اتكالية المسيحيين تُحزن غبطه البطريرك ساكو!!.

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, أغسطس 13, 2020, 03:30:15 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه و احترام:

من حق جميع البشر ان يعبروا عن ما يجول في خواطرهم من افكار بالصوره التي تناسبهم, ويسطروها على الورق لمن اراد او على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بكافه انواعها, وهكذا ايضا من حق المتلقي والمطلع ان يقبل هذه الافكار او يرفضها حسب ما يراه مناسبا وينال اهتمامه, لكن يبقى الامر المهم وهو احترام العقول والحقيقه والمنطق على قدر الامكان بين الطرفين, فالبعض ممن يكتب عليه ان يفهم انه لا يُكلم أموات بل أحياء لهم عقول وأختبروا الحياه ومروا احيانا بالظروف التي يتكلم عنها الكاتب, في مثل هذه الحاله المصداقيه تكون مطلوبه لأن الكاتب يوجه حديثه لأُناس بعضهم عاشوا هذه التجربه أو الحاله.

ما جعلني اكتب هذه المقدمه هو المقال الاخير لغبطه البطريرك ساكو تحت عنوان ست سنوات على كارثة تهجير مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى، والعائدون اليها يتطلعون الى الاستقرار والحياة الحرة الكريمة حيثُ عبر فيه بحزن وألم للحال الذي وصل اليه المسيحيون في العراق بعد هذه الكارثه ,وبأعتباري أحد هؤلاء الذين اختبروا بدايه المحنه عن قرب, ونهايتها عن بعد (في حال انها انتهت)! وجدت انه من المناسب وضع النقاط على الحروف في بعض الامور التي تطرق اليها غبطه البطريرك, ومنها:

قوله (نستذكر هذه الأيام بحزن وألم  مرور الذكرى السادسة لنكبة مسيحيي الموصل وبلدات سهل نينوى حيث هجَّر عناصر الدولة الاسلامية (داعش) في ليلة واحدة 120000 شخصاً من بلداتهم وبيوتهم ونهبوها وسلبوها واحرقوها...)!!.

كلام غبطه البطريرك ساكو اعلاه يحمل بين طياته الصواب والخطأ, فنجد فيه الحقيقه والتجني معاً, الحقيقه أن عناصر الدولة الاسلامية (داعش) دخلوا الموصل وسهل نينوى فهذا الامر حقيقه لا غبار عليها (بلعبه معينه واتفاق اطراف ليست موضوعنا هنا), أما مسأله تهجير المسيحيين من بيوتهم وبلداتهم ونهبها وسلبها وحرقها من قبل داعش فهذا الكلام ليس صائب, لماذا ليس صائب؟؟.

قبل ان اجيب لي ملاحظه هامه جدا: انا هنا لا اضع نفسي كمدافع عن هذه العصابات التي احتلت ثلث العراق بلعبه مفضوحه من قبل الحكومه العراقيه وقاده الاكراد, فأنا بعيد كل البعد عن هذا الامر, لكن يجب ان نذكر ما حصل يومها كما رأيناه بأنفسنا وسمعناه ممن عايشوا هذه المحنه بأنفسهم وليس من الجالسين خلف مكاتبهم مشغولين بكراسيهم وحجوزاتهم ومطاراتهم ومؤتمراتهم, لهذا الحق يجب ان يُقال, فبدخول (داعش) الى الموصل وبلدات سهل نينوى لم يطلبوا من احد ان يهاجر, بل خيروا غير المسلمين من الذين يعتبرونهم كفار ومشركين بثلاث خيارات وهي لمن يجهلها: اما الاسلام أو دفع الجزيه أو القتل, وهكذا اختار بعض المسيحيين دفع الجزيه والبقاء في الموصل في بدايه الامر, وهرب من هرب من الاخرين الى خارج الموصل وسهل نينوى وبعدها الى دول الانتظار حتى كاد شمال العراق يفرغ من سكانه الاصليين خوفا من الخيار الثالث وهو (القتل), اذن من اختار الهجره هُم المسيحيين مُكرهين (للخلاص بالروح العزيزه), وهنا يجب ان أقول كلمه حق ملؤها الشكر والامتنان لعصابات (داعش) فلولا هذه العصابات لكُنتُ انا وغيري الى اليوم نعيش في حظيره العراق العظيم! نعم حظيره وبكل معنى الكلمه التي يريد منا البعض اليوم العوده اليها! مصدعين رؤسنا بهذا الكلام الفارغ الذي لا يحمل بين طياته ذرة منطق!, أما بشأن نهب البلدات والبيوت وسرقتها وحرقها من قبل (داعش) فهذا يُسمى ذر الرماد في العيون, فعصابات داعش لم تقم بهذه الامور الا مع فئه قليله جدا جدا ممن كان لهم يد في الدوله او لهم سلطه معينه وكانوا يستخدمون بيوت هؤلاء كمقرات لهم, اما باقي بيوت المسيحيين فكانوا يضعون عليها حرف ال (ن) ويمنعون الاخرين من الاقتراب منها, وبعيدا عن المبالغه فكل بيت عائد لشخص مسيحي تم اقتحامه وسرقته في الموصل كان هذا الامر يتم من قبل جيرانه المؤمنين من اهالي الموصل (الكرام) ??? وبدعون علم عصابات داعش!!لان عصابات داعش كانت تعاقب السارق بقطع يده, اما في بلدات سهل نينوى فلم يتم الاعتداء على بيوتات المسيحيين اللهم بنسبه 5% وكانت هذه البيوت كما ذكرت قبلا لأناس لهم يد بالدوله او سلطه, اما باقي البيوت فكانت سليمه لا نقص فيها الا بعد ان بدأت عمليات التحرير عام 2016 !!!!! فكل بلده او قريه طُرد منها (داعش) كان يدخل اصحابها بيوتهم ليجدوا بيوتهم وممتلكاتهم كما تركوها يوم هربوا بجلودهم منها, لكن الدراما تبدأ بعد دخول المحررين الى هذه البلدات! وهنا تُسكب العبرات!! فحدث ولا حرج!!! ففي كل مره كان صاحب الدار يزور داره بعد ان يكون قد وضع قفلاً جديدا على بابها يجدها مفتوحه وتم اقتحامها من جديد وقد فقدت قطعه من اثاث البيت او اجهزته او حتى ابوابه!!!!! ولم تسلم حتى الحمامات والمرافق الصحيه من هذه غزوات التحرير هذه!!!وهناك اشخاص لهم فيديوات وصور التقطوها اثناء قيام بعض المحررين الاشاوس اقتحام بيوت القرى وسرقه محتوياتها, لا بل الامر طال حرق بيوت بكاملها في بعض البلدات بعد عمليات التحرير وهروب (داعش) كما حصل في بغديدا!لحاجه في نفس يعقوب, هذا هو الواقع المرير وهذا الامر ليس بخاف على اهل هذه البلدات والقرى وما جرى لهم من لعبه قذره ولليوم مستمره مع ان (داعش) من المفروض انه قد زال!!.

