المعنى الحقيقي لرتبه غسل ارجل التلاميذ .

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, أبريل 19, 2019, 03:43:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه و احترام :

في هذه الايام المجيده يستذكر العالم المسيحي عمل الفداء الذي قام به فادينا ومخلصنا يسوع المسيح من اجلنا تاركاً لنا وصاياه وتعاليمه المُحيه لنتعلم منها لخلاص نفوسنا .
استخدم السيد المسيح الامثال في تعليم التلاميذ والجموع ليسهل عليهم فهمها والبعض من هذه التعاليم والامثال لم يفهمها التلاميذ والجموع الا بعد قيامه السيد المسيح ,لكن في العشاء الاخير اعطى السيد المسيح التلاميذ هذه المره درساً عملياً وليس بالامثال ,حيث قام بغسل ارجل التلاميذ وهو السيد والمعلم ,واراد ان يعطهم درساً بليغا . فما هو هذا الدرس البليغ ؟؟

سأكلمكم عن نفسي وتفسيري لما تعلمته من الكتاب المقدس الذي تكمن روعته في انه يُفسر نفسه بنفسه ومن خلاله نستطيع ان نتعرف الى الغايه من هذا الدرس,حيث نجد فيه قول السيد المسيح   25.( فدعاهُمْ يَسوعُ إلَيهِ وقالَ لهُم تَعلَمونَ أنَّ رُؤساءَ الأُممِ يَسودونَها، وأنَّ عُظماءَها يتَسلَّطونَ علَيها،  26. فلا يكُنْ هذا فيكُم. بلْ مَنْ أرادَ أنْ يكونَ عَظيمًا فيكُم، فلْيكُنْ لكُم خادِمًا.  27. ومَنْ أرادَ أنْ يكونَ الأوَّلَ فيكُم، فلَيكُنْ لكُم عَبدًا  28. هكذا ا‏بنُ الإنسانِ جاءَ لا ليَخدِمَهُ النّاسُ، بلْ ليخدِمَهُم ويَفدي بحياتِهِ كثيرًا منهُم.(متى 20)) .والان كيف نتاكد ان هذا ما اراد السيد المسيح من تلاميذه ان يتعلموه عندما قام بغسل ارجلهم ؟ ,نتأكد من جوابه لبطرس عندما قال له ( فأجابَه يَسوعُ أنتَ الآنَ لا تَفهَمُ ما أنا أعمَلُ، ولكنَّكَ ستَفهَمُهُ فيما بَعدُ. (يوحنا 13\ 7)) . فما الذي سيفهمه بطرس فيما بعد ؟؟ سأجيبكم على هذا السؤال بعد التأكد من غايه فادينا يسوع المسيح من غسل ارجل تلاميذه حيث يقول 13.( أنتُم تَدعونَني مُعَلِّمًا وسيِّدًا، وحسَنًا تَفعَلونَ لأنِّي هكذا أنا.  14. وإذا كُنتُ أنا السيِّدُ والمُعَلِّمُ غَسَلتُ أرجُلَكُم، فيَجِبُ علَيكُم أنتُم أيضًا أنْ يَغسِلَ بَعضُكُم أرجُلَ بَعض.  15. وأنا أعطيتُكُم ما تَقتَدُونَ بِه، فتَعمَلوا ما عَمِلتُهُ لكُم.  16. الحقَّ الحقَّ أقولُ لكُم ما كانَ خادِمٌ أعظَمَ مِنْ سيِّدِهِ، ولا كانَ رَسولّ أعظَمَ مِنَ الذي أرسَلَهُ.  17. والآنَ عَرَفْتُم هذِهِ الحَقيقَةَ، فهَنيئًا لكُم إذا عَمِلتُم بِها. (يوحنا 13)) .السيد المسيح يتكلم هنا وبكل وضوح عن سلسله مراجع ,فالتلاميذ لن يكونوا اعظم من السيد المسيح ولا السيد المسيح اعظم من الاب (قُلتُ لكُم أنا ذاهِبّ وسأرجِـعُ إلَيكُم، فإنْ كُنتُم تُحبُّوني فَرِحْتُم بأنِّي ذاهِبّ إلى الآبِ، لأنَّ الآبَ أعظَمُ مِنِّي.(يوحنا 14\28)) . اذن الدرس الذي اراده السيد المسيح ان يتعلمه تلاميذه هو ان السيد والمعلم عليه ان يكون متواضعا ومستعد دوما لخدمه رعيته وان يضحي بنفسه لاجلهم ان تطلب الامر ,لا ان يكون عبئاً عليهم ويجعل منهم خدماً له ولما يريد ,وان يطبق الراعي اقواله بالفعل على ارض الواقع لا ان تكون كلام انشائي فقط .فهو ليس مُلك نفسه بعد الان بل هو مُلك الرعيه وعليه ان يكون امينا للوزنات التي سلمها اليه الرب للخدمه .

