كما للنزوح هموم ومأسي فأن للتحرير ثمن باهض

بدء بواسطة philip hadayee, أكتوبر 28, 2016, 07:28:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

                              كما للنزوح هموم ومأسي فأن للتحرير ثمن باهض

في كل يوم من ايام النزوح كنا نترقب يوم التحرير والعوده الى بلداتنا الا ان فرحتنا جاءت مغلفه بحاله من اليأس والاحباط ، فقد مضى على التهجير اكثر من سنتين وكاد الجرح يلتئم الا ان التحرير فتق هذا الجرح مجددا فقد نقلت الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي حجم السلب والنهب و التدمير والتخريب والحرق الذي مارسته عصابات داعش على بيوتنا وممتلكاتنا وكنائسنا  فأختلطت فرحة التحرير بالحزن على فقدان تعب العمر.
عندما كنا نفترش الشوارع والارصفه والحدائق والهياكل والخيم في بدايه ايام النزوح ونبحث عن ابسط متطلبات العيش كانت عصابات النهب والسرقه المنظمه تقوم بسرقة ونهب محتويات دورنا والمحلات التجاريه والمعدات والمنشأت والكنائس ثم حرق المتبقي منها او تدميرها وكسر الصلبان التي كانت تزين قباب الكنائس والمراكز الثقافيه وبشكل لم يسبق له مثيل حيث اظهروا حجم الحقد الدفين تجاه مناطقنا واقاموا اسواقا مفتوحه لبيع مسروقاتهم بحجة انها غنائم حرب فهل سرقة ممتلكات الغير والاعتداء على حقوقهم غنائم وعن اي حرب يتحدثون ام هذا تبرير لهذه الافعال المخجله والمشينه والبشعه والتي يندى لها جبين الانسانيه لكن العتب على من قام بشراء هذه ( الغنائم ) من اهالي الموصل والقرى المجاوره  ممن كانوا يحتفظون بصداقات وعلاقات مع اهالينا .
وعليه فالتحرير كان ثمنه باهضا كما كان النزوح قاسيا دون ان نكون طرفا في هذه المعادله
وخسرنا الشئ الكثير وفرصا عديده للتقدم وبناء الانسان والحضاره وكما يلي:
1-ضياع فترة تزيد عن السنتين من اعمارنا ونحن نازحين مهجرين نعتاش على المساعدات الانسانيه بعد ان كنا اسياد انفسنا .
2-  سلب ونهب ممتلكاتنا وتدمير دورنا وحرقها  والتجاوز على كنائسنا بشكل بشع بتدميرها وحرقها وتكسير صلبانها .
3-تصاعد  نزيف الهجره وتشتت ابناؤنا في كل دول العالم وفقدان مناطقنا لطاقات وكفاءات هي بامس الحاجه اليها .
4-الخسائر الماليه والماديه التي تعرض لها اقتصاد المنطقه في كافة الانشطه الزراعيه والتجاريه والصناعيه وانعدام الناتج المحلي لعدم تمكن الافراد من ممارسة تلك الانشطه ولحق ذلك سرقة كافة مستلزمات ومعدات الانتاج والعمل
5-نفاذ المدخرات الماليه للافراد لتسديد بدلات الايجار وتوفير متطلبات العيش طيلة فترة النزوح .
لما تقدم نطالب الجهات ذات العلاقه واصحاب الشأن بأتخاذ الاجراءات اللازمه لمعالجه هذه الاوضاع الشاذه من خلال ما يلي :
1-   الاسراع بتشكيل لجان مختصه لتقدير حجم الاضرار التي تعرضت لها الممتلكات الخاصه والعامه واعداد كشوفات بذلك لغرض تعويض اصحاب العلاقه .
2-   الاسراع برفع الانقاض والامر بأعمار المناطق المتضرره وتكليف الدوائر الخدميه لأيصال خدمات الماء والكهرباء والصحه والبلديه والتربيه.
3-   تخصيص المبالغ اللازمه للأعمار ضمن الموازنه العامه للدولة لسنة 2017 ومفاتحة الدول المانحه والمنظمات الانسانيه للمساهمه في الأعمار.
4-   تشكيل لجان مختصه لتقصي الحقائق بغيه تحديد اسماء القائمين باعمال النهب والسلب والحرق للدور والمحلات والكنائس وتقديمهم للقضاء .
5-   العمل على  مسك الارض و توفير الامن والاستقرار بغية تمكن العوائل النازحه من العوده

وختاما نشكر القوات الامنية(الجيش العراقي الباسل بكافة صنوفه ومسمياته وقوات البشمركه البطله) التي قامت بتحرير مناطقنا ونأمل ان تلقى اقتراحاتنا اعلاه اذاناً صاغية.
                                 
              فيليب هداي
          28/10/2016