كاتيوشا :ديمقراطية حنتوش..!

[ماهر سعيد متي]

كاتيوشا :ديمقراطية حنتوش..!
د. هاشم حسن

صدقَ الكاتب البريطاني الساخر جورج برنادشو حين قال ان الديمقراطية والانتخابات في البلدان المتخلفة النائمة ستنتج قيادات كسيحة من المتخلفين تدمر البلاد وتجعل العباد يشتمون حظهم العاثر وديمقراطيتهم العمياء...!
ولعل تجربتنا وتجارب البلدان العربية بعد الربيع المزعوم يؤكد مصداقية ما ذهب له وتوصل اليه الكتاب والخبراء في علم البشر واصنافهم حول النتائج الوخيمة التي يسفر عنها الصراع الديمقراطي وينتج عنها طبقة من المغامرين والمغمورين الذين وجدوا انفسهم في ظل الفوضى الخلاقة في اعلى المناصب والمراتب الرسمية والشعبية والمهنية واسسوا لانفسهم امبراطوريات مالية  ما كان يحلم ويتصورها احد منهم ويعتقد بانها من حكايات الف ليلة وليلة والشواهد لاتعد ولاتحصى وملفات الفساد بالاطنان تعجز او تخشى المحاكم النظر فيها ويتردد الشرفاء باعلان الحرب عليها لان الصراع مع المفسدين واساليبهم الشيطانية سيقود هم الى الجحيم.!
وهكذا تتقدم الديمقراطيات الناشئة من رحم التخلف لحروب وازمات يقتل فيها الملايين وتسقط المدن وتنهزم الجيوش وتنهار بل تنقلب راسا على عقب كل القيم وتهدر الثروات والمليارات وتذهب لجيوب اللصوص والمختلسين بل تتيح للارهابيين السيطرة على الموارد الاساسية للثروة كما يحدث اليوم حين سيطر داعش على ابار النفط وبدأ بالتسويق وهنالك اخرون في قمة الهرم السياسي من (حوسمجية الديمقراطية) يعقدون صفقات سرية لتهريب النفط والاثار والتجارة بالمحرمات بكل اشكالها المهم ان تكبر الجيوب وتنتعش الكروش ويموت الشعب الذي اختارهم من الجوع والارهاب ويفترش الملايين الشوارع والارصفة والمخيمات نتيجة الغباء السياسي والفساد العارم بينما تواصل الحثالات البشرية رحلاتها المكوكية في مدن الاحلام التي اسكنوا فيها اسرهم واقاربهم وتركوا المغفلين يحترقون بنيران صراعاتهم وفشلهم في ادارة البلاد ويخسرون الغالي والنفيس وما زالوا ينتظرون معجزة التنمية وتحسن الخدمات التي غابت مجددا  فلا ماء ولا كهرباء ولا نظافة ولا امن ولا ثقافة والحجة متوفرة دائما وتعلق على شماعة الارهاب والمجهود الحربي ورد العدوان واحباط المؤامرات..!
كنت اتمنى ان تتاح لنا الفرصة لاجراء تحقيقات استقصائية معمقة عن الاشخاص الذين افرزتهم الديمقراطية ونستعرض امام العالم تاريخهم الشخصي ووسائلهم الخبيثة وانتهازيتهم الرهيبة التي جعلتهم مصدر جذب لامثالهم والطيور على اشكالها تقع.... سنجد ان هذا الذي يتبختر مثل الطاووس ويتكبر مثل الامبراطور هو عبارة عن فقاعة واكذوبة انتجتها كما يقول برنادشو الديمقراطية الغبية والجمهور الفاقد للوعي فهو يبصر ولكنه لايرى وكما يقول صاحبي الذي تامل شقيا اصبح مليارديرا بالدولار تتصدر اخباره نشرات الاخبار انها ديمقراطية حنتوش تكبر فيها الكروش ويموت الملايين لانهم اعتقدوا الحجر بانه ماكنتوش ..!

http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=70589