أعراسنا وفوضى الإسراف وصيت التباهي

بدء بواسطة جوال برطلي, أكتوبر 21, 2012, 10:39:44 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جوال برطلي

أعراسنا وفوضى الإسراف وصيت التباهي



مع كل صيف قادم تهطل بطاقات حفلات الزواج  داعية ً إلى  مشاركة من سيتزوج  فرحته بعرسه ِ، وهذا يعتبر من أجمل ما يكون في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأهل والأصدقاء
وما يوفره من فرصة التلاقي بينهم لتبادل التحايا  والنقاش حول كثير من القضايا ..وكثيرا ً ما نلاحظ خلال حفلات الأعراس هذه  قمة السعادة التي يعيشها المدعوون من خلال مشاركتهم رقص الدبكات الشعبية وغيرها من أنواع الرقص ، ولحد هذه اللحظة كل شيء جميل ولكن الذي يدعو للأسف وبعد خروج المدعوين لهذه الحفلات فوضى الإسراف التي تظهر فوق طاولات العرس .. فوضى من الأطعمة الغير مستهلكة والمشروبات التي قد تم فتح قنانيها وعلبها  ولم يتم تناولها لتلقى في مكب النفايات ، مشهد يؤلم الناظر ليتأسف على ما تم تبذيره في غضون ساعات كان يمكن من الطرفين ( أهل  العريس وأهل العروسة ) تلافي هذا الكم من التبذير لو تم الاتفاق على نظرية اقتصادية تقلل هذا التبذير وما بعده من ثقل مالي يتحمله  العريس والعروسة وخاصة لو كانت نصف تكاليف الحفل هي ديون واجب دفعها وهي التي سيتحملها الاثنان بعد حفل العرس بالرغم من مقدار الهدايا ( الصبحية ) التي تهدى للعريس خاصة ًليلة العرس  ، وكان يمكن توفير هذا التبذير وتوفير مبالغهِ في رحلة للعروسين إلى شمال العراق قصيرة كانت أو طويلة وحسب مقدار ذلك التبذير. ومن هنا يأتي دور التباهي في ما قدم في  حفلة العرس لفلان وما سيقدمه العريس الفلاني القادم وكيف سيكون حفله ومن المؤكد سوف يقدم الأكثر وسوف يقدم الأفضل ليكون حديث المدعوين وليأتي الذي بعده ليتفنن في تقديم أنواع أخرى من الأطعمة وغيرها . وهكذا يدور الدولاب نحو فوضى أخرى من الإسراف وصيت آخر للتباهي ، ألا يمكن  الاستغناء عن هذا كله  والتفكير بحال العروسين بعد حفل الزواج وكيف سيوفي ديون الزواج لو كان دائنا لمصاريف زواجه ، نعم هناك شيء يذكره أهلنا وقد اعتدنا على سماعه ِ( إن الله يبارك في الزواج والبناء ويسهل الأمر والنعم بالله ) ولكن هناك نظريات اقتصادية يجب أخذها بنظر الاعتبار ، فلماذا نجعل صاحب العلاقة يتحمل كاهل دَين لسنوات أو حتى لأشهر  وخاصة نحن في ظروف صعبة يحتاج الواحد منا إلى كل جهده لتوفير  لقمة عيش رغيد لعائلته تقيه العوز والحرمان . لماذا لا نبادر لتخفيف هذه الفوضى ونعمل على مسح  كل ما يؤدي للتباهي  ، لماذا نهدر أموالنا بدون الرجوع إلى اقتصادياتنا التي عن طريقها نخفف عن كاهل العريس والعروسة  ليبدأوا رحلة حياتهم العائلية ومن ثم تكوين عشهم الخاص البعيد عن هموم الديون وثقلها .وهنا أنا أشير حتى للذين  منَّ الله عليهم بالخير مع أمنياتي لهم بالخير الوفير. ولنجعل من أعراسنا نموذجا للفرح الجميل البعيد عن كل إسراف وتباهي . أنا لا أفرض رأياً بل أطرح قضية عامة يتلمسها الكل لربما هناك لها حلاً يبعدنا عن كل ما يتم تبذيره لنوفره لصاحبي العلاقة كي لا يعرقل حياتهما أي شيء أو يعكرها أو نتركهما يتخبطان في مسيرتهما  الحياتية المشتركة . ربما أكون قد أثرت شيئا ً يكون لكل منا رأيه  وله حريته في ما يختار  من طريقة للتعبير عن فرحته في زواج ابنته أو أبنه .. و أخيرا ً.......

هاهو الصيف يحمل حقائبه ليرحل حيث مضجعه التقليدي تودعه زخات المطر ونسمات من هواء بارد بعد قيض ٍ دام خمسة أشهر منتظرا القدوم مرة أخرى في العام القادم ..وفي جعبته إن شاء الله المزيد من الأفراح للجميع ..

وهذا ما تركه  المدعووين  فريسة ً لفوضى الإسراف















                                                       

عمانوئيل

#1



شكرا لجوال برطلي لطرحه موضوع في غاية الاهمية. عندما يكتب عن موضوع معين من اي عضو في الموقع لكي يستفيد منه الكثيرون من متصفحين موقع برطلي ليس لمن رد فقط بل كل من تواجد واطلع على الموضوع ووجد به الشئ الجديد والمفيد ..وتكون النية فيه صافية بان تعم الجميع بالفائدة. انا اجزم حقيقتا ان هذا الموضوع سيتفاعل معه البعض ويطرح على مائدة المناقشة بسبب اهميته وثقل الكاهل على العريس والعروسة. ولكن عزيزي صاحب الموضوع ارى انك لم تطرح حلول منطقية لهذا الموضوع الشائك الذي طرحته, عن التبذير والاتلاف الذي نوهت عنه في نقاشك بانه مشهد يؤلم على ما تم تبذيره في غضون ساعات. وايضا لم تقل انه كيف سيتم الاتفاق على نظرية اقتصادية تقلل من هذا التبذير لان هذا الموضوع ذو اهمية كبيرة بالنسبة لك  بسبب اهتمامك وتعزيزك له بالصور. ارجو متابعة هذا الموضوع و لكل ما يطرح  للمناقشة بهدف التوصل لصيغة وسطية تحافظ التقاليد البرطلية وعدم البذخ و الاسراف لانه مذموم أيا كان نوعه.

ابائنا وليس نحن كانوا مجتمع يضرب فيه الامثال في العراق لان حياتهم كانت منظمة ومرتبة ولائقة وجميلة وبسيطة في تقاليدهم وعاداتهم وعلاقاتهم وحتى ايمانهم. مالذي تغير؟ دعونا نرجع كما كان ابائنا ننظم كل شئ في حياتنا بطريقة صحيحة و جميلة حسب الوقت والمكان الذي نعيش فيه دون ان نترك هذه او تلك. بداية لا نستطيع ان نقول بان مايقدم من قبل صاحب الحفل للمدعوين هو بذخ واسراف  فليقدم احسن مايمكن للمدعويين.... لا مشكلة.... بقدر مدة او ايام العرس في حد ذاتها هي البذخ والاسراف اي نرى بان العريس يبدأ بدعوة الاقارب والاصدقاء وهو مسرور طبعا قبل العرس بيوم او يومين ورغم معرفته بان هذا الشئ يثقل كاهله و ايضا بعد ماينتهي الزواج هناك عزائم وولائم تقدم حيث لم يبقى لها اي معنى في راي في هذه الايام. مثلا عزيمة الاشبين او عزيمة عندما يحمل العريس الى الاعلى  ويطلب من اقرب شخص اليه بفكه بوليمة. وطبعا كل هذا يزيد من الطين بلة وتبدا البالغ المصروفة تتضاعف. لو جمعنا ايام حفل الزواج كلها لوجدناها قاربت السبعة ايام لبعض الناس. ولكن ماهي الحلول قد يسال احدهم لرأب هذه المشكلة؟  انا شخصيا ارى الحلول تكمن بان تقصر ايام الزواج الى يوم واحد فقط لاغير ولو ان هذا الشئ سوف لن يسر بعض الناس وكذلك يغضب اصحاب قاعات الحفلات. من خلال هذه الشئ سوف تنخفض تكاليف الزواج من طعام وشراب وملابس وفرقة وايجار للقاعات لمدة اكثر من يوم والخ الى اكثر من النصف. كل مانحتاجه بان يبدا بعض المقدمين على الزواج ممن يؤيدون الفكرة بالتضحية بتقصير ايام الزواج الى يوم واحد وهم سيكونون بداية الامل لانجاح الفكرة المطروحة لاراحة الناس بتخفيض تكاليف الزواج والقضاء على البذخ والاسراف والله هو المستعان.




ماهر سعيد متي

اخي الجوال .. لقد جعلتنا نجول معك في موضوع غاية في الأهمية ولم يكتب عنه رغم حيويته .. قعلا اجدت بوصفك الحالة بالتبذير .. شكرا لك على الكلمات الجميلة والمعبرة .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

الشماس أمان توما بهنام

#3
نعم انه موضوع جميل ومهم جدا"ويا حبذا لو تم الأتفاق في مجلس السريان او في مجلس عشائر برطلة
لحل هذه المعضلة ..
لقد نسي صديقنا الكاتب أن يذكر بأن 90% من المدعوين بعد أنتهاء ( الوليمة ) العرس أو الحفلة
يتشكون ويقولون بأنهم لم يأكلوا ولم يشربوا وان هنالك تقصير من قبل أهل العريس أو أهل العروسة
ولكنهم نسوا بأن هنالك الفيديو الذي صورهم والذي يثبت عدم صحة كلامهم.....؟
هذا ما نسمعه دائما" بعد الأعراس
وكذلك دائما" نسمع بعد أنتهاء الأعراس عن الخسائر...؟
كذا كرسي مكسور وكذا ميز وكذا قدح ووووو.....
كذلك نسمع عن السفري ....المزات والمشروب والآكل الذي يعبر خلف الكواليس
الى خارج النادي
الرب أيساعد العريس وأهله
شكرا" لكاتب الموضوع

الشماس

جوال برطلي

#4

الأخ عمانوئيل المحترم...الاستاذ المتابع النشيط ماهر سعيد .. الشماس العزيز أمان توما

شكرا لمتابعتكم وشكرا لردودكم الجميلة والواقعية ..

عندما طرحت الموضوع  فوق طاولة  برطلي دوت نت فانا طرحته ليتم التحاور حوله  وإبداء الرأي  حول مضمونه  ومن ثم ليطرح كل من يدلي برأيه حلوله لهكذا موضوع بدأ ينخر اقتصاديات الكثير من العوائل والتي  تجبر نفسها للرضوخ  له بغية تحقيق  رغبة  الناس وعلى غرار ( الجمهور عاوز كدة ) كي لا يتم التقليل من شأن تلك العوائل المتوسطة أوالعالية الدخل في انها لم تقدم الشيء المطلوب ..والنظرية الاقتصادية التي تكلمت عنها يمكن تلخيصها بما يلي :

1- الاتفاق بين أهل العريس والعروسة على مبدأ لنكن واقعيين ولا نكون مسرفين  وأن تكون حفلة العرس يوما ً واحدا ً  وان تقتصر على موسيقى شعبية و دي جي  و توزيع  الكيك والعصير على المدعوين والذين يأتون لغرض مشاركة العروسين وأهلهما الفرحة وليس للبحث عن ما يملأ البطن مما لذ وطاب من المشروبات والمأكولات والتي يذهب نصفها  في بند الإسراف والتبذير والتباهي .وكذلك تبعدنا عن مبدأ ( هديتي على قد ما يزين طاولتي من الأطعمة والمشروبات ) .
2- أن يعلن أهل العروسين عن عدم قبول النقدية ( الصبحية ) أو الهدايا العينية  وبهذا نرتقي بأعراسنا إلى درجة تكون حياة أبنائنا وبناتنا الزوجية القادمة عرشا مقدسا ً ومكللا برعاية الرب يسوع الفادي .

3- دعوة كافة مؤسساتنا الكنسية والمدنية ومنظمات مجتمعنا المدني الولوج في هذا الموضوع بهدف التوعية  ومحاولة تغيير ما يدمر الحياة الزوجية التي تقع تحت كاهل هذا النوع من الإسراف والتبذير وتوعية الناس بالابتعاد عن التباهي في الشكليات والتي تكون القشة التي تقصم ظهر البعير مستقبلا ً..

هذا ما أردت تقديمه من  اقتراحات  ولن أقول حلول لأن قد يكون هناك آخرين سوف يقدمون اقتراحاتهم على طاولة الموقع وضمن إطار الموضوع  ومنها قد تستنبط حلول جديرة بأن تطبق فوق أرض الواقع دون أن تقلل من شأن أهلنا وعرساننا مهما كانت طبقاتهم المعاشية ..

أرجو أن يأخذ موضوعي هذا صدى لدى نشاطاتنا الشبابية بغية تغيير النظرة نحو الزواج بكونه عرشا ً مقدسا ً وليس وسيلة للتبهرج والإسراف والتباهي .. فالحياة القادمة لشبابنا يجب أن يسودها التنظيم  والإدراك الحسي بقيمة الحياة بعد حفلة العرس ...

تحياتي مع خالص شكري لجميع أهلنا أينما وجدوا ...

يوسف الو

انا مع الأخوة الأعزاء اصحاب الردود وسرني جدا طرح الموضوع من قبل الأخ الجوال ( ولكن لماذا الجوال ما المانع بان يعرف نفسه بصر احة فالموضوع في غاية الأهمية ) قبل ان ندخل بالموضوع هناك أجراءا جريئا وصحيحا قامت به الكنيسة برعاتها قبل سنين مضت كان أجراءا لتقليل الأسراف المفرط واثقال كاهل صاحب الشان وهو التعازي التي كانت تقام بعد فقدان واحدا من اعزائنا ومن جميع العوائل فكانت تستمر التعزية لمدة سبعة ايام متتالية ومن بعدها يستمر اقارب المرحوم بالتوافد الى البيت لمدة اربعين يوما يقدم خلالها كل ما لذ وطاب من الأطعمة التي بالتأكيد كانت تثقل كاهل صاحب الشان كما أسلفت آخذين بنظر الأعتبار نسبة الميسورين في مجتمعنا سابقا وحاليا اذ لاتتجاوز 10% لو كنا واقعيين في التقدير الصحيح والصريح ولدى مطالبة الكنيسة في حينها بتطبيق قرارات الكنيسة تمت الموافقة السريعة على ذلك بالرغم من خروج بعض المتيسرين من التطبيق الصحيح وهذا ما افسد نجاح التطبيق بشكل الكامل مهما يكن فقد أصبح الوضع احسن من السابق بكثير ووفر الكثير من الأموال التي كانت تصرف في غير محلها آملين ان يتم دراسة الموضوع والأسهاب به بعمق كي يتم تقليص تبذير التعازي أكثر مما هو الآن .
نعود لموضوعنا الرئيسي ... هناك امر آخر في غاية الأهمية ايضا في موضوع الأعراس وهو مطالب العروس وأهلها بالذهب والملابس والأكسسوارات والأسراف من المكياجات وغيرها من مطالب العروس واهلها قبل الزواج وعلينا ان لاننسى بأن هناك من العرائس واهلهم من يطالبوا بحفلة الحنة والصبحية كشرط اساسي للموافقة على الشاب وكأن تلك الحفلتين ستدخل البهجة والسرور والحياة السعيدة الأبدية لقلب ابنتهم العروسة المسكينة التي تبتلي بفعلتها في أغلب الأحيان بعد مضي مدة قصيرة من الزواج يضاف اليها موضوعنا الرئيسي الأسراف في حفلات الزواج والتبرج بها وكأنها هي التي تحدد شخصية العريس ومكانة أهله في المجتمع !! وهذا هو الرأي والتفكير الخاطيء بعينه .
أما اقتراحاتي أنا فهي :
1- ان تبادر الكنيسة بمشروع مدروس هدفه تصحيح ما هو خاطيء في تلك التصرفات لأنها اقرب من اي جهة أخرى للمواطن ومن الممكن ان يكون رأيها او لنقل قرارها قابلا للتطبيق في حال تمت صياغته بشكل مدروس كي يكون مقبولا من جميع الأوساط الأجتماعية وبالتالي سوف يتجاوب الجميع معه كما كان الحال مع التعازي .
2- ان تكون العوائل الميسورة هي المبادرة الأول في ذلك كي يتأكد الجميع بان الهدف هو حماية الجميع من الأسراف وفي مقدمتهم العوائل المتعففة التي تضطر مجبرة للأسراف تفاديا من كلام هذا وذاك كما ذكر الأخ الشماس امان .
3- نعم من الممكن ان تتدخل منظمات المجتمع المدني وعلى راسها مجلس السريان كي يثبت للجميع بانه قادر على تصحيح الأخطاء الأجتماعية السائدة والموروثة منذ سالف الزمان .
أخيرا أقول بأن الوعي الأجتماعي هو أهم قبل البدا بالأجراءات التي قد يصفها البعض بالقسرية او الأجبارية لو تم الأتفاق عليها وهذه المهمة تنسب للكنيسة اولا ومن ثم للمثقفين والكتاب والأدباء والشخصيات المعروفة بأمكانية توغلها في المجتمع ولها اساليبها في الأقناع .
ارجو ان ترى كل المقترحات والآراء النور وان تكون قابلة للتنفيذ لأنها ليست عائق من عوائق استمرارية الحياة بكافة مرافقها .