هل خرجت التظاهرات عن هدفها وعن الخط الوطني ؟

بدء بواسطة يوسف الو, فبراير 18, 2013, 05:18:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

هل خرجت التظاهرات عن هدفها وعن الخط الوطني ؟
قبل أكثر من شهر أندلعت المظاهرات والأحتجاجات في بعض مدن العراق ذات الأغلبية السنية وهذا بحد ذاته دليل واضح على طائفية تلك الأحداث التي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا وراحت تأخذ منحى آخر يختلف بعض الشيء عن ما كان في أيامها الأولى ولو أن الهدف المعلن هو نفسه لم يتغيير بالرغم من بعض المستجدات التي هي على الأغلب سلبية !! أتجهت المظاهرات نحو التطرف الديني وهذا كان واضحا يوم الجمعة السابقة حيث أستغل رجال الدين والخطباء هذا الحدث وأعتلوا المنصات كي يعلنوا صراحة مطالبهم كما صاغوها هم ومن اوصلهم لتلك المنصات التي لاتتطابق مع الدستور ولا مع التطلعات العامة للشعب العراقي وفي الوقت نفسه لم تكن تدعوا للتهدئة والسلم بل راحت تحرض المتظاهرين للفتنة الطائفية التي تجلت بشكل واضح من خلال خطيب الأنبار ونينوى الذي كان أكثر عنفا وأتضاحا .
في الوقت الذي يمر به البلد بأشد الأزمات التي تلاحقه والتي تتوالى وتتكاثر عكس المطلوب من حلحلتها وأنهائها بالطرق السلمية والتي يجب أن تكون لغة العقل والحكمة هي السائدة وخاصة ممن جعلوا من أنفسهم مرشدين للمظاهرات ( أي رجال الدين ) و يظهر في الساحة العراقية هذه الأيام ومن خلال ما يجري في المحافظات سالفة الذكر من ينادي بأسقاط الحكومة وألغاء الدستور بشعارات تم أملائها وفرضها بطريقة أو بأخرى وهذه المطالبات فيها من الخطورة ما يجعل العراق وشعبه في أنذار شبه دائم لأن مخططات الأجندات الخارجية من الدول الراغبة في تمزيق وحدة العراقيين ونسيجهم المتماسك بدأت بالظهور العلني مدعومة من بعض قادة تلك المظاهرات وكان هذا جليا من خلال الشعارات التي رفعها المتظاهرون والهتافات التي رددوها بشكل واضح ومسموع في الجمعة الفائتة وهذا ما لم يكن متوقعا حتى قبل أيام من الجمعة الفائتة والتي كانت مقررة لدخول المتظاهرين الى بغداد بحجة الصلاة في جامع ابي حنيفة النعماني في الأعظمية ولكن الحقيقة وكما يبدو ليست كذلك بل كانت لأغراض سياسية بحتة مغلفة بالغطاء الديني كما حدث ويحدث في البلد منذ سقوط النظام وحتى يومنا هذا وكان هذا جليا في بروز الأحزاب الدينية المتعددة جنبا الى جنب مع العديد من المرجعيات الدينية الأسلامية ( سنية وشيعية ) ولم يعد المواطن العراقي بدراية لأي منهما يتجه وأي منها هي الأصح والأصلح على الأقل من أجل راحته وعافيته التي ضاعت بين هذه وتلك من المرجعيات الدينية .
أن ما يحدث في العراق اليوم لايندر بخير أبدا فالتيار الديني مدعوما بالقاعدة التي تمثل ما يسمى بدولة العراق الأسلامية ومعهم بقايا النظام البعثي الذين تعودوا ان يتصيدوا في الماء العكر ويمرروا حيلهم على المتحالفين معهم ومن ثم يقوموا بالأنقضاض عليهم كما كشفت لنا أحداث العراق منذ ثورة 14 تموز وحتى أستيلاء البعث على السلطة بقطار أمريكي مدعوم بالتيار القومي في 17 تموز من عام 1968 , وبالتأكيد هناك العديد من القيادات السياسية التي دخلت خط التظاهر ليس دعما لمطالب المتظاهرين بل غاية في نفسها ودعاية أعلامية لها قبل أنتخابات مجالس المحافظات المقررة في الـ 20 من نيسان المقبل وأغلب تلك العناصر معروفة بتملقها السياسي وعدم كفائتها وفشل أغلبها في ما وصلت اليه من مناصب عامة وخاصة سواءا في الدولة والحكومة او البرلمان وأيضا في بعض منظمات المجتمع المدني التي كرست أهدافها لمثل هذا اليوم وهذه الساعة .
أن الحراك السياسي لمن لازال يحمل حسا وطنيا ويتألم لآلام الشعب يجب أن لايقتصر على بعض المطالب المشروعة للمتظاهرين والتي كنا نتمنى أن تكون مطالبهم مشروعة وبمحض أرادتهم ولكن للأسف الشديد وهذا شيء مؤكد بأن أغلب المطالب لم تكن كما أرادها المتظاهرين بل فرضت عليهم من قبل أصحاب النفوذ ورجال الدين المسيرين من قبل أجندات ودول خارجية تأوي أعداء العراقيين ممن عابوا بالأرض فسادا أبان حكم البعث القاسي ! بل يجب أن يتعداه لأفشال مخططات البعث والقاعدة وكل من يخطط لضياع 10 سنوات من العمل المضني من أجل سعادة الشعب وسلامة الوطن ( بالرغم من عدم حوث ذلك ) ألا أن شوطا كبيرا قد قطع من أجل ذلك , أذن على كل وطني وشريف ومخلص ان يكون قيد المسؤولية وعلى كل من يؤمن بالديمقراطية أن يكون لها اليوم قبل فوات الأوان فأن حدث ما يخطط له أعداء العراق لاسامح الله فسيوف يذهب الأخضر بسعر اليابس وسيجرف التيار كل ما يجتاحه ومن ثم لايفيد الندم بعد أن تفشل كل المخططات الجانبية من أصحاب المصالح الشخصية الذين باعوا ضمائرهم من أجل جيوبهم وكراسيهم المهزوزة .
أن شعب العراق أيها السادة ويارجال الدين ويا كل المخلصين بأمس الحاجة اليكم اليوم للم شمله وأفشال مخططات أعداءه فيكفيه ما هو فيه من معاناة وأستبداد وسرق ونهب لخيراته وثرواته وأهماله وأهمال مطالبه وحجب أهم الخدمات الأساسية عنه وعليكم جميعا تجميع خطاباتكم بخطاب وطني موحد هدفه العراقيين جميعا من مختلف تلاوينهم ووأديانهم ومذاهبهم فالجميع يحمل نفس المعاناة من أبن الموصل الى أبن البصرة وديالى والرمادي وحتى أربيل وبقية محافظات العراق بشكل عام , أفيقوا من غيكم وتنازلوا من أجل شعبكم ووطنكم وكونوا قدوة لهم ودعوا التاريخ يسجل لكم مأثرة ترفع رؤوسكم وتنقذ شعبكم من محنته .
                                               يوســـف ألـــو  17/2/2013