العبادي: البعض يفرض الحرب لينهب الثروات

[ماهر سعيد متي]

العبادي: البعض يفرض الحرب لينهب الثروات

تقرير التنمية البشرية العراقي يضيف فقرتين لنظيره الأممي
بغداد- احمد عبد ربه
الاء الطائي
شدد رئيس الوزراء حيدر العبادي على ضرورة التوجه نحو دعم الطبقات الفقيرة وتحقيق المساواة المجتمعية, بالموازاة مع العمل لاستـئصال الارهـاب.
وقال رئيس الوزراء، خلال كلمته في مؤتمر اطلاق تقرير التنمية البشرية لسنة 2014, امس الاربعاء, بحضور "الصباح": ان "الحكومة تجاهد من اجل محاولة الوصول الى موازنة فاعلة لاقرارها سريعا في مجلس النواب", ملمحا الى "وجود من يضيع ثروات البلد ويحاول الاستيلاء عليها بشكل غير نزيه".
ودعا القيادات السياسية الى الاتجاه لطبقات المجتمع الاكثر ضعفا ورعايتها لتحقيق التنمية واستغلال طاقات الشباب بالرغم مما تمر به البلاد من تحديات الارهاب والفساد.
ونوه العبادي بان "البعض قام بفرض الحرب الاهلية واضاع الثروات واستولى عليها بعد العام 2003 ما اسهم بشكل كبير في ضياع فرص الشباب وطموحاتهم", لافتا الى ان "زيادة ايرادات الدولة ليست بالضرورة مقياسا لرفاهية المجتمع، لان زيادتها في بعض الاحيان تؤدي الى اتساع الفارق بين فئات وشرائح المجتمع وبالتالي تصبح وبالا على المجتمع".
واضاف "من هذا المنطلق تأتي التنمية التي تقوم بوضع منهجية لتوزيع الثروات بشكل عادل على فئات المجتمع"، مبينا ان "الثروة هي بيد نفر قليل من المجتمع وهذا خطـأ فادح لا بـد من تلافيـه من اجل تحقـيق التنـميـة".
تفاصيل موسعة ...
اطلقت الحكومة العراقية بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي التقرير الوطني للتنمية البشرية 2014 تحت عنوان " تنمية الشباب وتحدياتهم والفرص المتاحة لهم مستقبلا", والذي عرض في متبنياته الادلة والمؤشرات الاحصائية  للتنمية البشرية والتي توصف عادة وفقا لمقاييس تعتمد وتستند على  منهجية  الامم المتحدة,  فيما تم في العراق اضافة دليلين الى جانب الادلة التقليدية التي تنشر في برنامج الامم المتحدة  احدهما يتعلق بالفقر متعدد الابعاد, والاخر يتعلق بتنمية الشباب, ما عكس تفاوتا كبيرا بين المحافظات من  جانب وبين الشباب والشابات من جانب اخر. 
وشدد رئيس الوزراء حيدر العبادي, خلال كلمته في المؤتمر, بحضور "الصباح" على ضرورة التوجه نحو دعم الطبقات الفقيرة وتحقيق المساواة, بالموازاة مع العمل لاستئصال الارهاب, مؤكدا ان الحكومة تجاهد من اجل الوصول الى موازنة فاعلة لاقرارها سريعا في مجلس النواب.
وبين ان العراق يواجه تحديات عديدة, اولها الإرهاب والعمليات العسكرية التي تشهدها بعض المناطق, وإعادة بناء واعمار المناطق المتضررة, يضاف لها تحديات الموازنة المتمثلة بانخفاض اسعار النفط الى مستويات كبيرة, مقابل تطلع الحكومة الى تحقيق التنمية البشرية بكل مفاصلها.
وقال العبادي: إن "البعض فرضوا علينا نوعاً من الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي وتضييع الثروة بالخلافات والمنافسات غير الشريفة"، لافتاً إلى "وجود محاولات للاستيلاء عليها بشكل غير نزيه".
ونوه رئيس الوزراء بان زيادة الثروات في البلاد لصالح فئات معينة قد تزيد من الفارق الطبقي بالمجتمع, مبينا انه من هذا المنطلق تأتي التنمية التي تقوم بوضع منهجية لتوزيع الثروات بشكل عادل بين فئات المجتمع، منتقدا حصر الثروة الان بيد نفر قليل من المجتمع, عادا الامر "خطأ فادحا لا بد من تلافيه".
من جانبه, اوضح المنسق الوطني للتنمية البشرية, مدير مكتب رئيس الوزراء, مهدي العلاق لـ"الصباح", ان تقرير التنمية البشرية للعام 2014 سلط الضوء على اهم العوامل التي توفر الفرص الحقيقية للشباب كتشجيع القطاع الخاص ودعم العملية الاستثمارية في كل جوانبها، مع توفير الضمانات والامتيازات الحقيقية للعاملين في القطاع الخاص على غرار ما يتمتع به العاملون في القطاع الحكومي بشكل متساو، معتقدا ان ذلك من شأنه ان يقلل نسبة البطالة بشكل كبير ويقضي تدريجيا على الفقر في البلاد.
