عاد إلى الموصل ويقيم في دار لا تكفي إلّا لحمايته من المطر…

بدء بواسطة jerjesyousif, أبريل 17, 2019, 09:07:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

عاد إلى الموصل ويقيم في دار لا تكفي إلّا لحمايته من المطر...هل يعود المسيحيون إلى أرضهم؟

أليتيا | أبريل 15, 2019
العراق/ أليتيا (aleteia.org/ar)


مر أكثر من عامين على تحرير بلدة بطنايا التابعة لمحافظة نينوى من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لكن شخصاً واحداً فقط من أبناء البلدة عاد إليها، ويقيم في دار لا تكفي إلا لحمايته من المطر، ويتولى حماية ثلاث مدارس ومركز صحي جديد، وتزوده القوات الأمنية لقاء ذلك بالطعام.

بطنايا مجرد مثال واحد على المناطق التي كانت موطن أقلية دينية وتمثل تحدياً كبيراً يواجه الحكومة العراقية في المستقبل.

وفي خبر نقله موقع عنكاوا عن رووداو، أعلن مسؤولون عراقيون لجريدة (واشنطن بوست) أن كلفة إعمار البلدة أكبر بكثير من إمكانيات الحكومة، وأن المساعدات الدولية أعجز عن أن تعوض النقص المالي الذي تعانيه الحكومة العراقية، في حين أنه حتى في حال التمكن من إعادة إعمار المنطقة سريعاً، ليس هناك ما يضمن عودة السكان إليها.

وحسب تقرير للواشنطن بوست، فإن الحكومات والمنظمات الأجنبية دفعت الجزء الأكبر من المبالغ التي ينبغي أن تنفق، لكن هذه المبالغ ديون يجب على بغداد أن تسددها في المستقبل. المشكلة الحالية تكمن في كيفية نقل وإنفاق تلك الأموال على المناطق المحددة، ويقول المسؤولون العراقيون والغربيون إن المبالغ ستوزع نقداً والسبب هو أن الشبكات والمؤسسات غارقة في الصراع السياسي بين الأحزاب والميليشيات.

تم تدمير الجزء الأكبر من بطنايا من قبل داعش أو نتيجة قصف طائرات التحالف الدولي لها، والدور التي لا تزال قائمة تغطي شعارات وكتابات داعش جدرانها. قال الرجل المدني الوحيد المقيم في بطنايا، للواشنطن بوست: "أنا الشخص الوحيد هنا، ليست لدي عائلة، وأفضل العيش هنا على حياة المخيمات".

كان ستة آلاف مسيحي كلداني يسكنون هذه البلدة ذات يوم، لكن المواجهات والمعارك المتتالية على مدى ستة عشر عاماً الأخيرة في العراق أجبرت عدداً كبيراً من مسيحيي بطنايا والعراق على الرحيل عن البلد، ويشير التقرير إلى أن 1.5 مليون مسيحي كانوا يعيشون في العراق قبل سقوط نظام صدام حسين، لكن عددهم تقلص إلى مئتي ألف فقط، وقد هاجر نحو نصف سكان بطنايا إلى أمريكا وأوروبا بينما تبعثر النصف الآخر في مخيمات النزوح ويفكر هؤلاء أيضاً في الرحيل النهائي عن العراق.

وقال رعد ناصر (40 سنة)، المقيم في مخيم بالقرب من بلدة (تل أسقف)، للجريدة الأمريكية إنه وغيره يبحثون عن فرصة للهجرة إلى أوروبا وخمن عدد العوائل المتبقية في البلدة بمئتي عائلة فقط وبيّن أن "كل مكان قد تعرض للتدمير ولا نملك المال اللازم لإعادة إعمار بيوتنا".

تولي إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أهمية خاصة بإعادة إعمار المناطق المسيحية والإزيدية، وقد خصصت نحو ثلاثمئة مليون دولار لمناطق هذين المكونين في تشرين الأول 2017، وحسب مسؤولين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، حددت أمريكا ثلاثمئة وأربعة مشاريع للمناطق المسيحية والإزيدية، وهي عبارة عن مشاريع إعادة بناء مدارس، نصب مولدات طاقة كهربائية، وإصلاح شبكات توزيع مياه الشرب.

ورغم المحاولات فإن النتائج ليست ملموسة، لأنه رغم إعادة إعمار المدارس في مناطق كبطنايا وسنجار، ليس هناك من يستخدمها، في حين أن مراكز صحية أنشئت بمساعدة من USAID في مناطق أخرى كبعشيقة وبرطلة تقدم خدماتها لعدد كبير من السكان، كما شجعت برامج الإعمار الكثير من الناس على العودة إلى مناطق كالحمدانية.

ويشير الممثل الخاص لـ USAID لمساعدة الأقليات الدينية في العراق، ماكس بريموراك، إلى أن الهدف من تلك المساعي هو إحياء آمال أبناء تلك المناطق للعودة، لأن "الآثار النفسية لعمليات الإبادة الجماعية على السكان كبيرة جداً، وجعلتهم يشعرون بأن المجتمع الدولي ليس مستعداً لمساعدتهم".

كان عدد سكان الحمدانية قبل هجمات داعش نحو ستين ألفاً، ويشير رئيس بلدية القضاء، عصام بهنام، إلى أن برامج الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمنظمات المسيحية في أمريكا تمكنت من إعادة نصف السكان إلى المدينة، في حين يؤكد بهنام أن المساعدات لم تستطع حل المشاكل التي كانت السبب الأساس لدفع المسيحيين إلى الهجرة من العراق، ومنها مشاكل الأمن والاستقرار.

ويقول بهنام: "إن كانت الحكومة العراقية تريد بقاء المسيحيين في العراق، فعليها أن تفكر بجدية في ذلك (أمن المنطقة)، وإلا لا أعتقد أن لنا مستقبلاً في العراق".

تقوم ميليشيات سنية وشيعية بتأمين الحمدانية، ويؤكد المسؤول في USAID أن غياب قوة أمنية حكومية يخلق مشكلة كبرى لهم ولعودة السكان، وأن "على بغداد أن تتدخل، ويتم تسليم الملف الأمني إلى الشرطة بدلاً عن الميليشيات، وأن تتألف قوات الشرطة من أبناء المنطقة وتكون تحت إمرة الحكومة".

من جهته، نفى مدير صندوق إعادة إعمار نينوى، سليم عثمان، أن تكون مشكلة غياب الأمن هي التي تعيق إعادة إعمار المنطقة وعودة السكان، مشيراً إلى أن الافتقار إلى المساعدات هو العائق الرئيس، وصرح عثمان للجريدة الأمريكية بأن "دولاً كثيرة ساعدت في طرد داعش، ونحن نشكرها، لكن تلك العملية دمرت نينوى، وينبغي لها جميعاً أن تشارك الآن في إعادة إعمارها".

وحسب عثمان فإن إصلاح البنية التحتية للمحافظة بحاجة إلى ما بين 20 و30 مليار دولار، لكن صندوقه تلقى هذه السنة 50 مليون دولار من بغداد وسيتلقى 1.2 مليار دولار من البنوك الدولية والأوروبية، ويقدر نسبة الإعمار في المحافظة منذ إنشاء الصندوق بـ2% فقط.

ويضيف: "حتى في حال تلقينا مليار دولار في السنة وبسهولة، فسنحتاج إلى ما بين 20 و30 سنة لإعادة إعمار المنطقة، وهذه مشكلة كبرى لو أطلعنا عليها مواطنينا فسينتفضون علينا".