«الصباح الجديد» ترافق «الفدائي المجهول» في عمق مصفى بيجي

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أكتوبر 24, 2015, 01:17:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

«الصباح الجديد» ترافق «الفدائي المجهول» في عمق مصفى بيجي


صلاح الدين ـ علي سالم:

لم تكن مهمة مرافقة مفرزة متخصصة في معالجة العبوات والمتفجرات في عمق مصفى بيجي شمال صلاح الدين باليسيرة، فهي من المهمات الخطرة جدا، ذلك ان اي خطأ ستكون عواقبه وخيمة، ما يعني الحاجة للمزيد من الدقة في معالجة الاجسام المتفجرة لتفادي اية خسائر بشرية او مادية.
كانت مهمة المفرزة التي رافقتها «الصباح الجديد» هي تطهير طريق فرعي ومجمع اداري في وسط بيجي بعد رصد عبوات والغام بداخله وبعد مسيرة نصف ساعة وصلنا الى الموقع المستهدف الذي كانت تحيط به فرق قتالية جوالة، لتأمينه عن بعد.
فجاة، نادى احد خبراء المتفجرات: احذروا انها عبوة المسطرة، وهو تعبير عن احدى انواع العبوات التي تستخدم من قبل داعش لاستهداف الفرق الراجلة، في محاولة لايقاع الخسائر البشرية في صفوفها، وبعد اكثر من 20 دقيقة تم ابطال مفعولها وتقدمنا باتجاه الهدف.
عبد الله خليل احد خبراء المتفجرات في قال لــ «الصباح الجديد»، وهو يحمل عبوة ناسفة تزن اكثر من 20 كغم من مادة السي فور، بعد ابطال مفعولها ان «خبير المتفجرات هو فدائي مجهول لانه يتعامل مع الموت عشرات المرات يوميا خاصة في ظروفنا وليس هناك اي مجال للخطأ لذا نعمل بدقة وحرص شديدين».
واضاف خليل ان «خبراء المتفجرات والهندسة العسكرية لا تسلط الاضواء الاعلامية عليهم كثيرا رغم انهم يتحملون قسط كبير من التحديات في العمليات العسكرية وهم يكونون في مقدمة الصفوف في الاقتحامات لفتح الطرق وتامين مسارات القطعات الامنية».
وبين خليل ان «ثلاثة من اصدقائه قتلوا خلال الاشهر الماضية وهم يحاولون ابطال مفعول عبوات والغام ومنازل مفخخة في العظيم وبيجي وتكريت».
اما يوسف والذي يلقب بـــ ابو محمد، وهو شاب في العقد الثالث من عمره، خبير في ازالة المتفجرات، قال ان «داعش يطور دوما من استراتيجية تفخيخ الطرقات والمنازل وتصنيع العبوات لانه يعتبرها من اهم خطوطه الدفاعية في مواجهة تقدم القوات الامنية المشتركة والحشد الشعبي».
واضاف يوسف ان «هناك 5 انواع رئيسة للعبوات التي يصنعها داعش ابرزها المسماة بالمسطرة»، مبينا ان احدى الطرقات في بيجي تم رفع 14 عبوة ناسفة منها رغم ان طولها لا يزيد عن 500 م».
واقر يوسف بان مفارز معالجة المتفجرات وكتائب الهندسة لا تسلط الاضواء الاعلامية عليها رغم انها تعمل في اخطر نطاق في العمليات العسكرية وهي تقدم تضحيات كبيرة جدا بين فترة واخرى».
فيما بين القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري ان «داعش يحول اي منطقة يسيطر عليها الى حقل كبير من الغام وينشر العبوات في كل زقاق وحي ومصنع»، مشيرا الى ان «داعش لم يكتف بتفخيخ الابنية بل فخخ حتى المصاحف الشريفة في المساجد ودور العبادة».
ولفت المعموري الى ان «القوات الامنية والحشد الشعبي عثرت اثناء تمشيط بيجي على ثلاثة معامل كبيرة لتصنيع المفخخات والعبوات كانت كافية لتدمير احياء سكنية كاملة».
وتابع ان «هناك جهات خارجية توفر الامكانيات العلمية لداعش في تعزيز قدراته بتصنيع العبوات الناسفة التي يعتمد عليها التنظيم بكثافة في مواجهة تقدم القوات الامنية المشتركة والحشد الشعبي».
واقر المعموري بان فرق المعالجة وكتائب الهندسة العسكرية تقوم بمهمات صعبة وهي تواجه تحديات كبيرة في ازالة ورفع مئات العبوات الناسفة وابطال ابنية المفخخة»، مشددا على ضرورة بيان حجم تحديات هذه الشريحة التي لعبت دورا محوريا وفعالا في معركة القضاء على داعش وحلفائه في بيجي».


http://www.newsabah.com/wp/newspaper/64164
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة