن الجزيرة".

وأكد أن ذلك يرجع "لأسباب تتعلق بوضعهم المادي أو انتمائهم الديني، ومن أجل الحصول على المال، والنتيجة دفع المسيحيين إلى الهجرة".

بريد سياسي
مصادر متطابقة من الكنيسة الآشورية كشفت للجزيرة نت أن استخدام المخطوفين المسيحيين أشبه بصندوق بريد سياسي، وهي ظاهرة تعتمدها جميع أطراف النزاع في سوريا، من أجل لفت الانتباه الإعلامي المحلي والدولي لمطالب الخاطفين، وهذا ما تجلى بوضوح في قضيتي خطف الراهبات في دير معلولا، وخطف المطرانين إبراهيم يازجي ويوحنا إبراهيم في ريف حلب، وهو ما يحدث الآن في قضية خطف الرهائن الآشوريين لدى التنظيم

ولم يفصح رجل الدين المسيحي عن أية معلومات بخصوص المفاوضات الجارية بين الكنيسة، ويعزو السبب إلى "الظروف الدقيقة التي ترافق عملية التفاوض والتكتم الشديد من قبل طرفي المفاوضات، بقصد ضمان استمرارها من جهة، والحفاظ على سلامة المخطوفين من جهة ثانية".

وحسب مصادر من الكنيسة، فإن التنظيم طلب فدية مالية قدرها 24 مليون دولار، ولا تزال المفاوضات جارية. وأكدت هذه المصادر أن المخطوفين المسيحيين نقلوا إلى سجن في مدينة الرقة - عاصمة تنظيم الدولة- بعد أن أحيلوا على الهيئة الشرعية التابعة للتنظيم وأصدرت قرارا بتوقيفهم.