برطلا بين رسالة الدكتورحنين قدو وبيان الأساقفة الأجلاء/بطرس نبات

بدء بواسطة matoka, يوليو 10, 2012, 09:45:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

برطلا بين رسالة الدكتور حنين قدو
وبيان الأساقفة الأجلاء




  بطرس نباتي


برطلي . نت / بريد الموقع
بطرس نباتي

  قبل أن ابدأ بعرض محتوى رسالة الدكتور حنين قدو الموجهة إلى أساقفتنا الأجلاء الغيورين ليس على مصلحة بلدة برطلة وحدها وإنما جاء حاملا لألم كل مسيحي هُجِرَ قسرا  من محل سكناه أو اجبر على ترك ممتلكاته وتقبله العيش بعيدا عن منابت صباه ومناطق ذكريات طفولته وشبابه،  نعم لقد أثبت الأساقفة الأجلاء لنا بأن كنائسنا ما زالت بخير وإنها تستطيع مقارعة الظلم وتحمل الاضطهاد حد الاستشهاد دفاعا عن  مؤمنيها، وتتمكن أمام ما يتعرض له المسيحيين من حملات التهجير ،  من التوحد في الكلمة والفعل وتبرهن للمقامرين على تفرقة شعبنا حسب مذاهبه الكنسية على خيبتهم وبطلان مساعيهم ومزاعمهم إذا هم  بنو أوهامهم هذه  على ثمار الفرقة والتفرقة والدخول عبر الباب الضيق هذا، فأساقفة نينوى رغم ظروفهم الصعبة والمؤامرات والدسائس  التي تحاك ضد وجود شعبنا في هذا السهل التاريخي،  إلا أنهم برهنوا بأنهم جسد واحد وفكر واحد في مواجهة التحديات هذه فألف تحية لهؤلاء الآباء الأجلاء .
في رسالة السيد الدكتور قدو والذي أجهل اختصاصه الأكاديمي يصف بيان الأساقفة بأنه مليء بالمغالطات والأكاذيب، وإن كان هذا الشخص يحمل درجة علمية ، فكيف يسمح لنفسه أن يصف البيان من أوله بأنه كذب وافتراءات  وغيرها من العبارات  السوقية التي يأنف  حتى أبناء الشوارع من إطلاقها على من يقابلهم,

يقول قدو أن البيان يسيء إلى العلاقة بين الشبك والمسيحيين ، ولو طالعنا البيان لا نجد فيه ذكر أية قومية أو شريحة،  فمن أين استقى يا ترى الكاتب هذه المعلومة؟ ، الأساقفة  الأفاضل  ذكروا أن هناك محاولات تستهدف الوجود المسيحي في العراق ، فهل يعني ذلك أن قدو وجماعته يستهدفون الوجود المسيحي في العراق فإن لم يكونوا وراء هذا الاستهداف لما هذا التحامل على البيان من قبل السيد قدو؟ ولما إطلاق هذه الأوصاف السوقية والمتشنجة  ضد أساقفة الموصل وهذا التحريض ضدهم من قبله,.

ولكن يبدوا من خلال قراءتنا لبيان السيد ( الدكتور) أنه  يشعرنا فعلا هناك مؤامرة تحاك ضد الوجود المسيحي في هذه المناطق فهو يتحدث  عن هجرة الشبك واستقرارهم في الموصل ونحن نعلم أين كانوا يسكنون وهو يعلم أيضا ولا نود بتذكيره ،  ويعلم أن بلدات برطلة وبغديدا وكرمليس وتلسقيبا ماذا تعني أسمائها ومن هم سكانها الأصليين ومن هم الطارئين عليها ،  لأنه أن لم يعلم بأسماء ومدلولات هذه البلدات ومساحاتها وسكانها فإني اشكك بأنه حائز فعلا على درجة أكاديمية وبدرجة دكتور .

لنقرأ تاريخ هذه البلدات للدكتور قدو عله يستفيد شيئا مما سنذكره ويعزف عن إلصاق تهمة الكذب وغيرها بالآخرين. تقول المصادر التاريخية :
أن بلدة كرمليس وقد تعرضت كنيستها للدمار على أيادي جلاوزة (نادر شاه) الفارسي عندما غزا كرمليس في 15 آب 1734م ثم جددت بعد ذلك عام 1797م وجرت ترميمات واسعة عليها قبل حوالي ثلاثين عاما،     
كما يذكر المؤرخون أن اسم كرمليس  أقترن بأعظم المعارك والغزوات قبل الميلاد وبعدها كحملة داريوس دارا الأول (485 ق.م) والأسكندر الكبير (331 ق.م) وحملة الأمبراطور الروماني طرايانوس (114م) وغزوات المغول (1236م) وغزوة نادر شاه (1743م).

أما عن أسمها فتذكر المصادر بأنها وقد حملت أسماء متعددة عبر التاريخ، كانت في البدء (إير-إيل-بانو) أي مدينة الإله بانو، ثم جاء أسم (كرمش) في حوليات الملك الآشوري (آشور بانيبال) و (كار ميليسي) منذ العهد الأكدي (سرجون الأكدي 2371-2316 ق.م)، ثم (كوكاميلا) أي ساحة الجمال، (كماليسك كاورقوي) في العهد العثماني، وعلى الأغلب إن الاسم الحالي كرمليس (كرملش) جاء من أسم (كرمش) الوارد في الحوليات الآشورية وهنا ندعوه لزيارة قصيرة لمزار القديسة بربارة للتعرف على تاريخه العتيد.

أما عن برطلة وبغديدا فأننا نقرأ تاريخها وحسب المصادر كما يلي : برطلة من أولى قرى نينوى اعتنقت الدين المسيحي يشهد بذلك شهدائها الأربعون في القرن الرابع الميلادي وقد أنشأت فيها كنائس عديدة منها كنيسة احودامه المعروفة بالكنيسة الكبرى وكنيسة شموني وكنيسة السيدة العذراء علما أن الكنيسة الكبرى يعود تاريخها إلى مؤسسها المفريان اغناطيوس الثاني سنة 1164 ميلادية وإن كان السيد قدو يتهم اساقفتنا بالكذب فليأتي بشاهد تاريخي واحد حول تواجد حسينية ولطمية في هذه البلدة أو غيرها من البلدات  المسيحية في أي دور من أدوارها التاريخية ، وفي بغديدا يعرف قدو وغيره كيف فرض على أهلها تقبل فكرة بناء جامع عندما جائها عزة الدوري مهددا أهلها الرافضين لبناء المسجد إبان الثمانينيات.

وهناك شواهد تاريخية لا تحصى عن  تاريخ بغديدا وهناك مصادر قديمة ومخطوطات ومصادر حديثة  تتحدث عن نشأتها، إذا ما رغب دكتورنا العزيز سوف نزوده بها لإثراء معلوماته حول هذه البلدات والقصبات العريقة لشعبنا .

  رغم ذلك لا ننكر ما ذهب إليه الدكتور على أن الشبك نزحوا تحت ظروف شتى إبان السبعينيات أو إبان الهجمة التي تعرضوا لها من قبل الإرهابيين بعد 2003 وسكنوا في أطراف هذه القرى باتجاه مدخل موصل الشرقي، وهذا جاء نتيجة تسامح المسيحيين واحترامهم للجيرة والتعايش المشترك مع الجميع بدون استثناء أو إقصاء أو تزاحم كما يحدث ومعهم الآن في العراق الجديد ( كما يدعى)  ولكن من المفروض والبديهي أن هذا النزوح هربا من الإرهاب أو غيره كان يجب عليه أن لا يعمل على زيادة الهوة بين الشعبين بإثارة الفتن والأحقاد كما يستشف من رسالة السيد الدكتور المحترم،  وإنما التحدث بلغة المنطق والعقل، متجاوبا مع بيان الأساقفة الأجلاء لأنهم دعوا إلى تحقيق مصالح شعبهم وكذلك جميع المتعايشين معهم لأن الإجراءات المتخذة بموجب القرارات والأوامر الصادرة من جهات رسمية والتي يطالبون بإلغائها ، إنما هي قنابل موقوتة يسعى البعض لزرعها بغية تخريب التعايش السلمي والأخوي بين مكونات سهل نينوى ، ويبدوا أن الدكتور قدو لايهمه أولا مصالح قومه في الاستقرار في قراهم سواء تلك التي نزحوا منها أو تلك التي نزحوا إليها واختاروا العيش فيها بأمان مع إخوانهم من المكونات الأخرى  كما لا تهمه مصلحة المسيحيين في هذه القرى والقصبات لأنهم هم المستهدفون بهذه الإجراءات ووجودهم بات على المحك كما عبر عن ذلك بصدق وإخلاص السادة الاساقفة المحترمين.

لقد تحدثوا في بيانهم عن التغير السكاني وبناء المجمعات السكنية وبرهنوا على ما يقولون وما يصرحون به بأدلة وبكتب رسمية صادرة من جهات ودوائر حكومية وهم بهذا يريدون فقط إيقاف ما يحدث لبلداتهم وسكانها، أما السيد الدكتور فلا يكف عن وصمهم بالكذب وغيرها من الألفاظ القذرة التي لا تليق أن يطلقها شخص لو كان على درجة دنيا من الثقافة ، فكم بالأحرى   الذي يضع حرف الدال أمام اسمه،  فهذا الشخص أنه ليس مراهقا سياسيا ليغفر الناس طيشه  وغروره وإنما هو حامل لدرجة علمية بالإضافة إلى كونه رئيس حزب،   هذا إضافة على تهديده بالكف عن تصريحاتهم بوجود التغير الديموغرافي في البلدات والقصبات المسيحية، رغم أنهم عندما تحدثوا عن هذا التغير لم يقصدوا به الشبك أو أي مكون آخر ولكن الضغط عليهم هكذا بدون وجه حق  من قبل قدو أو غيره يظهر بجلاء نوايا هؤلاء في التغير الديموغرافي في هذه المناطق.

يقول قدو أن الشبك دفعوا   1288شهيد ،  والمسيحيين لم يدافعوا أو يشجبوا  ما تعرض له إخوانهم الشبك، المسيحيين في العراق منذ تشكيل الدولة العراقية ولحد الآن يتعرضون إلى مذابح وتشريد ومذبحة سميل شاهدة وأحداث صوريا  يا ترى من الذي تصدى للقتلة  والإرهابيين وقال كلمته سواء من رجال الحكم أو من الأحزاب العراقية من منهم  دافع عن الوجود المسيحي، منذ 2003 ولغاية 2008  حيث دفع المسيحيين أضعاف العدد الذي ذكره الدكتور قدو من الشهداء ( وقد قدمت في السنة الماضية عشرات القوائم  تضم كل واحد منها مئات الأسماء لشهداء مسيحيين تم تصفيتهم غدرا بيد الإرهابيين  لكونهم مسيحيين فقط) وهُجِر نسبة 80% من مسيحي العراق خلال الأعوام القليلة الماضية،  لم نشاهد ولم نسمع من الدكتور الفاضل أو حتى من غيره ينبس ببنت شفة حول هذه المذابح والقتل الذي تعرض له شعبنا ، لم نسمع منهم أية إدانة للفتاوي التي تبيح تهجير النصارى وإخلاء ديار المسلمون  منهم و حتى  التحريض على قتلهم  ولم يعاتبهم أحد من أبناء شعبنا على مواقفهم السلبية  هذه كما فعل هو في بيانه.

الأمر الآخر أن لم يكن ما يحصل اليوم وما ينون فعله ببرطلة أو بالمناطق الأخرى في سهل نينوى وبتوجيه خارجي لما لم يستنكر كل ما يجري فيها من  تغيير ديموغرافي ولما يقف اليوم ليصدر بيانات شجب واستنكار مع إطلاق كلمات جارحة ومقيتة تستفز  كل عراقي شريف بسلامه المزيف  الذي مطلعه (سلام على من اتبع الهدى) وهو يعلم أن السادة الأساقفة يتبعون  أشرف وأعظم ديانة في العالم ألا وهي المسيحية التي بشر بها رسول السلام والمحبة والغد الأفضل للبشرية جمعاء يسوع المسيح ، الذي ذكره القرآن الكريم  بأفضل آياته.

كان يجب أن يقتدي الدكتور قدو بديوان الوقف السني  الذي أعلن تأيده لبيان أساقفتنا الأجلاء ، لنتأمل لماذا أيد الوقف السني بيان الأساقفة ، بينما قدو ومن لف لفهم يرفضون الإعلان لا بل يقفون مهددين متوعدين أساقفتنا ، هذا  الموقف يجب أن يتوقف عنده  أبناء شعبنا مليا ، السادة الأفاضل في الوقف السني ليس لهم مصلحة في ما يجري في سهل نينوى وهم يشجبون كل تغيير سكاني في هذه المنطقة والذي يشجب البيان والذي يهدد الأساقفة ويرد على مقررات تجمع تنظيمات شعبنا إنما له مصلحة في التغير الديموغرافي في برطلة وهو يسعى جاهدا من اجل إثارة الفتن لطرد المسيحيين من أراضيهم وممتلكاتهم التاريخية .

الأمر الآخر الذي يدعوا إلى الاستغراب هو موقف الدكتور الفاضل  من السيطرة المتواجدة في مدخل برطلة ، الدكتور يقول بان هذه السيطرة تنفذ سياسة الحزب الديموقراطي الكردستاني ويقف أفرادها  وهم من البيشمركة بالضد من الشبك ،  علما أن برطلة ومعها بعض القصبات الأخرى مستهدفة من قبل الإرهابيين ولولا هذه السيطرات  ذات الإمكانيات البسيطة لكانت مسرحا لعمليات كبيرة تنفذها هذه الجماعات ، وتجريد برطلا أو غيرها من حراسها لا يعني إلا شيء واحد  ألا وهو التآمر على ساكنيها والدفع في سبيل إثارة المشاكل والفتن في داخل هذه القصبة  بغية تهجير ساكنيها  .

ما نرجوه من الأخوة الشبك عدم الانجرار وراء زعمائهم هؤلاء لأنهم يسعون جاهدين لتنفيذ أجندات خارجية ومحلية لتخريب العلاقة التاريخية التي تربط عموم المسيحيين معهم وخاصة بين الشبك والمسيحيين الذين عاشوا معا ولم ينغص علاقاتهم لحين تشكيل مثل هذه الأحزاب والتجمعات التي تريد النيل من هذه العلاقات الطيبة ، ليعود الشبك إلى عشائرهم ورؤسائهم التقليديين ويتعلموا منهم حسن الجيرة والتعامل الأخوي بين  مختلف قوميات نينوى العظيمة وخاصة بينهم وبين المسيحيين الذين لم يجدوا منهم غير المودة والتقدير والاحترام...





Matty AL Mache


عمانوئيل

مقال اخر معبر يلحق باقرانه من المقالات الاخرى بهذا الخصوص قد وثقه صاحبه السيد بطرس نباتي ببراهين وأدلة دامغة حاله حال جميع المقالات التي أتت ردا على ما ادعاه زورا السيد حنين القدو. الا اننا لازلنا ننتظر ردا من القدو راجين ان يرتقي بالكتابة هذه المرة ككتاب شعبنا ويكون بالمستوى الذي نطمح اليه لإيجاد حلول منطقية لراب الشرخ الذي احدثه بيانه المعنون الى اساقفتنا.