الامر الآخر الذي دعاني للكتابه هو قول غبطته (دولة مواطنة يساهم فيها العراقيون جميعاً والمسيحيون إسهاماً جديا، بدلاً من الاتّكالية.)!!,من الواضح المقصود بالاتكاليه هو مادياً!, من تقصد (بالاتكاليه) غبطه نيافه البطريرك الكاردينال ساكو ؟؟ وهل يصح ان تتهم بعض المسيحيين في محنتهم بالاتكاليه!! ومتى كان المسيحيون يتكلون على الكنيسه ماديا؟؟ اليس هؤلاء المسيحيون هُم من رفدوا ويرفدون الكنيسه ويورثوها ممتلكلتهم وعقاراتهم وامور اخرى؟ ام تُرى الكنيسه هي من توزع الاراضي والبيوت عليهم (واحنا ما ندري)!!.
فترة (داعش) ملايين الدولارات تم التبرع بها للمسيحيين المهجرين من قبل المنظمات وغيرها وصلت لخزائن الكنيسه, وكانت البطريركيه الكلدانيه تنشر على موقعها الرسمي المساعدات الى المهجرين المسيحيين داخل وخارج العراق ومنها الى تركيا فعن نفسي وصلني منها وعائلتي ما يقارب 30 دولار فقط على طوال ثلاثه اعوام امضيتها في تركيا!!أقول هذا الكلام لانني كُنت من ضمن اللجنه المسؤوله عن توزيع المساعدات على المهجرين في مدينه سامسون وكُنت المسؤول عن توزيع المساعدات التي تقدمها ابرشيه مار توما في ديترويت لعشرين عائله بمعدل مائه دولار شهريا للعائله ولخمس دفعات توقفت بعدها, وهذه لا علاقه لها بمساعدات البطريركيه الكلدانيه, وكان يومها يوجد ما يقارب 74 عائله في مدينه سامسون من ابناء شعبنا ,ولليوم المتبقي منهم للسنه السادسه بحاجه لكل مساعده ممكنه. فقل لي اتكال أيه اللي انت جاي تقول عليه!!؟, الا اذا كان قصد غبطتكم اتكال بعض اقرباء وجماعات البطاركه على الكنيسه والانتفاع منها فهذا أمر آخر.

الخلاصه:خلال الست سنوات هذه تم كشف الاقنعه وهذا ما وجدناه على ارض الواقع ولليوم! لهذا اقولها للتاريخ لم تفعل عصابات الدوله الاسلاميه (داعش) بالمسيحيين ما فعلته بهم الحكومه العراقيه وقاده الكرد وجيرانهم المؤمنين و(حتى المنهم وبيهم)!! وبدليل لليوم العربي والكردي والشبكي يتصارعون على المناطق والاراضي المسيحيه في سهل نينوى والمسيحيون هُم الخاسر الوحيد الذين يدفعون الثمن دون ان يرف جفن للمُسبب وهؤلاء لا عتب عليهم! لكن العتب كل العتب على الذي هو ال(منا وبينا) وجل اهتمامه هو الكرسي! واقولها وبكل صراحه الكرسي, لانه اذا فرغ العراق من مسيحييه الكلدان عندها ستنتفي الحاجه للكرسي البطريركي الكلداني فيه!! بالعاميه (هذا ابوها وهاي امها كل السالفه) فكل الاطراف الحاكمه في العراق استفادت من مأساه المسيحيين بصوره او اخرى الا المسيحي فهو مُباع من قبل كل الاطراف ومملكته كمعلمه وفاديه ليست من هذا العالم الفاسد الفاني, لهذا فالهجره هي الحل الامثل لمسيحيي العراق فداعش لم يُخلق عام 2014 ولم ينتهي عام 2017 بل هو باق ويتمدد والحليم يتعرف عليه بكل سهوله.

                                                ظافر شَنو