واضاف ان التقرير تطرق بشكل مكثف الى قياس مستوى التنمية لدى الشباب كونهم يشكلون ربع سكان العراق مع بيان الفارق بين الذكور والاناث، منوها بوجود انخفاض في معدلات الالتحاق بالتعليم الثانوي عند الاناث مقارنة بالذكور، كما تطرق الى الواقع التنموي في القطاعات الصحية والتعليمية وقطاع الدخل والتركيز على التحديات التي تواجه التنمية البشرية للوصول الى الاهداف.
وفي السياق ذاته، اكد المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي لـ"الصباح", ان التنمية البشرية نهج تنموي يكفل الوصول الى الاهداف الكلية للتنمية وفق رؤية قوامها تحقيق مستويات متقدمة من الرفاه للمجتمع وتطوير قدراته وتوسيع حرياته، مشيرا الى ان التوصيات التي دعا اليها التقرير تضمنت ثلاثة محاور, اهمها الجانب الاقتصادي اذ نص على تخفيض معدلات الفقر وزيادة النمو الاقتصادي خارج النفط الخام مع تنشيط القطاع الخاص وتقليص تدخل الدولة في الاقتصاد مع توسيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ونوه بان التقرير شدد ايضا على تأمين نظام صحي شامل والاهتمام بالاسرة مع اصلاح التعليم من خلال وضع سياسة اصلاحية تشمل مختلف مستويات ومكونات العملية التعليمية واعتماد منظومة انتاج ونشر المعرفة اضافة الى تعزيز مشاركة الشباب في ثقافة الامن والسلام مع نشر ثقافة المواطنة وتعزيز دور المجتمع المدني.
من جهته, اشار عضو الفريق الاداري والمنسق في اعداد البرنامج حسام حسون لـ"الصباح", الى ان حفل اطلاق هذا المؤتمر حصيلة جهود متواصلة ومتكاملة من العام 2008 حيث شهد انطلاق اول تقرير للتنمية في العراق الذي نجح في اثارة الجدل حول سياسات التنمية وتلاه تقرير 2014 الذي يعنى بالشباب ودورهم في المجتمع.
وبين حسون, ان فئة الشباب في العراق تمثل 28 بالمئة من اجمالي السكان وبالتالي فهم طاقة لا بد من الاستفادة منها, مضيفا ان التقرير اعد بالاستناد على ورش عمل مشتركة في مختلف محافظات العراق وصولا الى اقصى المناطق والقرى لجمع الاراء من الشباب كعينات من جميع مناطق العراق. وتابع ان اهمية التقرير تكمن في أنه يهيئ دراسة حقيقية لصناع القرار والتأشير على الخلل الموجود في المجتمع, معربا عن امله في ان يتم توفير الفرص للشباب وتشخيص الخلل وايجاد المعالجات للنهوض بالطاقات الكبرى عبر تصحيح اولويات السياسات باتجاه تمكين هذه الفئة وتوسيع الفرص امامهم وتأمين الحماية من المخاطر التي يتعرضون لها بسبب الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية غير المستقرة.
الى ذلك, أكد رئيس الوزراء ان "التحدي الذي يواجهه العراق ليس على المستوى العسكري والأمني فحسب، وانما يتعدى الى المستوى السياسي والاجتماعي والفكري".
ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء, تلقت "الصباح" نسخة منه, عن العبادي القول في كلمة القاها خلال حضوره حفل صدور كتاب "النجف بوابة الحكمة" عن منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو", ان "الخطر الارهابي البربري لا يهدد العراق فقط، وانما المنطقة والعالم".
وعد العبادي ان الاحتفاء اليوم بالنجف من خلال هذا الكتاب يمثل ردا على الهجمة الارهابية التي يتعرض لها العراق، مشيرا الى ان "التحدي الخطير الذي يواجهه لا يقف عند المستوى العسكري والأمني وانما يتعدى الى المستوى السياسي والاجتماعي والفكري", مشيدا بوقوف النجف ومرجعيتها بوجه هذه الهجمة, معربا عن ثقته بقدرة العراقيين على الوقوف بوجه هذه التحديات وتحقيق الانتصار.

http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=82777