أطفال النازحين يرسمون الفرح والجمال بالرغم ما يمرون به من ظروف صعبة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 24, 2017, 06:59:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أطفال النازحين يرسمون الفرح والجمال بالرغم ما يمرون به من ظروف صعبة     



أطفال مشاركون في المعرض

كركوك ناو ـ بهنام شابا شمني
برطلي . نت


عندما تنظر اليهم تشعر بأن الامل لا زال موجوداً . هم مجموعة من الاطفال النازحين الذين انتظموا في دورة للرسم ، وهم الان يشاركون في إقامة معرض لرسوماتهم ، بعكس الكبار الذين لا يكاد الحزن واليأس يفارقهم طيلة سنتين ونصف من التهجير ونظرتهم التشاؤمية تجاه المستقبل .
تزدحم جدران بيت في أحد أحياء بلدة عنكاوا في اربيل الذي هو في نفس الوقت مقرأً لمنظمة "بيث نهرين للمرأة" الراعية للدورة ومعرض الرسم بلوحات فنية خطتها فرشاة هؤلاء الصغار .
"عيون اربيل" هو واحد من المخيمات التي أقيمت بعنكاوا في أقليم  كوردستان لاستقبال النازحين من سكان سهل نينوى ، عنكاوا استقبلت لوحدها أكثر من 120 ألف نازح من المسيحيين بالاضافة الى نازحين من الموصل والانبار وصلاح الدين وغيرها . الاطفال المشاركون في الدورة تم اختيارهم من هذا المخيم .   
تتعدد مواضيع الرسومات ما بين التاريخي والتراثي ومنها ما يحاكي الطبيعة حيث الحدائق والزهور والخضرة الجميلة والمياه الزرقاء والاشجار وكل ما يدعو الى التفاؤل وصورا لما بقي عالقا في ذاكرة هؤلاء الصغار من المناطق التي هُجّروا منها ، فترى الكنيسة والمدرسة والزقاق واضحا في رسوماتهم ، لكن يغلب عليها الفرح والتفاؤل .





أجبر تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) عشرات الالاف من العوائل على ترك منازلها والهرب خوفا على حياتهم وحياة أطفالهم من بطش المسلحين وهم الان يعيشون حياة صعبة .
يقول المحاضر في الدورة ومعلم الرسم "فائز يوسف" كانت الغاية في اختيار هذه المواضيع هي إخراج الاطفال من الوضع المأساوي الذي يعيشونه ، سيما وان المشاركين في الدورة هم من الاطفال الذين يعيشون في مجمعات للنازحين فمن بينهم من يعيش في بيت تجمعه عدة عوائل ، أو ان العائلة جميعها تعيش في غرفة واحدة أو في كرفان تنقصه أبسط متطلبات المعيشة وهذا ما يؤثر على نفسية الطفل بحسب قول محاضر الدورة .
السيدة "حنان متي توما" رئيسة منظمة بيث نهرين الراعية لهذا المشروع تزيد على ذلك وتقول بالاضافة الى ما تركته صورة ليلة التهجير وترك المدينة والبيت والمدرسة والاصدقاء والالعاب والخوف الذي تركته صورة داعش في نفسية هذا الطفل ، وتتابع هذه المشاهد شوهت براءة هؤلاء الاطفال وحوّلت سلوكهم الى تصرفات عدوانية بعد أن أصبح الطفل بعيدا عن كل ما كان يحبه من ألعاب وأصدقاء وحتى الاقارب بسبب التهجير . وتختم السيدة حنان حديثها فوجدنا في الرسم وسيلة لاخراج الطفل من هذه الاجواء السلبية .
رغم كل هذا تبقى صورة داعش السوداء مترسخة في مخيلة هؤلاء الاطفال .
"باكيوس" أحد الاطفال المشاركين في الدورة ومن المتميزين فيها لاقت رسوماته اهتمام الحاضرين ذكر لـ(كركوك ناو) انه يحب أن يرسم داعش وهو مقطوع الرأس ، "باكيوس" لم يرى داعش ولكن من كثرة ما تناقلته العائلة في حديثها عنه أمامه وما سمع عنه في محيطه في المخيم كوّن في مخيلته صورة لداعش ، رجل بشعر طويل ولحية طويلة ويحمل في يده سيف طويل .
يقول أريد أن ارسمه مقطوع الرأس لانه هو الذي أبعدنا من بلدتنا وعن بيوتنا وسرق لعبي وآثاث غرفتي .
باكيوس رسم في المعرض صورة للثور المجنح ولسفينة كبيرة وهو يريد أن يعود الى بلدته فهو لا يحب الهجرة .