إدعموا المالكي بموقف واضح كموقفه الرافض للتمديد

بدء بواسطة صائب خليل, أبريل 25, 2011, 09:17:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

إدعموا المالكي بموقف واضح كموقفه الرافض للتمديد

لقد قرر المالكي بوضوح أنه لا يريد أي جندي أجنبي على أرض العراق بعد نهاية هذا العام. المالكي ليس رجلاً معاد للأمريكان وليس له حساسية شديدة من جنودهم، فهو الذي وقع المعاهدة التي شرعت بقاء أؤلئك الجنود في البلاد حتى الآن. فعندما يقول بإصرار بأنه لا يريد جندياً أجنبياً على أرض العراق بعد هذا العام فلا شك أنه فعل ذلك بعد أن درس الأمر جيداً، خلال كل سنوات المعاهدة وقبلها، وقدر المخاطرات من الجانبين، ولا شك أنه وضع الأحداث أمامه من جريمة البصرة التي امسك بها البريطانيان متلبسين بتنفيذ جريمة إرهابية "إنتحارية" بالرموت كونترول قرب إحدى الحسينيات، وكذلك حوادث دعم الجيش الأمريكي للقاعدة في ديالى والشبهات التي دارت حول جرائم اغتيال مبدر الدليمي وتفجير مصفى الرميثة ومذبحة أطفال النعيرية وغيرها من الجرائم التي تشير إلى تورط الأمريكان بالإرهاب في العراق.
ولا شك أنه سأل الخبراء العسكريين الذين يثق بهم، عن الخطورة العسكرية للخيارين، واستشار المستشارين السياسيين الذين يركن إلى رأيهم ورأى بوضوح كما تبين تصريحاته أن العراق بحاجة إلى خروج القوات الأمريكية وهو ليس بحاجة إليها. إن ما يمارس اليوم من نشاط دبلوماسي واعلامي محموم ليس القصد منه "تنوير" السيد المالكي وحكومته بل الضغط عليهما وابتزازهما بكل السبل غير الشريفة المتوفرة لدى الإحتلال لتغيير قرارهما الذي لم يأت عبثاً، والذي لن يكون هناك ما يضاف إليه خلال الأشهر الباقية للقواعد الأمريكية في العراق، حسب المعاهدة ، وإظهار القرار الحازم الواضح المدروس لسنوات، بأنه قرار متردد ومازال تحت النقاش والأخذ والرد.
المالكي يتحمل مسؤولية قصوى عن القرار، ليس فقط لأنه رئيس الحكومة المنتخبة للبلاد، وإنما أيضاً لأنه هو من وقع المعاهدة، ولا يريد أن يدخل التاريخ باعتباره الرجل الذي ثبت القدم العسكرية الأمريكية في بلاده، ولا يريد أن يذكره أولاده وأحفاده بما يسيء، ولا أن يخلده أبناء وطنه في قائمة من كانوا السبب في الإستعمار والكوارث لبلادهم، لذلك:

كل الذين بقي فيهم الإعتزاز الإنساني بأنفسهم وبلدهم، مدعوين اليوم ليقفوا بوضوح وقوة مع رئيس الحكومة نوري المالكي في موقفه الواضح والصعب، موقفه المصر على تنفيذ المعاهدة وعدم إبقاء جندي أميركي بعد نهاية هذا العام.

كل الذين يثقون بالمالكي وبصدقه وبأنه يريد تنفيذ ما وعد به، وأيضاً كل الذين لا يثقون بالمالكي وبما يريد حقاً، ويقولون أنه يضمر ما لا يقول، مدعوون إلى عدم إعطائه فرصة للتراجع بحجة عدم وجود موقف شعبي واضح داعم لمشروع تنفيذ الإنسحاب. هم مدعوون إلى كشف الحقيقة من خلال التعبير عن إصرارهم على رئيس الحكومة أن ينفذ وعده بأن يكون عام 2011 آخر عام يرى فيه أي عراقي أي جندي أمريكي على أرضه، وإلا فأنهم هم من يتحمل وزر بقاء الإحتلال وتثبيته إن لم يفعلوا.

كل الذين لا يثقون بالأمريكان كحماة لهم من "القاعدة" و"الإرهاب" وبقية الأساطير، كل الذين لم ينسوا جريمة البصرة التي امسك بها البريطانيان متلبسين بتنفيذ جريمة إرهابية "إنتحارية" بالرموت كونترول قرب إحدى الحسينيات، وكل الذين لم ينسوا دعم الجيش الأمريكي للقاعدة في ديالى، مدعوين للوقوف بوجه الإرهاب بدعم قرار المالكي بخروج الأمريكان.

كل الذين لم ينسوا جرائم بلاك ووتر في ساحة النسور وغيرها، وجريمة حديثة، وكل من لم ينس منظر الجنود الأمريكان وهم يحتفلون بـ "صيد الديوك" العراقية (من البشر) بسعادة وحشية لا مثيل لها..كل من تثور كرامته أو تشمئز إنسانيته لمثل تلك المناظر مدعو لوقفها نهائياً من رفض تمديد بقاء هذه الوحوش في العراق.

كل الذين لا يريدون أن يرو العراقيين وقد تحولوا إلى فريقين يتهم كل منهما الآخر بالعمالة للأجنبي ويوجه إليه احتقاره، وكل الذين لا يريدون أن يروا الشقاق في العراق يصل إلى حدوده القصوى، مدعوين لوقف هذه الحالة المرضية الخطيرة وإخلاء العراق من الجنود الأجانب.

كل الذين لا يريدون رؤية الميليشيات تعود وبقوة إلى الشارع العراقي، كل الذين لا يريدون ارتفاع الإستقطاب الطائفي والقومي يتصاعد في البلاد إلى حدود لم يعرفها في تاريخه، مدعوين لدعم المالكي في موقفه الشجاع الرافض لإبقاء أي جندي امريكي بعد نهاية هذا العام.

كل الذين لا يريدون عودة البعث الصدامي إلى الحكم من خلال الضغط والتزوير، ولا يسرهم رؤية المخطط الأمريكي الذي عبر عنه موقف السفارة من الإنتخابات الأخيرة من دعم للجانب الصدامي، ينفذ في العراق، ولا يريدون بقايا الأمن الصدامي تعود للسيطرة على الأمن من جديد بقيادة قياداتهم السابقة الدموية وبحماية أمريكية وتنسيق امريكي، كل هؤلاء مدعوون لرفض صريح لبقاء أي جندي أجنبي في العراق...

وكل الذين يتذكرون من قام بتهريب أيهم السامرائي و الشعلان..كل الذين يتساءلون عن المليارات الأربعين التي "اختفت" من بين اصابع بريمر، وغيرها وغيرها كثير، وكل الذين يرون في الفساد سرطاناً خطيراً يهدد كيان البلاد، مدعوون لدعم المالكي في وجه حماة الفساد اليوم.

كل الذين يدركون أن كل يوم إضافي يبقى فيه الأمريكان في العراق، يغرس الإحتلال الأمريكي والإسرائيلي أظافره في مقدرات هذا البلد، وكل الذين قرأوا كيف فشلت استراليا في عام 72 في استعادة سيطرتها على بلادها من السي آي أي، وسقطت حكومتها، وكيف سقطت الحكومة اليابانية المنتخبة الأخيرة بعد فشلها في تنفيذ وعدها بإنهاء تواجد العسكر الأمريكان على أرضها كمثالين من أمثلة كثيرة، عليهم أن لا يعرضوا بلدهم لمثل تلك السيناريوهات.

كل من يدرك بأننا إن لم نخرج الأمريكان اليوم في زمن أوباما الأعقل والأقل دموية ، فإننا قد لا نتمكن لا نحن ولا أبناءنا ولا أحفادنا من إخراجهم أبداً مستقبلاً، بما يأتي به من رؤساء امريكان من أمثال بوش وماكين وريغان بما فيهم من جنون وحماس للعسكرة والإعتداء والتآمر وقلب انظمة الحكم. كل من يخشى أن تفر هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ العراق، مدعو للإستفادة منها بحزم وإخلاء البلاد من العسكر الأمريكي.

كل من أثار أحاسيسه منظر المشوهين من الأطفال العراقيين حديثي الولادة بفعل اليورانيوم المنظب والأسلحة الغريبة الأخرى التي تنتجها مصانع الدمار الأمريكية الشديدة النفوذ في الحكومة، والقادرة حتى على إشعال الحروب لتصريف منتجاتها، كل من يأمل أن يرى العراق أبنائه أصحاء وتربته ومياهه خالية من التلوث الشعاعي الرهيب مستقبلاً، أن يمتنع عن تمديد بقاء مصدره.

كل الذين لا يريدون أن يرو العراقي مرتعباً كلما مشي وهو يحمل شيئاً قد يبدو غريب الشكل من الجو، أن تصطاده طائرات هيليكوبتر أو طائرات بلا طيار أو وحوش بلاك ووتر بأسمائها القديمة او الجديدة، يجب أن يدعموا خروج العساكر الأمريكان اليوم.

كل الذين لا يريدون استمرار عدم الثقة بين المواطن وحكومته وشكه بعمالتها للأجنبي، وشكه بأن كل قرار حكومي أو قضائي أو برلماني عراقي قد يكون مصدره الضغط الأمريكي، كل الذين لا يريدون رؤية دراما التزوير والشكوك في كل انتخابات برلمانية، ولا يريدون مؤسساتهم القضائية تصدر قرارات مثيرة للإستغراب والخجل، مثل الإمتناع عن النظر إلى الأدلة عندما تدين تلك الأدلة أصدقاء الإحتلال، مدعوون لوقف هذه المهازل بالإمتناع عن التمديد لمن يقوم بها.

كل الذين لا يريدون وزراء دفاع يهددون مواطنيهم بالقراصنة الصوماليين، أو وزراء خارجية يعملون كمساعدين للسفير المتنفذ بدعم قواته في البلاد، أو قادتهم العسكريين الذين انتخبهم الإحتلال أكثر مما انتخبتهم حكومة الشعب، يخوفونهم بهجوم شامل للقاعدة على السلطة في البلد، إن لم يصدر البرلمان قراراته وفق رغبات الإحتلال واتفاقياته، مدعوون لرفض بقاء القوات الأمريكية.

كل الذين يخجلون ان تصبح بلادهم العريقة التاريخ، هراوة أخرى في المنطقة في يد البلطجية الدوليين – أميركا وإسرائيل- لضرب أي شعب يحاول الحركة في المنطقة، وقاعدة انطلاق عسكرية تهدد بالقنابل والنار، كل من يفكر في حريته باختيار حكومة قد لا تناسب الأمريكان وأستمرار قواعدهم، مدعوين إلى رفض أن تكون تلك القواعد في بلادهم بعد اليوم.

كل الذين لا يريدون للعراق مشاكل مع جيرانه، وكل الذين لم تزل ذاكرتهم حية تتذكر الحروب التي خاضها هذا البلد بتنسيق وتشجيع ودعم من نفس من يريدون إبقاء القواعد في البلاد، كل من لا يريدون إدخال العراق في دوامة التحالفات العسكرية التي لا ناقة له فيها ولا جمل، وأن يعيش بسلام مع الجميع في منطقته، أن يرفض التمديد بحزم.

كل الذين اشمأزوا من خدع ومماطلات الأمريكان مثل التلويح بالفصل السابع الذي يفترض أن المعاهدة التي تنتقص السيادة قبلت من أجل الخروج منه، ثم تذهب الكرامة ولا يأتي إلغاء الفصل السابع، كل الذين تثير أحاسيسهم تصريحات السفير الأمريكي الوقحة مرة ثانية عن المساعدة في الخروج من الفصل السابع إذا...كل من يرفض الإستمرار في تلك اللعبة المهينة أن يرفض بقاء القواعد.

كل الذين لا يريدون أن يضعوا العراقي بين خيارين صعبين، قبول الإحتلال الأمريكي الدائم الصريح لبلاده أو عودة الدكتاتورية الصدامية أو غيرها من الجهات الدكتاتورية التي ستقدم نفسها كحل وحيد ممكن لكل من يأس من إخراج الإحتلال بالمفاوضات والمعاهدات والحكومات الديمقراطية، فينقسم الشعب بينهما انقساماً لا صلاح له، كل الذين يخشون على شعبهم من الحرب الأهلية إن بقي الإحتلال، أن يوقفوا هذه الإحتمالات المستقبلية المخيفة فعلاً، وليس كأوهام القاعدة والقراصنة، أن يرفضوا التمديد.

