جرذان المانية تفتك بمحاصيل 18 ألف دونم في كربلاء

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يناير 25, 2013, 09:30:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

جرذان المانية تفتك بمحاصيل 18 ألف دونم في كربلاء




كربلاء/المسلة: بعدَ الرعب الذي تركته لدى المزارعين في كربلاء الخنازير البرية وتماسيح الديوانية وأفعى سيد دخيل في الناصرية، جاء اليوم دور فصيلة غريبة من الجرذان يطلق عليها "الجرذان الألمانية" التي استباحت عدداً من أراضي الفلاحين بكربلاء ودمّرت مزروعاتهم متسببةً لهم بخسائر مادية فادحة.





وتعرض عدد من البساتين الى هجمات الجرذان منذ عدة اشهر كما يقول جسام حبيب وهو صاحب بستان في منطقة العطيشي بكربلاء وهو يؤكد انها "أفسدت المحاصيل الزراعية من أشجار النخيل والحمضيات والخضروات حيث تقوم بقرض سيقان النباتات والجذور".



وترى دائرة الزراعة بالمنطقة أنّ هذه الجرذان غريبة من نوعها وتعيش في ألمانيا تحديداً، بحسب حبيب، ولذلك أطلق عليها المزارعون اسم "الجرذان الألمانية" التي تتسبب لهم الذعر والخسائر في المحاصيل، ويوضح أنّ "هذه الحيوانات لا تتلف النباتات فقط وإنّما تقوم بحفر الأرض وعمل سدود من الرمل الذي تسد به جداول الماء الفرعية في بساتيننا من دون أن نجد أي مكافحة للتخلص من وبائها".



وتنتمي الجرذان الى فصيلة القوارض ومن بينها القوارض الخارجية التي تنتمي اليها الجرذان الحقلية والتي تبني جحورها في الحقول الزراعية وتخلف اضرارا مادية فهي تأكل البذور قبل إنباتها وتنقل بعضها إلى جحورها وتلوي نباتات القمح والشعير للأسفل وتقرض سنابلها وتخزن بعضها في جحورها وتتسلق سيقان الذرة لتتلف أكوازها، وتهاجم مختلف أنواع الخضار وتتغذى على ثمارها كما انها تتسلق أشجار الفاكهة لتأكل لبها وتمتص عصيرها، كما تهاجم حظائر الأبقار والأغنام والدواجن فتكسر بيوض الدواجن وتشرب محتوياتها.





ويشير الفلاحون والمزارعون في كربلاء ألى أن "الجرذان الألمانية" ذات لون رمادي ويزن جسم الواحد منها 300 غم، ويتراوح طولها بين (15 – 25 سم) وتختلف في شكلها الخارجي عن أنواع الجرذان المعروفة.



ويوضح المزارع هاشم الشمري ان الجرذان المتعارف عليها في منطقتهم "كانت تتخذ من قمم النخيل أعشاشاً لها، وتتكاثر بأعداد قليلة ويمكن القضاء عليها بمكافحتها جوياً، فيما تعيش الجرذان الالمانية تحت الأرض وتتسبب بإتلاف نباتاتها فهي قضت على مساحة ثمانية دوانم" من بستانه نتيجة لتكاثرها السريع وتزايد.



ويكشف مزارع اخر وهو سعد محمد علي من منطقة الجنكنه بناحية الحافظ في كربلاء، ما تعرض له من اضرار بسبب "الجرذان الألمانية" التي أتلفت له "أكثر من (300) شجرة رمان خلال هذا الموسم".

والمشكلة كما يرى تكمن في ان "مكافحة هذه الجرذان امر صعب جداً لانها تحفر مناطق عميقة من الأرض ويصعب إيصال المبيدات لجحورها".



من جانبه طالب الفلاح لؤي عبد علي سلمان مديرية زراعة كربلاء بأنّ "تكافح هذه الحيوانات القارضة عن طريق تطوير مبيد جديد وخلطه بماء السقي ليتغلغل إلى أعماق التربة، فلا يكفي رش المبيد جوياً في مكافحتها".



