يسعى العراق لتعزيز الأمن في بيئة خطرة

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أغسطس 13, 2011, 10:32:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

يسعى العراق لتعزيز الأمن في بيئة خطرة
قمت بترجمة هذه المقالة لباتريك سيل (باتريك سيل وهو معلق ومؤلف العديد من الكتب في شؤون الشرق الأوسط). تحت عنوان
Iraq seeks to shore up security in a dangerous environment
المنشورة في 12/8/2011 في اخبار الخليج, الرابط في اسفل المقال, وذلك لتحليله الموضوعي للوضع الحالي في العراق و قرب رحيل القوات الامريكية.

مع تحيات

عبدالاحد

يشعر العديد بان هناك حاجة لوجود القوات الامريكية لتحقيق الاستقرار في الوضع المتفجر -- سواء داخل البلاد أو مع الجيران.
كان العراق ذات مرة يفتخر  كدولة عربية قوية مع مواردها النفطية الهائلة ، والأنهار الكبيرة ، والطبقة الوسطى المتعلمة، كان في كثير من النواحي قصة عربية ناجحة--   قبل ان بدأت الأمور تسوء, فكانت 30 سنة الاخيرة رهيبة, من بين معالمها البشعة الأولى ، هو صراع الحياة والموت لمدة ثماني سنوات طويلة مع جمهورية إيران الإسلامية، بين 1980-1988،  والتي تمكن فيها العراق من البقاء على قيد الحياة فقط, مع خسائر فادحة في الأرواح والدمار المادي ،
ثانيا ، حرب الخليج لعام 1991 عندما طرد بالقوة من الكويت من قبل أمريكا وحلفائها بعد ان تجاسر صدام حسين وغزا جاره ،
وثالثا ، إن 13 سنة من العقوبات الدولية والحصار الاقتصادي التي أعقبت حرب الكويت ، والتي قيل انها كلفت نصف مليون طفل عراقي ،
والرابعة ، الغزو الأميركي المدمر لعام 2003 واحتلالها لفترة طويلة للبلد ، الأمر الذي على الأقل من حيث المبدأ ، أن ينتهي يوم 31 كانون الاول من هذا العام.
في انتعاشه البطيئ والمؤلم من هذه العقود من الدمار، ان معضلة العراق اليوم هي أنه قد لا يزال بحاجة إلى مساعدة من الولايات المتحدة ، القوة التي سببت في تدميره ، أكثر من أي دولة أخرى. 
هذه هي خلفية المناقشات الجارية بين بغداد وواشنطن حول احتمال تمديد الوجود العسكري الأميركي في العراق
بعد عام 2011 -- وهو التاريخ الذي حددته اتفاقية وضع القوات الامريكية (صوفا) لعام 2008 للحصول على إلاخلاء النهائي لقوات الولايات المتحدة.
لا تزال هناك حوالي 46000 جندي أميركي في العراق -- انخفاضا من 140000 قبل بضع سنوات, لقد تعهد الرئيس باراك أوباما لاعادتهم الى الوطن -- ولكن الامريكيين منقسمين كالعراقيين في هذه المسالة, لقد عارض الديمقراطيون لمدة طويلة فكرة الحرب. فقد أعلن زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد في الشهر الماضي ان "الوقت قد حان وقت غلق لمهمتنا العسكرية." اما الجمهوريين ، في المقابل ، يريدون من الولايات المتحدة البقاء في العراق -- للدفاع عن مصالحها ومواجهة ايران. السناتور جون ماكين ، على سبيل المثال ، جادل بأن هناك "حجة مقنعة" بالنسبة للولايات المتحدة للحفاظ على ما لا يقل عن 13000 جندي في العراق إلى أجل غير مسمى. وينقسم الرأي في العراق أيضا.  فالاكراد يريدون بشدة بقاء الاميركيين بوصفهم ضامن لاستقلالهم شبه الهش من بغداد ، في حين أن الفصائل الشيعية المتشددة ، وخصوصا التيار الصدري ، الذين هم على مقربة من إيران ، تريد التخلص كليا من الأميركيين، فخير البر عاجله. بين هذين القطبين هناك عدد من الاحزاب الاكثر اعتدالا ، الشيعية والسنية على السواء ، الذين ليس لديهم حب كبير للأميركيين ، ويفضلون التحرر منهم ، ولكنها ادركت ربما لا تزال هناك حاجة لتحقيق الاستقرار في هذا الوضع المتفجر -- سواء داخل البلد وفي المنطقة المحيطة به.
العراق الديمقراطي الجديد ،  و الذي يسيطر عليه رئيس الوزراء نوري المالكي ، يتميز من تجمع عدد كبير من الأحزاب والجماعات المنشقة ، وكلها تتنافس على مصالحها. وهذا ينتج الكثير من الحديث الساخن مع قليل من العمل  -- إلى حد أن احد القادة العراقييين (حاورته لهذه المقالة) وصف المشهد السياسي العراقي و شبهه بالجمهورية الفرنسية الرابعة.
هناك كمية هائلة من إعادة بناء يجب عمله في العراق. وقد تم في حرب عام 2003 الاطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين الوحشي ، ولكن كانت الفظائع التي تلت ذلك على الأقل بنفس السوء -- وربما أسوأ.
من اثار الغزو الامريكي للعراق
1.   سببت في اشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة والتي أسفرت عن مقتل عشرات وربما مئات الآلاف من الناس ، وملايين المشردين داخل البلاد وارسلت الملايين من الفارين  كلاجئين الى الخارج (بما في ذلك الكثير من الطائفة المسيحية).
2.    دمر العراق كدولة موحدة من خلال التشجيع على نشوء دويلة كردية مرتبطة الآن برعونة إلى بقية البلاد في اتحاد هش.
3.   حطمت البنية التحتية للعراق إلى حد أنه ، في حرارة هذا الصيف ، مع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 50 درجة مئوية، البلاد تعاني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي. مثلا فان الكهرباء في المتوسط في الجنوب، تشتغل لمدة ساعة واحدة وتقف لمدة أربعة ساعات. والسكان يطالبون بخدمات أفضل.

في عهد صدام ، كان يحكم العراق من قبل الاقلية السنية ، وهو ما يمثل ما لا يزيد على 20 في المائة من السكان. وضعت الحرب الغالبية الشيعية في السلطة. منذ انتخابات 2008 ، وقد حكم البلاد من قبل ائتلاف من المجموعات الشيعية معا مع العلمانيين والأكراد، ولكن الى حد كبير كتلة المالكي الشيعية هي المسيطرة . المالكي شخصيا يسيطر على الدفاع والاجهزة الامنية.
المالكي، على مقربة من ايران لكنه وطني، وليس دمية في يد ايران. في حين انه يتفاوض لتمديد الوجود العسكري الامريكي الى عام 2012،  وإيران ، على العكس من ذلك ، تريد اجبار الولايات المتحدة للخروج من العراق تحت وطأة الإكراه. والذي يعاني من العقوبات الأميركية ، وتحت التهديد المستمر للهجوم من قبل اسرائيل, وايران تقوم بهجوم معاكس ضد الولايات المتحدة بتشجيع مؤيديها من العراقيين لمهاجمة القوات الأمريكية : مثلا مقتل 14 في يونيو حزيران وخمسة اخرين في يوليو تموز. لقد عانت المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم السفارة الأميركية وسفارات اخرى، الى عدد متزايد من الهجمات الصاروخية. الوضع الأمني الداخلي لا يزال خطيرا جدا.
و يشعر العراقيون أيضا، مع بعض العدالة ، بأنهم يعيشون في بيئة معادية. فمثلا سوريا المجاورة هي في خضم ثورة شعبية واسعة، والتي قمعت بوحشية من قبل النظام، وهي حالة شديدة الخطورة التي يمكن ان تتحول بسهولة الى العراق. ان علاقة العراق سيئة للغاية ، حتى معادية ، مع المملكة العربية السعودية والتي تعتبر المعيار الثقيل للسنة في العالم العربي، والتي هي قلقة وغضبة من صعود القوة الشيعية في كل من العراق و ايران. السعوديون وبعض دول الخليج المجاورة لها خشية من امتداد النفوذ الشيعي في أنحاء العالم العربي. في البحرين، على سبيل المثال، ساعدت المملكة العربية السعودية مؤخرا اخماد تمرد من قبل الطائفة الشيعية -- وهي الجماعة التي كانت تقليديا قريبة من العراق. هذا ادى أيضا الى تضرر العلاقات السعودية العراقية.
العراق هو أيضا يتشاجر مع الكويت حول خطة الأخير لبناء الميناء الكبير في جزيرة بوبيان، والتي قد يكون لها تأثير على مجرى شط العرب، منفذ العراق الوحيد على البحر. العراق يرسل لجنة من الخبراء الى الكويت لتقييم المشروع. واتهم بعض البرلمانيين العراقيين أيضا الكويت بسرقة النفط العراقي من خلال حفر مائل داخل الاراضي العراقية. هذه هي القضايا الحساسة للغاية. وهي على وجه التحديد تلك التي حرضت صدام حسين لغزو الكويت عام 1990.
لهذه الأسباب جميعا، والعراق يشعر أنه في حاجة إلى تدعيم خدماته المسلحة ، وإعادة بناء قواتها الجوية والبحرية ، فضلا عن قواتها البرية ، وذلك لتكون قادرة على حماية حدودها والمنصات النفطية ، فضلا عن استقرار الوضع في مدن مثل كركوك والموصل حيث التوترات العرقية والطائفية لا تزال مرتفعة.
بتمحيص لجميع الجوانب، فإنه لا يبدو تورط أميركا مع العراق والذي أثبت كارثية لكلا البلدين   على وشك الانتهاء.


http://gulfnews.com/opinions/columnists/iraq-seeks-to-shore-up-security-in-a-dangerous-environment-1.850460
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

مقال يستحق الترجمة .. لقد بذلت جهودا مشكورة وافدتنا بالمعلومات القيمة .. شكرا لك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا استاذ ماهر على اهتمامك بالموضوع و التعليق عليه

مع تحيات

عبدالاحد

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير