تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

بعض المسيحيين ...

بدء بواسطة متي اسو, ديسمبر 18, 2014, 07:54:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

بعض المسيحيين ...
احاول ان اوجه كلماتي هذه الى بعض الاخوة المسيحيين بسبب الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المسيحية والمسيحيين الان ، هجمة لم نسمع بها قبلا منذ ايام شابور الثاني وهولاكو.
اخوتي ، لايهم إن إختلفنا في المذهب ، هذا الاختلاف الشكلي الذي يحاول رؤساء الطوائف الان، مشكورين ، على تضييقه وازالته . كلنا في المسيح يسوع واحد ، والهجمة الارهابية تستهدف الكل ، نعم الكل ، لان هذا الكل هو واحد .
لايهم إن إختلفنا في القومية ، رغم ان هذا الاختلاف غير مبرر ويحز في قلبي ، إذ حاول هذا الاختلاف ان يكون سببا للفرقة في وقت نحن بأمس الحاجة الى الوحدة .
لا يهم إن إختلفنا سياسيا ، حتى لو ان احزابنا اختلفت وتقاطعت وتقاتلت ، لاننا مسيحيون نكره العنف بطبعنا ، تعاليمنا هي التي صاغت طبعنا . نكره العنف حتى عندما يطال غيرنا ، فكيف نحبذه بيننا ؟ ... لا يهم إن كنت بعثيا او شيوعيا او لبراليا او علمانيا ، لا يهم إن كانت توجهاتك دينية او قومية او إلحادية ...
تقول الكاتبة والصحافية اوريانا فلاشي : " اني ملحدة مسيحة ، اني لا اؤمن ، لكني اؤمن بالانسانية والعدالة والمساواة ، اؤمن بالعلمانية وبالديمقراطية ، لذا فاني فخورة بانتمائي الى المسيحية ، المسيحية التي زرعت إرثا في اوربا ، هذا الارث الذي يحقق كل هذه المباديء الانسانية الرائعة الي أؤمن بها " .
المهم ان يكون انتماءك مسيحيا قبل أي شيء آخر . الأنتماء  المسيحي يجب ان يكون الاول دائما ، هو اولوية الاوليات ، لا ينبغي ان ننسى او نفرط بهذه الأولوية على حساب اي انتماء آخر .
قبل مدة طويلة جدا كنتُ في حوار ساخن مع اخ مسيحي ، من جملة ما قاله هو إشادته بيوسف القرضاوي والاسلامي سليم العوا ، رغم الموقف العدائي لهاتين الشخصيتين إتجاه المسيحية والمسيحيين ( وضعت روابط كي يطلع عليها ) ، لكنه كان غير مستعد للاعتراف ... كان ذلك لسبب بسيط وهو موقف تلك الشخصيتين من الاوضاع في العراق والتي تطابق مواقف انتماءاته السياسية ... ربما هذا الرجل هو مؤمن مسيحي اكثر مني ، لا اشك في ذلك ، لكنه رجل نسي اولياته فوضع انتمائه السياسي في المقدمة ... ان إخفاء الحقيقة او إنكارها او اللهاث خلف اكاذيب بغية دعم توجهات سياسية معينة أمر بغيض ، فكيف إن كان ذلك يؤثر على وضع الاقليات المضطهدة ومنها طائفتك ؟
الانتماء المسيحي لا يتقاطع ابدا مع الانتماء الوطني او الانساني والموقف مع بقية الاديان ، بل بالعكس تماما ... المسيحية هي " السلام والمحبة " ... ما أحوجنا ... ما احوج الوطن الى هاتين الكلمتين في هذا الوقت بالذات .