ترامب وايامه العشرة/نبيل رومايا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 31, 2017, 06:04:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ترامب وايامه العشرة     
   


برطلي . نت / بريد الموقع

نبيل رومايا


أصدر الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مساء يوم الجمعة 27 كانون الثاني 2017 امراً تنفيذيا بمنع دخول مواطني العراق وسورية وليبيا والصومال واليمن والسودان وإيران، ولمدة تسعين يوما، إضافة إلى تجميد إجراءات إعادة توطين المهاجرين المنحدرين من هذه الدول والموجودين في أميركا. ويستثني هذا القرار - بشكل غير مباشر - مواطني هذه الدول من ديانات أخرى، وخصوصًا المسيحيين. وجرى تنفيذ الأمر منذ لحظة توقيعه من قبل ترامب.
ومنع أمر ترامب التنفيذي حاملي البطاقة الخضراء من المقيمين الدائمين في الولايات المتحدة من العودة اليها. وكذلك الذين يحملون تأشيرات طلاب وعمل. والاسوأ من كل ذلك هو أن حاملي الجوازات الاوربية أو كندا أو ربما حتى الجواز الامريكي، ومن الذين يحملون جواز سفر احدى هذه الدول السبعة (أي مزدوجي الجنسية) جرى منعهم من الدخول الى الولايات المتحدة الامريكية لنفس فترة التسعين يوما.
وجرى منع واستجواب وتوقيف وإعادة العشرات من الاشخاص والعوائل الذين وصلوا لمطارات امريكا بعد اصدار الأمر التنفيذي، وكان قسم منهم في الجو في الطريق الى امريكا عند صدوره.
وجرى إصدار هذا الامر التنفيذي من قبل ترامب بحجة حماية امريكا من الارهاب، ومنع الارهابيين من الدخول الى أمريكا، بالرغم من أن هجمات 11 أيلول ضد أمريكا لم يشارك بها أي شخص من هذه الدول السبعة، وكان معظم المشاركين بهذه الهجمات الارهابية من السعودية ومصر والتي لم يشملها المنع.
وبالرغم من وجود الالاف من الجنود والخبراء الامريكان في العراق، وارتباط العراق في معاهدة الإطار الاستراتيجي والامني مع الولايات المتحدة الامريكية، الا أن الأمر التنفيذي اضاف العراق الى الدول الممنوعة.
وكان ترامب في حملته الانتخابية قد هدد بمنع المسلمين من دخول امريكا بحجج حماية أمريكا من الارهاب.
وجاءت ردود الفعل ضد قرار ترامب آنية وسريعة، إذ خرج عشرات الالاف من المتظاهرين والمحتجين في معظم مطارات مدن الولايات المتحدة الامريكية احتجاجا على القرار العنصري والمخالف للدستور الامريكي بعدم التفرقة بسبب الدين والاصل والدولة.
إن هذا القرار في رأي الكثير مخالف لكل الأعراف الانسانية والمبادئ التي تعود عليها الشعب الامريكي (وليس السياسيين) في قبول المهاجرين من كل انحاء العالم، فكل شخص في أمريكا هو من أصل غير أمريكي، وهذا ما جعل الشعب الامريكي يتعاطف مع المهاجرين ويقبلهم ويرحب بهم.
في اول عشرة ايام من تنصيبه في رئاسة الولايات المتحدة الامريكية أصدر ترامب العشرات من الأوامر التنفيذية التي يجري تطبيقها فورا ولا تحتاج الى مصادقة البرلمان الامريكي. ومعظم هذه القرارات قرارات مفرقة، وتعزز سيطرة اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري وتخدم الطبقة الغنية في المجتمع الامريكي، كان منها تضييق صلاحية وزارة البيئة، وتشجيع بناء انابيب النفط في مناطق محمية بيئيا، والعودة الى استخراج الفحم، وبناء جدار على حدود المكسيك، بالإضافة الى قرارات اخرى تؤذي الطبقة الوسطى والفقيرة مثل فرض تأمين على العقارات، وتقويض قانون التأمين الصحي (اوباما كير) الذي يستفيد منه أكثر من 20 مليون شخص، وتقييد حرية المرأة، وحرية الاختيار، وقرارات اخرى جائرة تخدم ترامب وحاشيته الحكومية المكونة من مجموعة من أصحاب الملايين.
ومنذ اليوم الاول لتنصيب ترامب، والذي يتمتع بأقل شعبية من كل الرؤساء قبله، جاءت ردود الفعل ضد سياساته المبنية على التخويف والتفرقة، على شكل تظاهرات عارمة مليونية بدأت في اليوم الاول من حكمه ولم تقف لحد الان.
لقد فاز ترامب برئاسة الحكومة الامريكية (بالرغم من خسارته التعداد الشعبي بحوالي ثلاث ملايين صوت)، ولكن الشعب الامريكي لم يقل كلمته الاخيرة بعد.
29 كانون الثاني 2017