طفل يروي قصة عائلته المدفونة بقطعة أرض سكنية في الموصل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 22, 2017, 10:44:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

طفل يروي قصة عائلته المدفونة بقطعة أرض سكنية في الموصل   

         
برطلي . نت / متابعة

نينوى/ الغد برس:
طفل تجاوز للتو الـ 14 عاما فقد جميع افراد عائلته ومعهم افراد كثر من اعمامه وعوائلهم، اضافة الى الجد والجدة.
انه خاشع الذي عاش لحظات مقتل العائلة المكونة 27 شخصا عندما انفجرت سيارة مفخخة ركنها داعش بجوار منزلهم المستأجر بعد فرارهم من الجانب الايمن في الموصل الى الجانب الايسر لانتظار القوات العراقية عند ايام التحرير الاولى للايسر، قبل ثمانية اشهر.

العائلة من منطقة وادي حجر في الايمن وانتقلوا الى حي السماح في الايسر عقب بدء العمليات وذلك بأعتبار ان القوات ستصل اليهم اسرع من الايمن هناك.
ولكن الطفل خاشع يقول لـ"الغد برس"، انه "رفض ان يكون مع الجزء من العائلة المتواجدين تحت درج المنزل وفضل البقاء مع اعمامه للصلاة في صالة المنزل القريب من الشارع".


ويقول خاشع وهو يروي ساعات ذلك اليوم الخريفي، انه "ضحك مع بنات اعمامه ثم اتجه لقراءة القرآن مع افراد عائلته، حيث كانت جدته تقرأ القرآن الى جانب امه فيما كانت تتصاعد عمليات الاشتباك في محيطهم".
وبين انه "لم يشعر عند انتصاف ظهر ذلك اليوم سوى بعدم التنفس وصياح اعمامهم وطلبهم ممن تحت الانقاض بترديد الشهادة عقب انفجار كبير"، مبينا انه "سمع صوت امه وجدته وجده وهم يتشاهدون قبل ان يفارقوا الحياة".
وقال "بعد اربع ساعات لم اسمع سوى صوت عمين من اعمامي الاربعة وصوت زوجة احد اعمامي، قبل ان ينقذنا الجيران وينقلونا الى المستشفى".
عم خاشع ويدعى عمر، قال لـ"الغد برس"، ان "الجميع يعلم بقضية العائلة، التي ظلت شهر و10 ايام تحت الانقاض ولم يجرِ انقاذهم"، مبينا ان "عدد من قتل بلغ 17 شخصا من افراد عائلتهم ولم ينجو سوى عشرة فقط".
وقال ان "الطب العدلي رفض الشهود من المنطقة وطالب بتصريح امني لغرض الحصول على شهادة وفاة".
وتابع عمر وهو عنصر متطوع في حماية المدينة انه "منذ اربعة اشهر يتحرك لاستحصال شهادات وفاة لهم"، مبينا ان "المحافظة وجهة كتابا الى التدقيق الامني للحصول على تأييد بأن العائلة كانت ضحية لداعش ولكن حتى الان لم يصدر اي شيء".


من جانبه قال عم العائلة التي قضت في التفجير، ان "العائلة مدفونة في قطع ارض بجوار المنزل المدمر الذي وقع فيه الحادث"، مبينا ان "امكانية العائلة لا تكفي لنقلهم الى مدافن المدينة في الجانب الايسر بأعتبار ان عدد الجثث كثير وتحتاج الى قبور وشواهد ومساحة ارض".
وتابع العم الذي يدعى محمد صالح، ان "مقابر العائلة هي في الجانب الايمن واليوم الوضع هناك غير جيد مما لا يمكننا نقلهم الى هناك".
وما زال ركام البيت في موقعها وينظر اليه الناجون من العائلة وعيونهم تنهمر دموعا عندما يتذكرون ساعات الالم التي عاشوها وذويهم تحت انقاض ذلك المنزل، وما زالوا يبحثون فيه عن أي تذكارات قد تكون هناك او هناك من احذية الاطفال الى حجاب الامهات.