"كريستيان ساينز مونيتور": مع تقدم "داعش" .. أي مستقبل للمسيحيين العراقيين ؟

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 22, 2014, 09:04:22 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

"كريستيان ساينز مونيتور": مع تقدم "داعش" .. أي مستقبل للمسيحيين العراقيين ؟

ترجمة أحمد علاء

على بعد بضعة أميال فقط من مدينة الموصل، تجري إعادة رسم خريطة العراق في إعادة الهيكلة الكارثية في المنطقة التي كانت موطناً للمسيحيين من أقدم الديانات بالبلاد.


دفع تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي في الموصل التي غالبيتها تعود الى المسيحيين، إذ يتواجد في تلك الأجزاء والمساحات الواسعة حوالي نصف مليون شخص، فضلاً عن الاقليات الدينية الاخرى القديمة التي أصبحت هدفاً لهجمات تنظيم "داعش" مما اضطر العشرات منهم الى الهرب واللجوء شمالاً قاصدين الاراضي الكردية حيث المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي.

البطرياك انطاكية اغناطيوس افرام الثاني الرئيس الجديد للمسيحيين السريان الارثدوكس في العالم:" العشرات من اهالي الموصل فروا هرباً من بيوتهم نتيجة الهجمات المسلحة تاركين في ذات الوقت، اماكنهم الدينية من الكنائس التي تحتوي على آثار مسيحية قديمة، فضلاً عن الجدران الحجرية القديمة التي تعرضت وبحسب شهود عيان الى تفجير، بالاضافة الى الذهب المرصع في بعض المواد الثمينة الذي أصبح مفقوداً الآن". واضاف البطرياك، آخر مرة تم تقسيم المنطقة الى بلدان ودول بعد اتفاقية سايكس بيكو، وهذا الاتفاق تم قبل قرن من الزمان بين، فرنسا وبريطانيا اللتين قسمتا الشرق الأوسط، فيقول متألماً: "أعتقد أننا نشهد سايكس بيكو جديداً في ظل هذه الأعمال التخريبية".

القليل من المجتمعات هنا يشعرون بأنهم كفار بعد تنامي دور تنظيم "داعش" لاسيما انهم يسكنون في المناطق الأكثر عرضة للاستهداف بسبب ان مناطقهم تعتبر من المناطق المتنازع عليها التي يسيطر عليها الأكراد في العراق وكثيراً ما كانت صراعاً بين سلطة الاقليم والحكومة المركزية.

وتعتبر الاقلية المسيحية، والأقليات الاخرى مستهدفة من قبل المتطرفين السنة على مدى العقد الماضي، فالكثير منهم تعرضوا الى اعتداء في موجات العنف التي تركزت في الموصل وبغداد، لكن سقوط الموصل هي المرة الأولى التي شعر بها المسيحيون بأنهم في خطر حقيقي ولا بد من الهرب.

وكان معظم المسيحيين في الموصل يخشون البقاء لاسيما عندما غادر الجنود جنبا إلى جنب مع الشرطة وكافة الاجهزة الامنية  المدينة، فيقول في هذا الشأن، مطران الكلدان الكاثوليك في الموصل المونسنيور العامل نونا، في باحة كنيسة ببعشيقة، أقل من 20 كيلومتراً من مدينته المحتلة: "الأسر المسيحية والأسر المسلمة جميعهم غادروا هذه المنطقة التي كانت مشتركة بين المسلمين والمسيحيين".

اذ، ما يقرب من 80 الف أسرة من المسيحيين فروا، اي 90 في المئة من السكان المسيحيين في الموصل بعيدون عن بيوتهم، ينتظرون العودة إلى ديارهم، وآخرون منهم يحاولون الانضمام الى أقاربهم في الغرب، فمنذ عام 2003، هاجر ثلثا مسيحيي العراق اذ وصلوا الى  1.5 مليون مسيحيي عراقي خارج البلاد، وقال قادة الكنيسة بأن المسيحيين واثناء خروجهم من البلد وضعوا المسمار الأخير في نعش المسيحية بالشرق الأوسط، ويشير غالبية المسيحيين الى ان العراق هو بلدهم الاصلي مؤكدين انهم في البداية كانوا هنا، ويضيف البطريرك الذي أسس لأول مرة في أنطاكية في الوقت الحاضر بتركيا في 37 م :" يتم خلط دماء شهدائنا مع التربة هنا، وبعض منهم من رسل الرب يسوع كانوا هنا، وأنهم بشر الانجيل في هذه الأرض ، فكيف يمكن أن يترك الناس مكانهم هنا؟ وكيف يمكنك تشجيعهم على ترك أماكنهم وراءهم والتفكير بمكان أفضل ؟".

بعشيقة التي تمتلئ بالكنائس والمساجد والمعابد فضلاً عن وجود الاقلية الازيدية فيها، والأديان القديمة الأخرى، تعتبر شاهدة على قرون من التعايش الديني هنا، وفي باحة الكنيسة كما تحدث المونسنيور، تأتي النساء المحجبات المسلمات هنا لاضاءة الشموع لمريم العذراء، و التبجيل من قبل كل من المسلمين والمسيحيين في الكنائس.


http://www.altahreernews.com/inp/view.asp?ID=21895
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة