تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

هل بين شعبنا الاغلبية والأقلية!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, يناير 13, 2016, 03:38:41 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

هل بين شعبنا الاغلبية والأقلية!

متي كلو

منذ سقوط النظام في العراق، بدا الاحتقان الطائفي والمذهبي بين الشيعة والسنة! ونتيجة هذا الاحتقان تخلخل الوضع الامني في العراق من شماله الى جنوبه،وأصبح القتل الطائفي  على الهوية من الطقوس اليومية في حياة المواطن العراقي، كما بدا التهجير القسري، وتهجير مئات الالاف من مناطق سكناهم الى مناطق اخرى بعيدا هذا الاحتقان الطائفي والمذهبي  وبعيدا عن التفجير والتفخيخ، وارتفع شعار الاغلبية والأقلية منذ اول يوم تشكيل الحكومات، وأصبح توزيع المناصب الوزارية  والقيادية وفق سياسة المحاصصة أي بين الشيعة والسنة كمذاهب والأكراد كقومية،اما  ابناء العراق الاصلاء من مسيحي العراق،فتعرضوا للاضطهاد والتهميش بسبب  انتمائهم المسيحي ونتيجة سياسة هذا الشعار الجديد!.
ان هذه المعزوفة"الاغلبية والاقلية "التي ظهرت بعد سقوط النظام السابق هي التي ادت الى نزوح الالاف من مساكنهم بدا من البصرة وليس اخرا من سهل نينوى، وهذا السجال الطائفي والمذهبي، ادى الى هجرة مئات الالاف من مسيحي العراق الى محطات الانتظار في دول الجوار لإيجاد ملاذ امن ينهي معاناتهم وخوفهم من المجهول، واصبحوا لاجئين في الدول التي كانوا مواطينها يحلمون بزيارة العراق والبحث عن فرصة عمل في مؤسساته الرسمية والاهلية، وكذلك في المراكز الخدمية.
لا يخفي على احد  من  مسيحي عراقي  سواء كان سياسيا او مثقفا او رجل دين او مواطن عادي بان الاحتقان الطائفي والمذهبي  هو الذي الغى المواطنة عنهم واصبحوا مواطنين من الدرجة الثالثة او الرابعة وبعض مواد الدستور العراقي وبعض التشريعات تؤكد هذا التصنيف في الدرجات وأخرها قانون "البطاقة الوطنية"
ان مثقفي ابناء شعبنا من علمانيين ولبيراليين وبعض السياسيين وحتى بعض رجال الدين المسيحيين يشجبون مصطلح الاغلبية والأقلية التي يطلقها بعض"الشخصيات و.... !!"  في تصريحاتهم  المنفلتة  والتي تعزف على وتر  الاغلبية والأقلية،يعتبرون تلك التصريحات ليس إلا تصعيدا من وتيرة الخطاب الطائفي والمذهبي، مع بروز بعض الجهات الرسمية او الشبه الرسمية بتغذيتها  وتعميمها  وسط"انصاف المتعلمين والمثقفين"
يقول الكاتب والمفكر اللبناني ناصيف نصار"الحديث عن الأكثرية والأقلية، من أي طرفٍ طائفي، جزء من أدوات تعزيز الحالة الطائفية، وتثبيتها في الوجدان العام"كما حدث في تكريس الاغلبية في العراق والتي اثبتت تركيبتها  الفاشلة، والتي مازال يدفع العراقيون بدمائهم ثمن أخطاء حكامهم  بسبب هذه التركيبة الطائفية والمذهبية والتي انتجت سياسات فاشلة ادت الى فشل الحكومات المتعاقبة  وتسببت  في المزيد من الكوارث على الشعب العراقي ومنها الفشل في  صد هجوم  الدواعش على الموصل وسهل نينوى وتكريت والانبار  وغيرها من المدن العراقية التي ما زال  يسيطر عليها منذ اكثر من سنة والتي بلغت اكثر من 30 بالمائة من مساحة العراق!
نعيش الان نحن في القرن الحادي والعشرين وفي عصر الاختراعات الالكترونية الباهرة، وتقارب الشعوب،وبعض من ابناء"شعبنا" ما زال يطالب بالأغلبية ويطلب من الاخرين ان يجلسوا في المقعد الخلفي وهذا ليس إلا تعزيز للحالة المذهبية والطائفية  المتخلفة وفتح باب التناحر والإقصاء كما يحدث الان بين الشيعة والسنة في العراق او في دول عربية اخرى! وهذا البعض يريد اقناع الاخرين يالتخندق الطائفي لأنه من الاغلبية! ولكن هل فكر هؤلاء البعض بنتائج هذا التخندق! ان جنى ثمار هذا التخندق هو ما جناه العراق من ماسي وخراب ودمار وقتل وتفخيخ وتهجير، فهل يرغب هؤلاء بان  يتقاتل  ابناء شعبنا من اجل طائفة او مذهب  والأغلبية والأقلية وتكون النتائج مؤلمة!
ما يزيد الطينة بلة بان بعض هؤلاء الذين ينشرون ثفافة الاغلبية والاقلية ويغذون الفكر الطائفي والمذهبي فكريا وثقافيا  ويعتبرون انفسهم من القادة او المثقفين، و في نفس الوقت يطالبون بالوحدة والاتحاد أمام الملأ ولكن الواقع والمكشوف هو بث سموم التفرقة في جسد شعبنا من خلال تاسيس تجمعات تزيد من الاحتقان  الطائفي والمذهبي وإضعاف ألمسيحيين وفي كل الاحوال هو لتحقيق مشاريع  تخدم الذين حاولوا وما زالوا يحاولون  زيادة الفرقة وهموم ابناء شعبنا في الداخل والخارج.
وبدورنا نقول بان الوقت ما زال متاحا  للعقلاء وجميع المخلصين من ابناء شعبنا  لنشر ثقافة احترام التنوع  والحوار الصريح الغير المبطن وان نأخذ بنصيحة الفيلسوف الالماني هيجل "لكي نفهم هذا العالم وهذا العصر، ان لا نعيش فيهما غرباء".