الإنجيل المُسجَّع بنسق قرآن المسلمين لعبد يشوع الصوباوي مطران نصيبين

بدء بواسطة موفق نيسكو, ديسمبر 18, 2014, 05:46:35 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

موفق نيسكو

الإنجيل المُسجَّع بنسق قرآن المسلمين             
لعبد يشوع الصوباوي مطران نصيبين

شهدت القرون الستة الأولى منذ دخول الإسلام فترات من التسامح الديني جرت فيها مناظرات ومجادلات مسيحية إسلامية كثيرة، قسم منها مباشرةً بين شخصين، وقسم منها رد من جانب على الآخر، بشكل رسائل ومجادلات ومجالس وردود وغيرها، لرجال دين وأدباء مثل طيمثاوس، عبد المسيح الكندي، أبراهام، جرجي، الراهب بولس الأنطاكي، قسطا ابن لوقا، أبو قرة، إيليا برشنايا، عمَّار البصري، أبي زرعة، ابن مؤمَّل، أبو رائطة التكريتي وغيرهم، وكان قسم كبير منها كان بروح ثقافية دينية وأدبية ولغوية وعقائدية منفتحة.
ويُعدُّ المطران السرياني العلامة عبد يشوع الصوباوي (+1318) حجة وعمود من أعمدة هذا النوع من الأدب، وركناً وجسراً ربطاً للثقافة السريانية والعربية، فعندما تباهى بعض العرب بمقامات الحريري  واستهزءوا بالسريان ولغتهم، وبأن السريان لا يستطيعون أن يأتوا بمثلها، كلَّفهُ بطريركهُ يهبالاها الثالث (+1317) بالرد على العرب، فانتفض عبد يشوع الصوباوي ليضرب أروع مثال التواضع السرياني المسيحي قائلاً، ܐܠܝܠܐ ܕܣܘܪܝܝܐ ܘܡܚܝܠܐ ܕܡܫܝܚܝܐ إني أحطُّ السريان وأضعف المسيحيين، وبعدما أمرني رئيس جمعنا فإني سوف أطأطأ رأس من يتطاول على لغتنا السريانية الجميلة لأفوز بالإكليل للغتي الأولى، فألَّف ديوانه المشهور (فردوس عدن) بالسريانية الذي حلَّق فيه عالياً بكل معنى البلاغة والفصاحة اللغوية والشعرية الرصينة حاذياً حذو العرب في الجناس والطباق والتوشيح ولزوم ما يلزم وغيرها من فنون الشعر والإبداع، لدرجة أن شعرهُ نال إعجاب العرب. 
وكانت مسألة أسلوب ومكانة قرآن المسلمين اللغوية والبلاغية إحدى أهم المسائل التي يُركِّز عليها علماء المسلمين في التاريخ، فقد قام هذا العلامة بكتابة الإنجيل على نسق القرآن ليثبت للمسلمين أن السريان قادرين على كتابة إنجيلهم بنفس الطريقة، وقد قام بهذا العمل الرائع خلال ستة أشهر، حيث بدأ بكتابة الإنجيل في تشرين الأول سنة 1299م وفرغ منه في 11 نيسان سنة 1300م، وها نحن ننقل لكم إنجيل عيد الميلاد بحسب البشير لوقا إصحاح 2 من آية 1-20، وكيف نظَّمها عبد يشوع على نسق القرآن اللغوي.

1 وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة. 2 وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سورية. 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته. 4 فصعد يوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته. 5 ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. 6 وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد. 7 فولدت ابنها البكر وقطمته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل. 8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. 9 وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. 10 فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. 11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مُخلص هو المسيح الرب. 12 وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مُقمَّطاً مضجعاً في مذود. 13 وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: 14 المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. 15 ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب ألآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. 16 فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً في المذود. 17 فلما رأوه اخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي. 18 وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. 19 وأمَّا مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها. 20 ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه وراوه كما قيل لهم.