اما شراء المبيدات وخلطها بطُعم من اللحم والجبن والخيار فهو لا ينفع بحسب ما جربه الفلاح سلمان "خصوصاً مع أعدادها الكبيرة ومقاومتها للمبيدات العادية"، وبالتالي "يتطلب الامر جهداً حكومياً وليس شخصياً".



من جهتها تقول مسؤولة شعبة المكافحة في مديرية زراعة كربلاء المهندسة وداد رسول مهدي أنّ "مساحة الأراضي الزراعية المعرضة لغزو هذه الجرذان تبلغ نحو (18 ألف) دونم زراعي في عموم المحافظة وموزعة بين مناطق الحسينية والهندية والحر"، مضيفةً أنّ "هنالك حملات أسبوعية لشعبة المكافحة باستخدام مبيت (فوسفات الزنك) الذي يتم منحه للفلاحين بعد تعفيره بمادة (نخالة الطحين) التي تصبح مثل الطُعم لها وتقلل من رائحة المبيد التي يتحسّسها الجرذ".



و بحسب مسؤولة شعبة المكافحة فان الاخيرة "تسلمت هذا العام كمية (375 كغم) من مبيد فوسفات الزنك الهندي المنشأ وهي تكفي لمكافحة (15 ألف) دونم"، مشيرةً الى ان "هنالك ندوات تعريفية للمزارعين بصدد كيفية مكافحة الجرذان مع تزويدهم بالمبيد بصورة مستمرة والذي يتسبب بنزيف في معدة الجرذ بعد أقل من 10 دقائق من تناوله".



وتتباين طرق مكافحة هذا النوع من الجرذان الجرذان المسمى الجرذان الحقلية فمنها ما هو ميكانيكي يتمثل بإتلاف الجحور وإجراء الفلاحات العميقة للأراضي والتطويف بالماء، واستخدام المصائد الخاصة بالقوارض.



وهناك المكافحة الحيوية باستخدام الكلاب والقطط وابن آوى والطيور الجارحة واستخدام البكتريا والطفيليات التي تفتك بالقوارض.





وهناك الطريقة البيولوجية : بوضع مادة لاصقة بالقرب من الجحور في الحقل تعمل على تثبيت الفأر في مكانه بعد خروجه من الجحر مما يؤدي إلى قتله من قبل الأعداء الحيوية ( البوم – ابن عرس – الأفاعي).



اما المكافحة الاكثر شيوعا في الكيميائية وهي تكون على شكل طعوم سامة وسموم تفتك بالقوارض مثل فوسفيد الزنك واكسيد الزرنيخ أو مساحيق نثر أو غازات، اضافة الى المبيدات المضادة للتخثر.



وكان مزارعو بساتين كربلاء في مناطق الچمالية والحر الصغير والسوادة والكرطة والمبزل والشريعة والمناطق القريبة من بحيرة الرزازة (جنوب كربلاء) قد اشتكوا، في تشرين الاول من العام 2011 من هجوم قطعان الخنازير البرية على محاصيلهم الزراعية ما أدّى إلى تلفها بالكامل، اضافةً الى تسببها بهلع لدى الأهالي، فضلاً عن أخطارها الصحية عليهم بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير.



فيما شهدت محافظة الناصرية ما سمي بـ"أفعى سيد دخيل"، وفي الديوانية ظهرت ثلاثة تماسيح، واكتشف تمساح آخر في العمارة، فيما تحدثت تقارير صحفية أخرى عن تسجيل ظهور فصائل كلبية من حيوانات غريبة عن محيط الجنوب العراقي.
http://www.almasalah.com/index.php/cultures-3/6269-جرذان-المانية-تفتك-بمحاصيل-18-ألف-دونم-في-كربلاء.html
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة