هدر حقوق الأطفال..... اغتيال لمستقبل بلادنا

بدء بواسطة حكمت عبوش, أكتوبر 11, 2011, 03:42:32 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

                
هدر حقوق الأطفال..... اغتيال لمستقبل بلادنا

                                                                            حكمت عبوش

يبقى الأطفال زينة الحياة أوصى  الأنبياء والرسل بضرورة الحرص على حياتهم و مراعاتها وتجنب إيذاءهم بل وحتى الاقتداء بهم لأنهم رمز البراءة والنقاء ثم جاء الإعلان العالمي لحقوق الطفل الذي أصدرته الأمم المتحدة
في 20\11\1959 ليؤكد أهمية هذه الحقوق و وجوب(عدم التجاوز عليها مهما كانت الأسباب و الظروف) و أصبح ثابتا أن تقدم  البلد وتحضره يقاس بمدى تطبيقه لبنود هذا الإعلان وبالرغم من أن بلادنا أصدرت الكثير من  القوانين والتعليمات الخاصة بالطفولة ورعايتها
ومستمدة من هذا الإعلان العالمي إلا أن ما نراه على الواقع لا يسر أي  مراقب بسيط . صحيح إن تحسنا نسبيا قد حدث في بعض جوانب حياة الأطفال ولكن مآسي كثيرة ومظاهر مؤذيه جمة لازالت سائدة تعبر عن سوء معاناتهم العميقة ومنها عمل الكثير منهم في ورش العمل الميكانيكي واليدوي عامة مثل جر عربات الحمل في الشورجه أو أسواق المحافظات الأخرى أو التسول أو البحث في أكوام القمامة عن القناني الفارغة أو لقمه ضائعة يسدون بها رمقهم أو التسكع في الأزقة والشوارع يكون فيها الطفل معرضا للانحراف وتعلم السرقة والكذب و اللصوصيه  والتدخين وحتى المخدرات وهذه كلها حالات واقعيه ذات مغزى جوهري تبين انتقال معظم هؤلاء الأبرياء (بدون إرادتهم  و إرادة أبائهم)من مقاعد الدراسة التي يجب أن يكونوا فيها لتربيتهم و إعدادهم ليصيروا عناصر بناء مبدع  لمجتمعهم الناهض إلى عناصر هدم وتخريب و لا أباليه تجاه المجتمع وهذا كله مخيب للآمال ومحزن في زمن يبدع المواطنون والشباب في المجتمعات المتقدمة ليس في كل يوم بل في كل ساعة منجزا علميا و حضاريا جديدا.
إن هذه التجليات المؤلمة ما هي إلا انعكاسا حتميا لواقع مر تعززه الأرقام الرسمية و منها أن 23% من سكان العراق يعيشون دون مستوى الفقر بل إن هذه النسبة تزداد في ريف بعض المحافظات(كم عدد الأطفال من هذه النسبة العالية)  و إن نسبة البطالة تبلغ 30% من القادرين على العمل(كم عدد الأطفال الذين يكلف العاطل الواحد في إعالتهم). يقول السيد (محمد ألشمري) نائب رئيس مجلس محافظة بغداد (إن عدد اليتامى في العراق يبلغ 2 مليون طفل)1 و العلاقة بين اليتم و معاناة الأطفال (بأشكالها المتعددة)معروفة و إن العراق يحتاج إلى 7876 مدرسة 2 و 3000 مدرسة في بغداد فقط 3 و إن هناك (مدارس ألفية) يبلغ عدد تلاميذها الألف و يزيد و إن فيها صفوف يتراوح عدد تلاميذها ما بين (100-130) تلميذ و إن في صفوف ابتدائية متقدمة يوجد تلاميذ لا زالوا يجهلون قراءة و كتابة الحروف الابجدية4 إن هذه الوقائع المخيفة تظهر بجلاء إن هناك فسادا ماليا و إداريا وقصورا حتى في بناء المدارس و التعليم لا زال مستشريا في معالجة ملفات الطفولة المختلفة كما هو الحال في كل ملفات المجتمع العراقي الأخرى و قد أكد السيد بهاء الاعرجي النائب عن كتلة الأحرار الصدرية و رئيس لجنة النزاهة في البرلمان هذا الاستشراء و قد اعتبر السيد شيروان الوائلي النائب عن التحالف الوطني و وزير الأمن الوطني السابق هذا الفساد اشد خطورة من الإرهاب5.
إن هذا الفساد السياسي و الإداري و المالي الذي أخرجته المحاصصة الكريهة هو الذي جعل الورقة التربوية عائمة لأكثر من ثمااااااان سنوات و بدون حلول منذ السقوط بل هو سيجعل الكتاب العراقي بكل أوراقه عائما لثمان أخرى و أخرى من السنوات إن لم يحدث العراقيون كل من موقعه و خاصة قادة الكتل و الأحزاب الحاكمة تغييرا جذريا و نوعيا في طريقة و آليات تعاملنا ليس مع أزمة التعليم بل كل أزماتنا المستفحلة و بذلك نضمن الخروج من تداعيات المشاكل التي أوجدها الواقع بعد سقوط الدكتاتور صدام المريب.
إن واقع الأطفال لا زال بعيدا جدا عن الترجمة السليمة لإمكانياتنا المالية الوفيرة و حتى الفنية السليمة الممكن زيادتها و تطويرها، إن التقصير و الهدر في حقوق أطفالنا هو حقا اغتيال لمستقبل العراق البهي لان الوطن القوي المتحضر لا يبنيه جيل يعاني في طفولته من الفقر و الأمية و تدني مستوى الحياة بكامل جوانبها و إنما يبنيه جيل تم تلبية كل حقوقه من مأكل و ملبس و مسكن و تعليم و يحظى بالرعاية الشاملة أسرية و غيرها  و تطوير و صقل كل إمكانياته و مواهبه ليكون فعالا و نشيطا في بناء العراق الجديد أي جيل واثق من نفسه و هذا ما كان جميعه متوفرا في المجتمعات المزدهرة و منذ سنوات طويلة فلننظر إليها و نرى السرعة في انجازاتهم و لنر البون الشاسع و هو يزداد اتساعا بيننا و بينهم ,نحن نراوح في مكاننا وهم ينطلقون بسرعة الصاروخ.  


1-   جاء قوله هذا -عبر الهاتف- في ندوة على قناة الفيحاء (عن الأطفال اليتامى و المعوقين) أدارها الدكتور محمد الطائي يوم 10 /9/2011 .
2-   مقال للأستاذ نعمة عبد اللطيف(إلى متى تبقى مدارس القصب تلازم تعليمنا) طريق الشعب العدد 20 في 29 آب 2011 .
3-   جاء هذا في حديث د.فلاح القيسي رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد في ندوة على قناة الحرة قبل شهور.
4-   جاء هذا في كلام د.عبد جاسم ألساعدي رئيس جمعية الثقافة للجميع في نفس الندوة أعلاه.
5-   قال السيد شيروان الوائلي هذا في حوار له مع صحيفة (كلف نيوز) الإماراتية نقلته صحيفة طريق الشعب.

ماهر سعيد متي

شكرا على الموضوع الحيوي والصور ادناه تظهر حقوق الطفل العراقي ... تحياتي



مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

حكمت عبوش

الاستاذ ماهر المحترم

ان صورك المضافة الى المقال تعبر بدقة عن جزء من معاناة اطفال العراق فهي تكمل و تغني ما اردت التنبيه لخطورته على مستقبل وطننا بسبب بؤس الاطفال و معناتهم العميقة منذ سقوط الصنم في نيسان 2003 و ككل العراقيين كنا نأمل تغييرا جذريا و نوعيا في واقع الاطفال الذين كانوا اكثر بؤسا و معاناة قبل التغيير (فاذا كانت نسبة الفقر الان 23% فانها كانت قبل التغيير اكثر من 50% ) و لكن هذا لم يحدث و المشكلة اعم و اشمل انها تخص بنية الكيان العراقي كله و لكننا نامل و نطمح بايمان ان يكون المستقبل اكثر اشراقا و ضياءا و شكرا جزيلا

                                                                                                         حكمت عبوش