كل الذين يرغبون في صداقة أمريكا بصدق، ولا يودون أن يتحول العداء للجيش الأمريكي في العراق إلى عداء شامل لكل ما هو أمريكي، عسكرياً كان أو مدنياً، ولا يريدون أن يصل الحال في العراق أن ينظر إلى كل من يفتح فمه بما هو أمريكي عدو للشعب العراقي، هؤلاء أيضاً مدعوون للعمل على إخراج الجيش الأمريكي ليتسنى للذاكرة العراقية ان تنسى ما ارتبط به من مآسي وجرائم، أن يقفوا مع المالكي وموقفه الصريح بإخلاء العراق من الوجود العسكري الأمريكي تماماً بنهاية هذا العام.

كل الذين يرفضون أن يسجلهم التاريخ في الخندق الخطأ في هذه اللحظة التاريخية.. وكل الذين لا يريدون ترك المالكي ومن يرفض معه تمديد بقاء القوات الأمريكية بوضوح وإصرار، وحدهم تحت الضغط الأمريكي وتوابعه في معركتهم ومعركة أجيال العراق المصيرية، كل الذين لا يريدون خذلانه وخذلان بلادهم، من خلال موقف متردد يستغله الإحتلال في لحظة تدعو للحسم، أن يقولوا قولتهم الصريحة الواضحة برفض التمديد، أن يخرجوا مع التظاهرات الرافضة، ولو لمرة واحدة، أن يكتبوا ولو مقالتهم الوحيدة، أن يوصلوا صوت الرفض للتمديد، إن كان يمثل صوتهم، إلى أقصى مدى ممكن، وبأوضح تعبير ممكن.




ماهر سعيد متي

                           انت من تنبا بالأحداث قبل حصولها ( تجديد الأتفاقية الأمنية ) ومسار الأحداث تشير الى ذلك .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

تحياتي استاذ ماهر،
ما يحدث منطقي ومكرر كثيراً في التاريخ ولا يصعب التنبؤ به
ما سرني حقاً هو اتباع المالكي لنصيحتي الصريحة بالإعلان بوضوح بأنه لن يوقع التمديد، طبعاً ربما دون ان يقرأ تلك النصيحة، لكن ذلك لا يغير شيئاً،
تحياتي وشكري للمتابعة

د.عبد الاحد متي دنحا

#3
الاستاذ العزيز صائب
كل الدلائل تشير بان امريكا تريد البقاء, ولا اعتقد بان هناك قوة فعالة تحاول فعلا اخراجها!
ولكن كما ذكر في المقالة "العرب في عيون يابانية" لنصلح ذاتنا اولا

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

صائب خليل

الدكتور عبد الاحد متي دنحا المحترم،
ليس هناك طريقة لإبقاء الإحتلال في الشعوب المتخلفة إلى الأبد، افضل من دعوة تلك الشعوب إلى تحقيق المهمة المستحيلة: أن تحقق تقدمها أولاً..
شكرا لك

د.عبد الاحد متي دنحا

الاستاذ صائب المحترم
صحيح ان الاحتلال لعب دورا كبيرا في تدمير البنية التحتية لبلدنا . من خلال الحصار الجائر قبل الاحتلال ومن خلال التخلص من النظام البائد بالطريقة العسكرية والتي لم احبذها منذ البداية بالرغم من بشاعة النظام البائد فلقد اشتركت في المظاهرة الكبيرة في لندن في 15 شباط 2003 في لندن ضد الحرب, والاحداث بعد اكثر من ثمان سنوات من الاحتلال تؤكد بان طريقة التخلص من النظام البائد لم تكن بالطريقة المثلى.
فاعتقد ان الاحتلال يمثل احد جوانب العملة المعدنية, الجانب الثاني والاهم هي ذاتنا, ان ننتقد نفسنا بشكل موضوعي وبناء و نضع خطط فعالة للتخلص من سلبياتنا والا سنبقى نتراوح في مكاننا.

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

صائب خليل

شكرا لك أستاذ عبد الأحد ، وأتفق معك تماماً على نقد الذات، إلا أن هذا لا يجب ان يؤجل تخلصنا من الإحتلال خاصة اننا نتحدث عن الجانب العسكري منه فقط.
شكرا لك