الان نعود للسؤال اعلاه (فما الذي سيفهمه بطرس فيما بعد ؟؟) , الكتاب المقدس يُجيبنا 15.( وبَعدَما أكلُوا، قالَ يَسوعُ لِسِمعانَ بُطرُسَ يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحبُّني أكثرَ مِما يُحبُّني هَؤُلاءِ فأجابَهُ نعم، يا ربُّ. أنتَ تَعرِفُ أنِّي أحِبُّكَ. فقالَ لَه إرعَ خِرافي.  16. وسألَهُ مرَّةً ثانيَةً يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحِبُّني فأجابَهُ نعم، يا ربُّ، أنتَ تَعرِفُ أنِّي أُحِبُّكَ. فقالَ لَه إرعَ خِرافي.  17. وسألَهُ مرَّةً ثالِثَةً يا سِمعانُ بنَ يوحنَّا، أتُحِبُّني فحَزِنَ بُطرُسُ لأنَّ يَسوعَ سألَهُ مرَّةً ثالِثَةً أتُحِبُّني فقالَ يا ربُّ، أنتَ تَعرِفُ كُلَّ شيءٍ، وتَعرِفُ أنِّي أحِبُّكَ. قال لَه يَسوعُ إرعَ خِرافي.(يوحنا 21))  كررها عليه ثلاث مرات لا ليذكره بنكرانه له ثلاث مرات فقط بل ليتذكر بها كل كلمه قالها له السيد المسيح ومنها ما قاله له عند غسل ارجل التلاميذ ( فأجابَه يَسوعُ أنتَ الآنَ لا تَفهَمُ ما أنا أعمَلُ، ولكنَّكَ ستَفهَمُهُ فيما بَعدُ. (يوحنا 13\ 7)) الان بطرس سيستلم رعايه الكنيسه بعد سيده ومعلمه يسوع المسيح وبالتأكيد عندها فهم الدرس من غسل السيد والمعلم يسوع المسيح لرجليه ,فان كان السيد والمعلم قد قام بخدمته بتواضع وهو اعظم منه ,فعليه هو ايضا ان يقتدي بمعلمه وسيده ويخدم رعيته بتواضع ومحبه حسب وصيه السيد المسيح (أُعطيكُم وَصيَّةً جَديدةً أحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا. ومِثلَما أنا أحبَبتُكُم أحِبُّوا أنتُم بَعضُكُم بَعضًا . فإذا أحبَبتُم بَعضُكُم بَعضًا، يَعرِفُ النـاسُ جميعًا أنَّكُم تلاميذي.(يوحنا 13\34 و 35)) وبالتأكيد ليس فقط بطرس بل كل التلاميذ تعلموا الدرس وكانوا حقاً امناء على تعاليم ووصايا السيد المسيح في خدمه رعيتهم وتحمل الامانه الملقاه على عاتقهم مستشهدين من اجل ايمانهم ,فمنهم من صُلب ومنهم من قطع عنقه ومنهم من رجم وعُذب حتى الموت , لقد تعلم التلاميذ الدرس البليغ بصوره تفوق الوصف وهكذا علينا نحن الذين قبلنا المعموذيه ان نتعلم الدرس مثلهم من مخلصنا وفادينا (فما مِنْ أحدٍ مِنَّا يَحيا لِنَفسِهِ، وما مِنْ أحدٍ يَموتُ لِنَفسِهِ. فإذا حَيـينا فللرَّبِّ نَحيا، وإذا مُتنا فللرَّبِّ نَموتُ. وسَواء حَيـينا أمْ مُتنا، فللرَّبِّ نَحنُ. (روميه 14\7 و 8 )).فهل نحن اليوم نعيش الكلمه ونفهمها ونطبقها ؟؟.

رغم كل التعاليم والوصايا, نجد بالامس واليوم مع شديد الاسف هناك البعض ممن يتلاعب بتعاليم الكتاب المقدس فيفسرها على مزاجه ويحورها لمصلحه شخصيه او غايه معينه او تملقاً لهذا او ذاك ,ليصنع منها فرشاه يغطي بها الخربشات والغايات والافعال التي تنافي التعاليم والوصايا التي جاءت في الكتاب المقدس !! حيثُ نجد في كنائسنا الكاثوليكيه تقبيل ارجل التلاميذ بعد غسلها في رتبه غسل ارجل التلاميذ !! وهذا الامر لا وجود له في الكتاب المقدس . من ناحيه اخرى البعض من الشعب الحاضر هذه الرتب همه الاول التقاط الصور التذكاريه من (سيلفي) وغيرها,ناهيك عن طريقه اللبس وتبادل الاحاديث اثناء القداس ورنين اجهزه النقال وغيرها من الامور التي لامجال للخوض فيها الان !! عوض التعلم والاستفاده من المعنى الحقيقي المراد من هذه الرتبه المقدسه (غسل ارجل التلاميذ) وغيرها . مع شديد الاسف هذا حال الكثير منا اليوم اكليروساً وشعباً,وكما يقولون الجماعه (لله في خلقه شؤون).

عيد قيامه مجيد ..قام المسيح ..حقا قام .


                                       ظافر شَنو